نصيحة إلى السيد معالي رئيس الحكومة ليعرض عن خطاب الجاهلين ويقول سلاماً

نصيحة إلى السيد معالي رئيس الحكومة

ليعرض عن خطاب الجاهلين ويقول سلاماً

محمد شركي

[email protected]

 قد يسأل سائل لماذا خاطبت السيد عبد الإله بنكيران بالسيد معالي رئيس الحكومة؟ والجواب أن غالبية من يخاطبون هذا الرجل يتعمدون تجريده من صفته ، ويخاطبونه باسمه الشخصي وكأنه لا يشغل منصب رئاسة الحكومة ،علما بأن المهام تفرض على من يشغلها صفات ونعوت وألقاب . والذين يستكثرون على السيد عبد الإله بنكيران نعته بما تفرضه مهمته إما حساد ، والحسد كما هو معلوم حب زوال نعمة الغير ، وما أظن المسؤولية في حجم مسؤولية السيد بنكيران نعمة يحسد عليها إلا أن يوفقه الله عز وجل لأداء واجبه  بشكل يرضي الخالق سبحانه ،علما بأن إرضاء الخلق في حكم المستحيل . وحساد السيد رئيس الحكومة إنما هم الذين يختلفون معه في توجهه الحزبي ، ويعارضونه ، وهؤلاء يرون أنفسهم أحق منه برئاسة الحكومة . ومن الذين يستكثرون عليه أيضا  نعته بمعالي رئيس الحكومة ضحايا إعلام الفسوق الذين لا يتبينون الأنباء ، ويصيبون السيد بنكيران بجهالة . وما حدث مؤخرا من تأويل لكلام معالي رئيس الحكومة يؤكد دور إعلام الفسوق في التأثير على شريحة من المجتمع يستدرجها خطاب المعارضين له حزبيا وسياسيا . فالذين ذهبوا مذهب المعارضين له في تأويل عبارة من عباراته وفق أمزجتهم وبنوايا مبيتة بل واضحة التحامل إنما صدروا في ذلك عن رفضهم لبعض قرارات رئيس الحكومة الذي لا زالت رياحه تجري بما لا تشتهي سفن المعارضة ، وسفن من لا يريدون تغييرا يخرج البلاد من طور الفساد إلى طور  الإصلاح . ومعلوم أن عملية إصلاح الفساد تشبه عملية جراحية أو عملية تطبيب تحدث ألما لمن يخضع لها إلا أنها تحمد عواقبها بعد مرور فترة الألم . وينسى أو يتناسى الساخطون على سياسة السيد معالي رئيس الحكومة أنه تولى زمام الأمور بعد أن تحرك الشارع المغربي ثائرا على الفساد المستشري في كل الميادين . ومعلوم أن طموحات الشعب في الغالب لا تحدها حدود ، وليس بوسع أحد أن يجاريها ، وليس أمام من يتولى زمام الأمور سوى ما تسمحه به الإمكانيات، ولا قبل له بما تبصر عيناه وتقصر عنه يداه .ولازال السيد معالي رئيس الحكومة يعالج مشاكل البلاد ، ويسبب علاجه الألم ،الشيء الذي جر عليه سخط الساخطين خصوصا الذين يتألمون من علاجه الموجع. واغتنم الفرصة خصومه السياسيون ومعارضوه  لتأليب الشعب عليه ،علما بأنهم كانوا سببا في علته التي ينكب على علاجها السيد رئيس الحكومة العلاج المسبب للألم . وعلى قدر حجم العلة يكون حجم ألم العلاج .ولا يخفى على الشعب المغربي أن الذين سببوا له العلل الضارة عبارة عن تماسيح ضارية وعفاريت ماردة ، ومعلوم أن التماسيح تلتهم التهاما ، والعفاريت تفعل أفعالها و تختفي اختفاء . ولقد وضع السيد رئيس الحكومة في مأزق كبير وهو يواجه التماسيح والعفاريت  حيث وجد نفسه أمام خيارين إما  مقاضاتها  دون أمل في استرداد ما التهمت التماسيح الضارية وما نهبت العفاريت الماردة وهي ذات صولة ونفوذ وحصانة ، ولو فعل لتصيدته التماسيح والعفاريت فيما تصيد وإما الانصراف إلى معالجة ما خلفته التماسيح والعفاريت من فساد ، وقد اختار غير ذات الشوكة مكرها . والحقيقة أنه واجه أمرين أحلاهما مر ، لأنه حين أعرض عن ملاحقة التماسيح والعفاريت المفسدة والناهبة ، وانكب على العلاج المسبب للألم اعتبر كمقدم خدمة لتلك التماسيح والعفاريت على حساب الشعب الضحية . وتركب المعارضة  متعمدة وعن سبق إصرار وترصد  ـ وفيها تماسيح وعفاريت ـ  ظهر رئيس الحكومة  وهو يمارس العلاج المؤلم لتشويه سمعته أمام الشعب . وهكذا تحولت قبة البرلمان إلى حمام تركي كما يقال يدخله السيد رئيس الحكومة ليستنزف استنزافا  بكل أشكال الاستفزاز ، ويعامل معاملة الضحكة ـ  بضم الضاد وتسكين الحاء ـ  وقد أحاطت به  المعارضة الضحكة ـ بضم الضاد وفتح الحاء ـ من أجل التندر به سخرية واستهزاء . ويكثر  لغط المعارضة  داخل الحمام التركي . ومؤخرا تعمدت المعارضة  جر السيد رئيس الحكومة  إلى الرد على كلام  مستفز له بكلام  وجدته بسبب سوء النوايا والطوايا المسبقة والمبيتة فرصة سانحة للطعن في تربيته وخلقه لتشويهه أمام الرأي العام. ونصيحتي  إلى السيد معالي رئيس الحكومة هو تذكيره  بمرجعية حزبه  التي تدعو إلى الإعراض عن  خطاب الجاهلين وقول السلام . وأرجو أن ينتصح السيد معالي رئيس الحكومة لأن مرجعية حزبه  تفرض عليه  أن يقبل  النصح لتتحقق خيريته . وانصحه  أيضا ألا  تصرفه صيحات المتألمين من علاجه المؤلم عن إتمام العلاج حتى لا تتفاقم  العلل  لا قدر الله . وأخيرا أؤكد مرة  أخرى أنني لست من حزب السيد معالي الوزير ، وإنما نصحته  تطبيقا لفريضة النصح في ديننا  الحنيف ، في زمن أهمل فيه النصح والتناصح  لقلة خيرية الناس .  وأختم بنصح الذين يستفزون السيد معالي رئيس الحكومة  بالقول اتقوا الله عز وجل فيه واعلموا أنكم ستلقون ربكم ، وسيسألكم عما تقولونه فيه غيبة  وبهتانا ، وقد خاب من حمل يومئذ ظلما.