مؤتمر المشروع الإيراني في المنطقة العربية والإسلامية

خبراء: التصدي للمشروع الإيراني

يكون بالالتفاف حول مشروع عربي موحد

مؤتمر المشروع الإيراني في المنطقة العربية والإسلامية

مجاهد مليجي

علامات أونلاين -

شهد مؤتمر المشروع الإيراني في المنطقة العربية والاسلامية والذي نظمه مركز أمية للدراسات السياسية والإستراتيجية بالقاهرة، ما يشبه الاتفاق على خطر المشروع الإيراني وضرورة مواجهته، بينما اختلف المشاركون حول مستقبل العلاقة مع إيران بعد زوال نظام بشار ونجاح الثورة السورية باعتبارها دولة جوار إقليمي.

ارتأى البعض أن إيران عدو ظاهر العداوة على طول الخط للعرب والمسلمين السنة ويجب محاربتها والتصدي لأطماعها في المنطقة العربية؛ في حين أكد آخرون أنه لا يمكن اعتبارها عدوًّا مطلقا ولا يمكن تجاهلها تماما، فالمواقف السياسية دائما ما تتغير من حال إلى حال، ولن يدوم بقاء بشار ومذابحه الاجرامية وهو ما يتطلب وضع سيناريوهات للتعامل مع هذه الدولة الاقليمية ذات الاهداف التوسعية في المستقبل المنظور.

الجلسة التي رأسها الدكتور محمود غزلان المتحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين التي تناولت " إيران والثورات العربية بين الرفض والتأييد " كانت من أسخن جلسات المؤتمر والتي شهدت خلافات حادة بين المشاركين وصلت حد الاشتباك بين اغلب المشاركين الرافضين لإيران واعتبارها عدوًّا خطيرا على الأمة وبين الدكتور محمد السعيد إدريس الذي أكد على وجود تحالفات قديمة بين إيران والمملكة السعودية في بداية القرن العشرين من اجل مواجهة العراق في عهد الشاه وتنفيذ أجندة تحمي مصالح امريكا في المنطقة بعد زوال بريطانيا، ثم تحالف مصري إيراني برعاية امريكية بين الشاه والسادات، واليوم تبدل الحال فأصبح هناك تحالف عربي ضد إيران وهو ما يتطلب استبدال العدو في المنطقة العربية ليصبح إيران بدلا من الكيان الصهيوني المحتل.

واتهم البعض "ادريس" بأنه صار ناطقا بلسان الخارجية الإيرانية في المؤتمر، واتهامه أيضا بالتهوين من الخطر الإيراني وأن المشروع الإيراني يجيش له بعض من النخبة من أهل السنة في العالم العربي دون علمهم، وانه لابد من كشف خطورة ذلك على المجتمعات العربية، ولكن رئيس الجلسة الدكتور محمود غزلان تدخل بلباقة واحتوى الخلاف, واثفق إدريس على خطورة اهداف إيران التوسعية ولكنها لا تصل الى درجة العدو المطلق معتبراً إيران دولة لديها مشروع، بينما العرب ليس لديهم مشروعهم ويصرخون خوفا من إيران دون تحرك.

واستعرض الدكتور غزلان في كلمته جذور العلاقة بين مصر وطهران في العقدين الاخيرين واصفا إياها بأنها علاقات قديمة وتاريخية، حيث إنه في أربعينيات القرن الماضي تزوج شاه إيران من شقيقة الملك فاروق، مشيرا الى انه كان مع الاطفال يغني في هذا الوقت اغنية مطلعها :" احمد يا علي .. الملكة فوزية وشاه إيران دخلوا الجمعية يحفظوا القران".

وأضاف غزلان انه وفي الخمسينات وما بعدها اعتمدت امريكا على شاه إيران ليكون عميلا لها يحمي مصالحها في المنطقة واعطته طائرة اف 16 لم تعطها سوى لإسرائيل فقط للقضاء على الثورات العمالية الشيوعية بالمنطقة.

الاخوان يرفضون موقف ايران وحزب الله من الثورة السورية

وأنه لما قامت ثورة إيران الشعبية كأول ثورة سلمية في التاريخ الحديث، ولم يجد شاه إيران مكاناً يلجأ اليه سوى مصر، وأيد الاخوان ثورة الشعب الإيراني عام 1979، كما أيدوا  حزب الله عندما شرع في تحرير لبنان وكانوا معه  في مقاومة الصهاينة المحتلين، كما اعربوا عن اعجابهم بتأييد إيران له في الوقت الذي رفعت الانظمة العربية يدها عن لبنان؛ إلا أن ذلك كله ذهب ادراج الرياح بعد قيام الشعب السوري بثورته ووقوف إيران وحزب الله في وجهه للحيلولة دون نجاح ثورته؛ بل وشاركا في عمليات الذبح والقتل للمئات بل الالاف من ابناء الشعب السوري الثائر وبسلاح إيران وحزب الله، وهذا امر دلل على ان تعاطفنا مع الشعب الإيراني واللبناني وان كان في محله إلا ان هذه الحكومات اثبتت أنها صاحبة مصالح وليس مبادئ.

والمح عضو مكتب الارشاد الى أن إبداء التخوف من المشروع الإيراني امر طبيعي ولكن يجب التاكيد على ان هذا المشروع ليس بالخطورة المرعبة التي يصورها البعض ولكنه وجد فراغاً على الساحة العربية والاسلامية فتمدد، مشيرا الى ان عودة الدور المصري للمنطقة سوف يوقف تمدد المشروع الإيراني ويخلق حالة من التوازن.

وأضاف غزلان أن توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979 أدى الى تقوقع مصر داخل حدودها وارتمائها في احضان الامريكان والصهاينة ايام السادات ، وفي عهد مبارك الاسوأ زاد تقزم مصر وتلاشى دورها الاقليمي حتى صارت دويلات صغيرة في المنطقة ذات دور اقليمي مؤثر في ظل غياب دور مصر.

وقال :" إنه آن الآوان اليوم ان تتبنى مصر المشروع العربي الجامع وأن تملأ فراغ المنطقة العربية وساعتها لن يجرأ احد على الاقتراب من المنطقة وسيعجز الجميع عن مجرد التفكير في احتلال ايا من دول المنطقة او الاقتراب منها".

بينما استعرض الدكتور محمد السعيد ادريس رئيس لجنة العلاقات العربية بمجلس الشعب ورئيس تحرير "مختارات إيرانية بالاهرام " التطور التاريخي لطبيعة العلاقات بين إيران والعرب منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى الثورة السورية اليوم مشددا على انه مع اقراره بميول إيران التوسعية ودولتها القومية الفارسية وبضرورة مواجهة ذلك؛ إلا أنه رفض مقارنة الخطر الإيراني بالخطر الاسرائيلي، مؤكدا على ان المستفيد الوحيد من اثارة الفتنة الطائفية بين العرب والمسلمين واثارة النزعة المذهبية هو الكيان الصهيوني وامريكا وانهم العدو الواضح للامة العربية والاسلامية.

وأشار ادريس إلى أن الثورة المصرية تحولت الى امل بالنسبة للشعب الإيراني لنيل حريته والتعبير عن رفضه لبعض ممارسات النظام الحاكم في إيران الان، بعد ان اعلنت القيادة الإيرانية بانهم مع الثورات التي تسقط حلفاء امريكا واسرائيل فقط وليس حلفاء إيران اشارة الى نظام بشار الاسد، موضحا أن مصر وإيران في مرحلة مفترق طرق اليوم .. فاما ان تكون هناك علاقات طبيعية بين البلدين وتكون الثورة المصرية اثرت ايجابيا او العكس، حيث استطاع الرئيس المصري محمد مرسي لاول مرة جعل إيران طرفا في الحل بالازمة السورية، باعطائها فرصة لاخذ موقف إيراني محترم لصالح الشعب السوري ، ويمكن ان يفتح افاقاً جديدة امام إيران في المنطقة.

ارفض استبدال اسرائيل كعدو بايران

وقال ادريس: "المشروع الإيراني ممتد وتوسعي ويبدا منذ ثورة الخوميني ، كما انه مشروع امبريالي احتل ثلاثة جزر عربية ولازال يتطلع لضم دولة البحرين التي لازالت تحت العيون الإيرانية لتبقى وحيدة لتتمكن إيران من ضمها حيث ان المشروع الإيراني موجود من قبل الاسلام وسيظل ، وقاراقوش سبق ان حكم مصر ،إلا أن هناك كيان صهيوني عدواني توسعي يهدد وحدة المنطقة ولن نقبل ابدا باضاعة العدو الحقيقي لهذه الامة المتمثل في اسرائيل وامريكا واستبداله باثيوبيا او إيران او تركيا.

واضاف رئيس تحرير "مختارات ايرانية" أن غزو العراق كان بهدف إعادة ترتيب شرق اوسط كبير على خلاف ما رتبته اتفاقية سايكوسبيكو التي اقامت دولاً غير متجانسة ولابد من اعادة التقسيم على اساس عرقي وطائفي ومذهبي ، ولكنهم فشلو في ذلك فبداو بترتيب مسلسل تغيير العدو بحيث يتم دمج الكيان الصهيون مع المنطقة العربية  واستبدال الصراع العربي الاسرائيلي بالصراع العربي الإيراني وهنا تكون العدو إيران للجميع العرب واسرائيل واحياء الصراع المذهبي السني الشيعي لتحقيق الهدف وجعل إيران العدو الجديد.

ودعا السعيد ضرورة تواري الصراع الطائفي وابراز حقيقة الخطر الاسرائيلي لافشال مساعي قيام شراكة عربية اسرائيلية وحتى لا تصبح اسرائيل عضوا في الحلف السني ضد الشيعي بقيادة إيران – حسبما اعلنته رئيسة وزراء اسرائيل من قبل – مشددا على ان تمدد المشروع الإيراني انما جاء نتيجة غياب اي مشروع عربي حيث ادخل العرب الامريكان الى العراق لاسقاطها ثم تركوها مرتعا لإيران وحدها، ولم يتقدموا لحماية عروبة العراق.

المشروع الايراني العرقي فشل في استثمار السنة

ومن جهته تناول الدكتور غازي التوبة الباحث الفلسطيني المتخصص في الشأن الايراني المرتكزات الديموجرافية فى المشروع الايراني مؤكدا ان إيران تتكون من عدة اعرق ذات ديانة واحدة هى الاسلام, وينقسم المسلمون الي شيعة وسنة ، وتبلغ نسبة السنة 20%, فى حين ان الشيعة هم بقية السكان وكان المفترض ان تستفيد ايران من هذا التنوع العرقي وتكون امة واحدة من هذه الاعرق المختلفة والمسلمة, إلا انها لم تنجح فى ذلك، بل استعدت الأعراق الأخرى كالأكراد، والعرب الأهوازيين, والبلوشين بسبب بروز العصبية الفارسية فى المشروع الايراني، لذلك ثاروا وتشكلت جبهات تحرير فى كل من كردستاران وبلوشستان والاهواز.

واضاف التوبة أن أهل السنة في ايران شاركوا فى الثورة الاسلامية ضد الشاه, لكن قادة ثوار للاسف اضطهدوهم بعد مجئ الخميني فلم ينصب سني واحد فى مجلس صيانة الدستور او مجلس الخبراء الخ , كما انه لا يوجد مسجد واحد للسنة فى عدد من المدن الايرانية وبذلك خسرت ايران مساهمة اهل السنة فى بناء ايران بسبب إصرار قادتها على ترسيخ الحكم الطائفي الشيعي فى مناحي الحياة الايرانية.

وأشار التوبة إلى أن بعض الحركات الإسلامية السنية, وكثيرا من علماء اهل السنة, وبعض المؤسسات العلمية السنية رحبت بانقلاب الخميني ومدت يدها الى قيادات ايران من اجل التعاون فى مواجهة الاخطار التى تحيط بالمسلمين وبالذات الخطر الصهيوني والغربي, لكن القيادات السنية تفاجأت باصرار قيادات ايران على نشر المذهب الشيعي فى البلدان العربيه والاسلامية ذات الاغلبية السنية مثل مصر والمغرب وتونس والجزائر والسودان وسوريا وغيرهم, وكان على رأس المتفاجئين الشيخان د.يوسف القرضاوي ود.احمد الطيب شيخ الازهر, مما دعاهما الى تغيير موقفيهما من التعاون مع القيادات الشيعيىة فى ايران, ومن المؤكد ان نشر المذهب الشيعي فى هذه البلدان سيؤدي الي التفتيت الثقافي لعامل الوحدة الثقافية, وهى المحاوله الاخطر فى محاولات التفتيت خلال العصر الحديث.

المشروع الايراني يعتمد سياسة التسلل الناعمة

بينما اكد الدكتور صباح الموسوي الباحث المتخصص في الشئون الايرانية ذو الجذور الاهوازية الايرانية العربية ان السياسة الخارجية الايرانية تتسم بطبيعة معقدة ومتشابكة، تجعل الباحث والمهتم بهذه السياسة عند دراستة ومتابعتة لها يجد التورية والابهامات ظاهرة فى جوانب كثيرة منها حيث يتداخل فيها الديني بالقومي والثورية بالبرمجاتية، ولكى نقف على طبيعة السياسه الايرانية, لابد لنا من معرفة تلك العوامل والمرتكزات وخاصة الاساسية منها الموثرة فى السياسة الخارجيية الايرانية تجاه العرب وقضاياهم .

واشار الى ان المرتكزات الجغرافية والتارخية والديموغرافية والعقائدية هي حجر الزاوية في استراتيجية المشروع الايراني، كمؤسسات داعمة للمخططات السياسية والامنية الايرانية فى المنطقة، حيث اعتمدت السياسة الخارجية الايرانية على تلك المرتكزات الاربعة واتخذتها اساسا ومنطلقا لتصدير الثورة وبسط النفوذ الايراني ليس فى منطقة الخليج العربي وحسب، بل وفي عموم منطقة الشرق الاوسط , مستغلة جملة من العوامل والظروف الدينة والسياسية والتاريخية والاقتصادية لتحقيق اهدافها المنشودة، كما اتخذت من مناطق فى اسيا الوسطي و شمال افريقية مراكز نفوذ لها وقواعد ارتكاز لتحقيق اختراقات فى البلدان التى تم تحديدها لتكون هدفا لمشروعها.

وأوضح الموسوي انه للتغطية على ماربها الحقيقية, فقد اتخذت السياسة الخارجية الايرانية من القضية الفلسطنية ودعم بعض الفصائل الفلسطنية غطاءً لكسب التعاطف العربي والاسلامي, وكذلك استغلال الاقليات الشيعية فى البلدان العربية "حصان طروادة" لمخططها, ومن معاداة امريكا والكان الصهيوني شعاراً لها, وتقديم المعاونات المادية والعسكرية لبعض الدول العربية والافريقية الفقيرة مدخلاً للنفوذ وقواعد انطلاق نحو الدول المستهدفة.

وأضاف أن إيران قامت بتدشين سلسلة من المؤسسات والدوائر لتكون اجنحة لوزارة الخارجية لمساعدتها عل تحقيق استراتيجيتها ومن اهمها المستشاريات الثقافية، والمجمع العالمي لأهل البيت، ومجمع التقريب بين المذاهب ، ومنظمة التبليغ الاسلامي، والمدارس الايرانية في الخارج، والحوزات الدينية في الخارج, وممثليات مرشد الثورة، ومؤسسة جهاد البناء، ولجنة الامام الخوميني الإغاثية، ومركز حوار الحضارات، ومؤتمر دعم الانتفاضة الفلسطينية.

الثورة السورية كشفت سوءة حزب الله وايران

من جهته أكد فادي شامية الباحث اللبناني أن ثورة سوريا فضحت بوضوح سقوط إيران في مستنقع المذابح السورية، مشيرا الى ان بعض الشيعة اشد تضررا من السنة من المشروع الإيراني ، كما انكشفت سوءة حزب الله من الثورة السورية بعد ان اقام مهرجانا في لبنان يوم 19مارس من العام الماضي يتماهى فيه مع الثورات في مصر وتونس واليمن وليبيا ويعتبرها امتداد لروح ثورة الامام الخوميني.

المؤتمر ناقش خطر المشروع الايراني على مدى اربع جلسات تناولت الجلسة الاولى "مرتكزات المشروع الايراني في المنطقة" وأدار الجلسة الدكتور بسام ضويحي رئيس مجلس أمناء مركز أمية، وتحدث خلالها الدكتور صباح الموسوي من الكويت حول المرتكزات السياسية للمشروع الإيراني، بينما تحدث الدكتور غازي التوبة من الكويت حول المرتكزات الديموغرافية والاجتماعية والثقافية، وتناول الباحث عبد الحافظ الصاوي المرتكزات الاقتصادية، أما المرتكزات القيمية في المشروع الايراني فقد تناولها الدكتور ابراهيم الديب، بينما المرتكزات الاعلامية الباحث ناصر الفضالة .

أما الجلسة الثانية فتناولت "العلاقات الايرانية بدول الجوار.. تعاون ام صدام" نوقشت من خلال اربع ورقات الاولى حول الجذور التاريخية للتحالف الايراني مع روسيا والمجتمع الغربي للباحث التركي احمد حقي ، وايران والتنافس الشرق اوسطي .. بين التناغم مع تركيا والتماهي مع اسرائيل للباحث التركي على باكير، والدور الايراني في الازمات العربية .. حالتا العراق ولبنان للباحث اللبناني على الامين، بينما الدور الايراني في الأزمة البحرينية البحرين ناقشته ورقة النائب السابق في مجلس النواب البحريني ناصر الفضالة.

كما تناولت الجلسة الثالثة موضوع " ايران والثورات العربية بين الرفض والتأييد" وشهدت مناقشات ساخنة للغاية، وقد ناقشت ثلاث ورقات الاولى لفادي شامية الباحث اللبناني حول المشروع الايراني في ضوء الثورات العربية.. ثوابت ومتغيرات دراسة حالة للموقف الايراني من الثورات اليمنية والسورية والليبية والتونسية، وتناولت الورقة الثانية للدكتور محمد السعيد ادريس "ايران والثورة المصرية وانعكاستها على الداخل الايراني، بينما تناولت الورقة الثاثة للدكتورة فاطمة الصمادي الباحثة الاردنية .. علاقة ايران بحركات المقاومة الاسلامية في المنطقة في ظل الثورات العربية .. دراسة حالة لحماس والجهاد وحزب الله.

وقال منسق المؤتمر د. بدر شافعي ان الجلسة الختامية بعنوان "افاق العلاقة بين ايران والدول العربية والاسلامية " والتي ترأسها الدكتور خليل الخليل كانت الورقة الاولى حول كيفية تعاطي دول الخليج مع ايران .. فرديا وجماعيا من خلال مجلس التعاون الخليجي ومدى القدرة على تبني فكرة الفيدرالية او الكونفدرالية لمواجهة اطماع ايران للدكتور عادل العبد الله الباحث البحريني، واخر الورقات كانت حول كيفية التعاطي اعلاميا مع المشروع الايراني للدكتور عزام التميمي رئيس ومؤسس قناة حوار الفضائية والذي المح للاستخدام المتقن والكفء من جانب ايران للميديا الاعلامي بحرفية ومهنية عالية لايصال رسالتها للمشاهد العربي مطالبا باعلام عربي موجه للشعب الايراني وبتقنية على نفس المستوى او تفوقه.

تمدد ايران لغياب مشروع عربي جامع

الى ذلك اكد الدكتور بسام ضويحي رئيس مجلس أمناء مركز أمية ورئيس المؤتمر، انه بعد أربع جلسات كاملة استغرقت يوما كاملا من النقاشات والسجالات بين غالبية مؤيدة وبعض المعارضين لحجم خطورة المشروع الايراني اجمع المشاركون في المؤتمر على ضرورة مواجهة خطر هذا المشروع الذي يرتكز على منطلقات عرقية وطائفية وعقدية تعمق احساسهم بتفوق العرق الفارسي على العربي وما عداه كما انهم يعلون من شان عقيدة التشيع ويسعون لنشرها في المنطقة العربية والاسلامية واتبعوا استراتيجيات حققت الكثير من اهدافها في العقدين الماضيين نتيجة غياب المشروع العربي الموحد من جهة ونتيجة وجود عالم عربي مفكك ومتنازع .

وعلى ضرورة التصدي لخطر هذا المشروع الذي انكشفت سوأته في ميدان الثورة السورية بعد ان ناقض نفسه وظل يمجد من ثورات الربيع العربي ويعتبرها امتدادا للثورة الإيرانية الاسلامية التي انطلقت في نهاية عقد السبعينات من القرن المنصرم حيث اعلنت دعمها وتاييدها لثورات الربيع العربي في تونس ومصر واليمن وليبيا ولكنهم كشفوا حقيقة اسءتهم للثورات وتحرر الشعوب عندما انطلقت الثورة السورية في الجوار الإيراني وباتت تهدد اكبر حليف لإيران في المنطقة العربية فاعتبروا الثورة السورية مكيدة ومخطط لاعداء إيران يريدون اسقاطها عبر دمشق كما ان المرشد الاعلى للثورة الإيرانية اعلن بوضوح ان بلاده مع الثورة لاسقاط حلفاء امريكا في المنطقة ولكنهم لا يؤيدونها عندما تنال من حلفاء إيران – يعني سوريا-.

واضاف ان المؤتمر اوصى بضرورة السعي الجاد والسريع لتدشين مشروع عربي موحد يجمع الامة العربية على هدف واحد لمواجهة كافة الاخطار التي تواجهه سواء صهيونية او امريكية او عرقية وطائفية للتأسيس لكيان عربي قوي وفاعل على الساحة السياسية لعالمية والمحلية.

الشيعة العرب ليسوا جزء من المشروع الايراني

وبعدم اعتبار الشيعة العرب جزء من المشروع الإيراني والسعي للتعاون معهم في المواجهة ، والعمل على كشف ادوات المشروع الإيراني سواء كانت تحت ستار مسمى الوحدة الاسلامية او الدفاع عن فلسطين، والتحذير من استغلال هذه القضايا لإختراق دول المنطقة والثورات العربية ، مع تسليط الضوء على خطر المشروع الصهيوني والتاكيد على ان كلا المشروعين يعمل ضد المشروع العربي ، مع التأكيد على ان العرب لا يعادون إيران بالمطلق ولكن يعتمد ذلك على جوهر السياسات الإيرانية في المنطقة العربية.

كما طالبوا بمناصرة الاقليات في إيران سواء كانوا عربا او سنة خاصة عرب الاهواز حيث لا يوجد مسجد واحد في طهران ، واكدوا رفضهم لهيمنة مبدأ ولاية الفقيه على قرار الحكم في إيران، ومناصرة الثورة السورية ومطالبة الحرس الثوري بالكف عن قتل الشعب السوري وكذلك المجرم بشار الاسد، الى جانب التضامن مع الشعوب الربية التي تعاني من سياسات التدخل الإيراني.

وطالبوا بضرورة الاسراع بانشاء مراكز ابحاث متخصصة في دراسة كافة تفاصيل الشان الإيراني لمتابعة تحركات المشروع الإيراني بالمنطقة ، وتاسيس وسائل اعلام باللغة الفارسية تكون موجهة للشعب الإيراني لمخاطبة الشريحة الرافضة لاداء النظام الحالي وموقفه الفاضح من الثورة السورية ، ولمواجهة تحريف الخطاب الرسمي الإيراني للداخل كما حدث في حالة خطاب الرئيس مرسي اثناء قمة عدم الانحياز في طهران، وأوصي المجتمعون بتكرار مثل هذا المؤتمر في عدد من الدول الواقعة في مرمى المشروع الإيراني.