فرصة تاريخية أمام الفريق صدقي صبحي؟
فرصة تاريخية أمام الفريق صدقي صبحي؟
أحمد منصور
السيسى يعلن رسميا جمهورية البلطجة والفوضى :
الدعوة التى أطلقها قائد الإنقلاب عبد الفتاح السيسى اليوم للإنتقام والثأر من معارضيه تلغى أى وجود لدولة القانون و تمثل ذروة الإعلان الرسمى لجمهورية البلطجة وشريعة الغاب وهذه من أكبر الجرائم التى يقوم بها النظام الفاشى الإنقلابى وأبواقه الإعلامية والتى وصلت إلى حد التحريض على حرق بيوت وممتلكات المعارضين للإنقلاب وقتلهم مما يؤدى إلى تدمير المجتمع الإنسانى المصرى الذى عاش متجانسا على مدار السنين رغم كل الإختلافات السياسية والفكرية وحتى الدينية بين أبنائه ويشعل حربا أهلية لن تبقى ولن تذر لأن دفع الصائل المتسلط واجب شرعى فالناس لن تقف مكتوفة الأيدى أمام حرق ممتلكاتها وقتلها دون قانون وتحويل الجيش والشرطة ومعهم جموع الإعلاميين والقضاة وغيرهم إلى بلطجية وآلات قتل وهذا يعنى أن النظام الفاشى بكل طبقاته قد أصيب بحالة من الجنون والهستيريا واللاوعى الجماعى تستدعى من أبناء مصر العقلاء بل من الإنسانية جمعاء أن تتحرك للوقوف فى وجه هذا المتغلب المتسلط الأحمق وأن يهبوا للدفاع عن آخر ما تبقى من قيم إنسانية لدى الشعب المصرى لأن شريعة الغاب ستؤدى إلى توحش المجتمع كله ودماره وليس حرق بيوت المعارضين فقط أو قتل المعتقلين أو المتظاهرين وإنما حرق مصر ولو احترقت مصر ستطال نيرانها الجميع ولو انهارت مصر لانهار جزء كبير من القيم الإنسانية التى راكمها المصريون على مدار التاريخ فى أنحاء العالم فهل ستتركون السيسى يحرق مصر يا أصحاب الضمائر الحية والقيم الإنسانية ؟
ظهور السيسى فى خطابه أمس متمترسا بقادة الجيش لا يعكس خوفه وهلعه ورعبه فقط وإعلانه الحرب من جيش ديفيد ضد شعب مصر وإنما يؤكد للعالم كله أن مسرحية 30 يونيو قد انتهى عرضها وأن التفويض كان خدعة ومساندة الشعب كانت أكذوبة والحقيقة كما ظهرت ناصعه فى القول والفعل " الجيش ضد الشعب " فهل يقبل الشرفاء من أبناء مصر ضباط وجنود هذا الجيش أن أن يصبحوا مجرد أدوات قتل فى يد هذا المتغلب الأحمق ويشاركوا فى حرب الإبادة التى يشنها ضد شعب مصر ؟
فرصة تاريخية أمام الفريق صدقى صبحى ؟
فرصة تاريخية أمام وزير الدفاع المصرى الفريق صدقى صبحى ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه ويكفر عن أخطائه وأخطاء قادة الجيش بحق مصر وشعبها تلك الأخطاء التى أغرقهم فيها عبد الفتاح السيسى.
يمكن لصدقى صبحى أن يفعل ما فعله الفريق عبد الرحمن سوار الذهب فى السودان عام 1985 حينما أنقذ السودان من الفوضى و قام بانقلاب أبيض وسلم السلطة بعد عام لحكومة منتخبة . لو أطاح صدقى صبحى بالسيسى الآن وأوقف نزيف دماء الشعب المصرى وأنهى المحاكمات الهزلية والملاحقات الأمنية وأفرج عن المعتقلين وتعهد بإجراء انتخابات وتسليم السلطة للمدنيين خلال ستة أشهر والعودة بالجيش للثكنات ...لو فعل صدقى صبحى ذلك لدخل التاريخ من أوسع أبوابه أما إذا لم يفعل فسوف يطيح به السيسى ويلقى به فى مزبلة التاريخ وإذا لم يفعلها ربما فعلها مجموعة ضباط الصف الثانى لإنقاذ مصر من الخراب والدمار الذى يقودها إليه السيسى فمن ينقذ مصر وجيشها وشعبها من هذه الفوضى وهذا الخراب ؟