حكومة تونسية مرتقبة، وشعب ينتظر الفرج
حكومة تونسية مرتقبة،
وشعب ينتظر الفرج
رضا سالم الصامت
ثورة تونس صفق لها العالم أجمع و هي لم تأتي لتشجع على تفاقم الوضع الداخلي للبلاد و التحريض على كثرة الاعتصامات واقتحام حرمة المؤسسات و قطع الطرق ، فتونس بعد الثورة مرت بفترة انتقالية جد حرجة و لكن الآن صنعت مستقبلها بثبات و حسن تبصر و حكمة و اختار الشعب بكل حرية من يمثله و صار لنا رئيسا يحكم البلاد و العباد باسم الشعب و رئيس حكومة يبذل كل جهد من اجل تحسين وضع البلاد و العباد ،و لكن للإعلام دور لا غنى عنه و دولة بدون إعلام لا يمكن لها أن تتقدم و تونس وطن للجميع ،و على الجميع أي " التوانسة " أن يعمل كل من موقعه من أجل حماية البلاد و العباد و حماية المؤسسات و الإدارات العمومية و البنوك الخ ... لأن مهما كان فهذه المؤسسات هي في خدمة المواطن و إذا تعطلت خدمة المواطن تعطلت البلاد كلها و انتشرت الفوضى
على المواطن ان يثق في اعلام بلده و يحترمه ... فاي وسيلة اعلامية هي التي توصل صوت المواطن و هي التي تعرفه لما يحيط به من معلومات و اخبار و آراء الخ .. صحيح أن كل التونسيين و التونسيات يريدون أن يتكلموا ، وأن يعبروا عن آرائهم ، وأن يطرحوا مطالبهم ،و يبلغونها إلى المسؤولين ، و لكن على وسائل الاعلام ان تنصت لهم و تمنحهم هذه الفرصة للتعبير عن مشاغلهم ، فالثورة التونسية أعادت لهم الثقة في النفس ، مثلما أعادت لهم الحرية في التعبيرو هذا لعمري مكسب هام . و لكن علينا أن نعرف أنه لا يمكن لهذه المطالب أن تتحقق بين عشية و ضحاها و لابد من وقت لدراسة كل مطلب و العمل على تسوية مئات الملفات و إيجاد شغل لكل طالب شغل .. كل هذا يحتاج لوقت ، فالحكومة حتى و ان تشكلت لا تملك عصا سحرية ، ولكن علينا ان نتفهم انها تحتاج لوقت و لنكن متفائلين فالقادم أفضل و سوف تتحسن الأحوال مستقبلا
فتونس لها رجال و نساء وتونس صنعت ثورة أذهلت العالم ، ثورة شباب يافع ، فيهم من قدم نفسه فداء للوطن ، و هي ثورة لم تمنح لهم حرية الحرق و النهب و قطع الطرقات و إحداث الفوضى هنا و هناك و بث البلبلة و الفتنة بين الناس و عدم الذهاب إلى مقرات العمل
نعم لقد نسي المواطن التونسي كيف كان يعيش في سجن
مغلق أيام حكم المخلوع ، و هو المواطن المغلوب على أمره الذي لا يتجرأ أن ينطق بحرف
واحد في عهد بائد ديكتاتوري بوليسي عدم استقرار بلادنا ، يتولد عنه شعور بالخوف من
المستقبل وهذا أمر يعد خطيرا فقد آن الأوان أن نبني تونس الجديدة ، تونس المستقبل
تونس الرخاء . و كما قال مانديلا عندما وجه رسالته إلى شعب تونس و مصر " الهدم فعل
سلبي والبناء فعل إيجابي و علينا
ان نشمر على الساعد و نبني وطن الجميع
لنبني تونس وطننا بثقة متبادلة و فخر و محبة و لنضع
اليد في اليد و نتعاون على الخير و الصفاء من أجل تونس الحضارة تونس الشعب الكريم
الذي استطاع أن يعطي العالم أحسن مثال في تقديم ثورة حضارية أعجبت و أبهرت شعوب
الدنيا و صفقت لها
لذا على وسائل إعلامنا بشكل عام أن يدققوا و لا يتسرعوا في تقديم أو نشر أية معلومة سواء كانت مكتوبة أو مسموعة أو مرئية قد تضر بثورتنا المظفرة ،خاصة و أن تونس تعيش ظرفا مؤقتا حساسا و وضعا صعبا على جميع المستويات ولا بد أن نتعاون جميعا على تجاوز هذه المحنة.. حتى نصل بر الأمان مع حكومة جديدة و رئيس جديد و برلمان جديد اختاره شعب تونس بعد أن عاشت تونس في الشهرين الماضيين فترة انتخابية تشريعية ورئاسية تاريخية فاز إثرها حزب " نداء تونس" بأغلبية المقاعد في البرلمان واختير مؤسس الحزب الباجي قائد السبسي رئيسا للجمهورية، و تم الاعلان عن تكليف الحبيب الصيد بتشكيل الحكومة وذلك بعد التشاور داخل هياكل الحركة مع بعض الاحزاب السياسية و منها حزب النهضة فهل يا ترى تفلح هذه الحكومة المرتقبة في دفع العجلة نحو الأمام ، أم سيبقى الشعب ينتظر الفرج و هو يعرف تماما ان البلاد تواجه تحديات كبيرة في مقدمتها بروز مجموعات إسلامية متطرفة مسلحة اتهمتها السلطات بقتل العشرات من رجال الشرطة والعسكريين واغتيال شخصيتين يساريتين. و كما ان تونس تعاني الأمرين من ضعف اقتصادها ومن بطالة مستشرية خصوصا في صفوف حاملي الشهادات، بعد أن كان البؤس والفقر والتوق للكرامة أهم محرك للثورة