تأسيد القلمون.. بمنح أملاك المعارضين للموالين
تأسيد القلمون..
بمنح أملاك المعارضين للموالين
وسيم عيناوي-القلمون
أفاد ناشطون أن النظام السوري حجز على كامل أملاكهم ومنازلهم في القلمون ونقل
ملكيتها لضباط وعناصر من جيشه أو حزب الله ممن يعملون في تلك المنطقة، وفق
قولهم.
ويؤكدون أن النقل يكون إما عبر استيلائهم على المنزل مباشرة وجلب عوائلهم للسكن
فيه، أو بحجزه وبيعه لهم بمزاد علني ضمن حلقة ضيقة تضمن أن يؤول لهم.
وباتت هذه الممارسة تسمى بين السكان حملة "تأسيد القلمون" أي جعل كل أصحاب
العقار من الموالين للرئيس السوري بشار الأسد.
وتؤكد السيدة وهاد الحاج يحيى (أرملة معتقل قضى تحت التعذيب بسجون النظام) أن
عناصر حزب الله لم ينتظروا صدور مذكرة باحتجاز أملاك عائلتها، بل صدرت لهم
وثيقة رسمية بالحجز على عدة مزارع وأراضٍ كانت باسم زوجها المعروف أنه من
أغنياء مدينة يبرود وفق قولها.
"وهاد الحاج:النظام صادر أملاكنا العقارية ومنحها لعناصر من حزب الله يوجدون
بمنطقة القلمون "
سؤال فملاحقة
وتضيف للجزيرة نت أنهم باتوا الآن لا يستطيعون التصرف بأي من عقاراتهم، منوهة
إلى أن أي شخص من أقاربهم يحاول السؤال عن الموضوع يتم اعتقاله أو يتعرض
للملاحقة من قبل أفرع الأمن السورية.
وتعزو السيدة أسباب الحجز على ممتلكاتهم إلى أن النظام السوري اتهم زوجها منذ
بداية الثورة بأنه ممول لجماعات إرهابية.
بينما يرى الناشط الحقوقي أبو عبيدة أن النظام السوري استغل نص المادة الرابعة
من قانون مكافحة الإرهاب لحجز أملاك المعارضين له وخاصة بدمشق وريفها. وتقضي
هذه المادة بمصادرة الأملاك المنقولة وغير المنقولة لكل من يثبت دعمه
"للإرهاب".
ويؤكد أبو عبيدة أن النظام السوري باشر حجز أملاك من نزحوا من القلمون بعد
حملته الأخيرة، بالإضافة لأملاك العديد من المغتربين الذين كانوا يوالون
الثورة.
"ناشطون: النظام السوري يقوم بتغيير هوية القلمون من منطقة ثائرة إلى وكر
للموالين"
مصادرة فمنح
ويضيف للجزيرة نت "يعمد النظام عقب مصادرة المنازل إلى منحها لضباط بالجيش ممن
يعملون في منطقة القلمون حتى وإن لم تنقل ملكيتها لهم رسميا".
وينبه إلى أن المشكلة الأكبر هي بيع هذه المنازل بالمزاد العلني لتنتقل ملكيتها
لأشخاص جدد موالين بالمطلق للنظام السوري، وبعد تداول بيعها مرات عديدة سيصعب
على مالكيها الحقيقيين استعادتها حتى في حال عودة النازحين بتسوية سياسية
مستقبلا.
ووفق ناشطين فإن النظام السوري يقوم بتغيير هوية القلمون من منطقة ثارت على
النظام لثلاثة أعوام متتالية إلى معقل للموالين له.
وينوه الناشط الحقوقي أبو عبيدة إلى أن الأمر الأخطر يتجلى بأن منازل عديدة
بالقلمون باتت حاليا تحت سيطرة عناصر من حزب الله الذين لم يترددوا في جلب
عوائلهم كما حدث في حي القاعة في يبرود الذي بات يسمى "الزهراء" وفق قوله.
المصدر : الجزيرة