مسيرة ضخمة ضد الإرهاب، ورسالة تاريخية للعالم أجمع من صنع فرنسي
مسيرة ضخمة ضد الإرهاب،
ورسالة تاريخية للعالم أجمع من صنع فرنسي
رضا سالم الصامت
استنكرت تونس كغيرها من شعوب العالم الهجوم الإرهابي الذي عاشته فرنسا على مر الأيام القليلة الماضية ، في أسوأ هجوم على الأمن الداخلي الفرنسي منذ عشرات السنين ، حيث لقي17 شخصا حتفهم في أعمال عنف على مدى ثلاثة أيام، وبدأ بهجوم ارهابي على صحيفة "شارلي هبدو الساخرة "، وانتهى باحتجاز مزدوج للرهائن يوم الجمعة الماضي في مطبعة خارج باريس وفيمتجر للأطعمة اليهودية في قلب العاصمة الفرنسية باريس .
و شهدت فرنسا تظاهرة مليونية في باريس شارك فيها زعماء من كل أنحاء العالم رفضا للإرهاب والعنصرية كما أعلنت السلطات الرسمية. ورغم ذلك فقد استبق الفرنسيون هذا الحدث بمسيرات في كل أنحاء البلاد للتعبير عن الوحدةالوطنية.
و قد انطلقت التظاهرة بمشاركة الرئيس الفرنسي وزعماء الدول للتأكيد على نبذ العنف والإرهاب، ودعما للجالية العربية والمسلمة في فرنسا.
و انتهت مسيرة القادة الأجانب المشاركين في تظاهرة باريس الحاشدة يوم الأحد 11 كانون الثاني/ يناير 2015 فيما بقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في المكان لتحية أسر القتلى الـ17 والجرحى الـ 20 ضحايا الاعتداءات الأخيرة في باريس. وتوقف رؤساء الدول والحكومات الذين ساروا متصافين حول الرئيس الفرنسي " دقيقة صمت " قبل أن يحييهم هولاند واحدا واحدا لينضم على اثر ذلك إلى مجموعة من أقارب ضحايا الاعتداءات الإرهابية التي نفذها ثلاثة إسلاميين فرنسيين متطرفين قتلوا بأيدي قوات الأمن.
وكانت المسيرة قد انطلقت في تمام الساعة الثالثة بتوقيت أوروبا في العاصمة الفرنسية باريس ، وتهدف المسيرة التاريخية للتضامن مع فرنسا ومناهضة الإرهاب إثر الاعتداءات التي شهدتها العاصمة الفرنسية التي تحولت إلى مأساة ذات بعد عالمي مع مشاركة خمسين ممثلاً لدول أجنبية في المسيرة.
ومن أبرز المشاركين في هذه المسيرة، بالإضافة إلى الرئيس فرانسوا هولاند، المستشارة أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ونظيره الإيطالي ماثيو رينزي. كما شارك في المسيرة رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر والرئيس الفلسطيني محمود عباس وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو. كما شارك في المسيرة ملك الأردن عبد الله الثاني و قرينته رانيا العبد الله و وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله زايد و الوزير الأول التونسي مهدي جمعة و وزيرخارجية البحرين و مصر و الجزائر و المغرب و رئيس وزراء أسبانيا و ايطاليا و غيرهم من الشخصيات الدولية
المسيرة الضخمة حملت "رسالة للعالم" و هي
رسالة تاريخية من صنع باريس لأول مرة في تاريخها، تجمع العديد من زعماء العالم وآلاف الأشخاص من مختلف الديانات والجنسيات ليقولوا كلهم " لا " للإرهاب، إثر هجمات تعرضت لها فرنسا هذا الأسبوع، قتل فيها 17 شخصا.