في ذكرى تحرير سيناء صفحات من تاريخ ابنائها الشرفاء
في ذكرى تحرير سيناء
صفحات من تاريخ ابنائها الشرفاء
نبيل عواد المزيني
في اعقاب 5 يونيو 1967 اصبحت حالة رفض الهزيمة ظاهرة في جميع طبقات وقطاعات الشعب المصري وقد وصلت الي قمتها بعد خطاب الرئيس جمال عبد الناصر واعلانة التنحي وهنا هب الشعب المصري من اسوان الي الاسكندرية ومن سيدي براني الي شواطئ نويبع مزينة بهتاف موحد وهو " ح نحارب ح نحارب " . وبدو سيناء كجزء من الشعب المصري كانوا يشعرون بالمرارة اكثر من غيرهم ويتطلعون الي الخلاص من الاحتلال باسرع وقت , وفي هذة الفترة قام اللواء سعد الدين الشاذلي بنقل احد ضباط الصاعقة البواسل برتبة نقيب الي التدريس بالكلية الحربية , حيث التقي بعدها باحد ابناء قبائل جنوب سينا المتواجدين في القاهرة وهو الراحل محمد عواد المزيني الذي نصحة بالتواصل مع شيوخ قبائل جنوب سيناء ودلة علي احدي المقاهي التي كانت ملتقي شيوخ القبائل المتواجدين في القاهرة ,ومن ثم الذهاب الي الشرقية لمقابلة احد شيوخ القبائل .
وقد ذكر هذا الضابط في مذكراتة والذي تولي بعد ذلك مكتب المخابرات الحربية بالغردقة ان تلك الاتصالات اثمرت عن استلامة رسالة من احد شيوخ قبيلة مزينة بجنوب سيناء وهو المرحوم الشيخ سالم ابوبريك نصها " أنا وقبيلتي تحت امركم " وعلي اثر هذة الرسالة طلب الضابط من قيادة المخابرات الحربية تزويدة بخمس قوارب مطاطية ومن ثم قام بتدريب عشرين رجلا من بدو سيناء علي قيادتها وصيانتها واصلاحها , وقد صارت اربعة قوارب منها من نصيب بدو قبيلة مزينة نظرا لبراعتهم باعمال الصيد المشهورين بها في خليج السويس والعقبة وكان القارب الخامس من نصيب احد بدو العليقات , ومن هنا ولدت منظمة سيناء العربية معقل الاسود وحماة الحدود .
ومنذ ذلك الوقت بدأت سجلات المخابرات الحربية تسجل بطولات وتضحيات بدو سيناء المصرية . ومن بين المئات من تلك البطولات نذكر تضحيات أحد شيوخ نويبع مزينة وهو البطل الراحل الشيخ محمد ابو فريج والذي ضرب اروع امثلة الوفاء والتضحية عندما رفض هو وابناءة النشاما تسليم نقطة حرس الحدود بمنطقة الدوم بنويبع والتي كانت تحتوي علي (11 بندقية آلية وأجهزة لاسلكية وذخائر خاصة بالنقطة) للمحتل الاسرائيلي مما عرضة لصنوف من التعذيب والتنكيل هو وربعة الدرارمة ثم بعد ذلك حاولت السلطات الاسرائيلية تهجيرة لاكنة رفض وابي إلا ان يكون من الصامدين , وقد نهج ابنة الاكبر الشيخ سليمان ابوفريج علي نهج والدة البطل الذي حصل بعد التحرير علي نوط الامتياز من الطبقة الاولي كأحد مجاهدي سيناء الذين يشير لهم التاريخ بكل فخار .
وفي الوقت الذي كان بدو سيناء يسطرون الملاحم من خلال اعمالهم الاستطلاعية والفدائية علي ارض سيناء كان هناك دور وطني مشرف لا يقل بطولة وتضحية سجلة التاريخ في صفحات السجلات الحربية وفي وثائق مزينة لابناء القبائل السيناوية المتواجدين في القاهرة وضواحيها مثل الدور المشرف الذي قام بة الراحل محمد عواد المزيني والمرحوم الشيخ غريب ابوعبيد وكان عملهم في ماكان يعرف بـ "اتحاد الاذاعة والتليفيزيون ودور السينما" حيث كان محمد عواد يقوم بتمرير رسائل المخابرات الحربية المشفرة الي ابناء سيناء من خلال قصائدة البدوية لحثهم علي الصمود والمقاومة والتي كانت تبث عبر اذاعة صوت العرب مثل قولة رحمة الله علية
سـينا يا شــال وعقـال علي الراس *** يارجال القبايل في الجبل والوادي
صقور وذيابة علي أرضك حراس *** صامدين وافيين من عهد الاجدادي
كما كان الشيخ غريب ابوعبيد يرسل رسائل مشفرة من خلال الامثال البدوية التي كانت تبثها اذاعة صوت العرب "أم لقمان تعرف لغة عيالها" و "اطرد الذليل الى بيت هله" و "أضرب شجر وصد أرانب " و "اللي عندة مجنون بيربطة" و "طاح في الفخ أكبر من العصفور" و "طق من القوم وطاح في السريه" وغيرها من الامثلة التي كانت تستخدم لتنفيذ بعض العمليات الفدائية او وقفها او تأمر شيخ القبيلة بلم رجالة والانتظارلحين صدور اوامر اخري .
ويطيب لي ان اختم هذا المقال بشهادة احد المصريين الشرفاء من الجيل الاول الذي انتقل الي سيناء بعد تحريرها وعاش بين بدو مزينة ما يناهز الربع قرن وهو الاستاذ الصحفي خالد البليدي حيث يقول "ومن خلال معايشتي وعلاقاتي بابناء جنوب سيناء لمايقرب من 25 عاما اؤكد انهم لايقلوا وطنية وحبا لمصر بل يزيدوا عن كثيرين " وكذلك يروق لي ان أتسائل علي لسانة "هل ان الاوان ان يضع المسئولين مشاكل سيناء نصب اعينهم وان تشهد سيناء تطورا في فكر المسئول الذي مازال يولي الاهتمام الاكبر للمدن السياحية علي حساب ابناء البادية البسطاء؟ " .