كفر قدوم عن عين رفعت المفقودة
كفر قدوم
عن عين رفعت المفقودة
سامح عودة/ فلسطين
(5)
في كفر قدوم .. تتجلى الشمس فاتحةً ذراعيها تحتضن عرق السائرين في مواكب العز، هي كفر قدوم التي أضحت منارة للمقاومة الشعبية تتلمذ فيها الصبية حتى صاروا خيلاً جامحة تجوب تراب الأرض بلا وجل، هذه الجمعة كما في في جمعة تقدمُ " كفر قدوم " ما بجعبتها من قصائد مقاومة لا تنسى، أما هم فيقذونها بما في جعبتهم من أسلحة ورذالة..!! علها تنال من إرادة مقاومتهم، لكن الأيام تثبت أن الحق هو المنتصر وما دون ذلك سراب..!!
رفعت برهم ابنُ الثالثة والعشرون عاماً واحد من بين مئات الشبان المنتفضين ضد القهر، يصحو من نومه كل يوم جمعة، يتزود بهواء مفعم بالبطولة، وبصبر يقهر الجبال، وعقدة لم يأكل الدهر منها شيئاً، لذلك بقي .. كما النسور المحلقة لم تهب المتربصين.
في الجمعة الأخيرة من نيسان يخوض رفعت القدومي هو وشبانٍ في عمر الورد معركة يشتبكُ اللحم بالبارود، نعم معركةُ اللحم الطريق مع الحق المدجج بالقهر، فيفقد ُ رفعت عينه من رصاصة أتت من جندي صوب بندقيته نحوه .. فاقتلعتها ظلماً، وأي ظلم أكبر من هذا الظلم .
عينُ رفعت عين لوطن مقهور، عينٌ لنور لا تخفيه العتمة مهما كانت ستائرها ثيقة، هي صرخة للضمير والوجدان العالمي.. صرخة فلسطيني ذنبه أنه آمن بعدالة قضيته وبحق شعبنا في مقاومة كفلتها المواثيق والأعراف الدولية، ولهذا لا بد من إطفاء أرواح هؤلاء القتلة، الجنود الذي يزهقون ورودنا في كل يوم وليلة، شموعنا الموقدة ستظلُ مشتعلةً حتى نحقق النصر الذي عبدنا طريقه بدماء طاهرة وبقيود أدمت المعصم، وبعيون واجهت المخرز، عين رفعت عين الحق الراسخ، والعين الشاهدة على الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعبُ الفلسطيني تحت الاحتلال.
لعين رفعت برهم التي زرعت العزيمة في أرض لم تذق طعم الهزيمة ، وهي التي أنبتت بصيلات الكلام لتستيقظ اللغة بعنفوانها صانعة معلقةً شعرية لم تكتب من قبل، وثقت وسائل الإعلام الجريمة كاملةً وروت كيف قام الظالمون بظلمهم فهذا الظلم الجائر لم يترك البلدة وشبابها وأطفالها في حالهم بلا لازمهم كظلٍ أحمق، وحشٌ يلتهمُ كل زيتونة إنسانية نزرعها في الأرض..!! لهذا ستظل قطرات شاهدة على ما يفعله الاحتلال، وستظل عين رفعت المفقودة تحاكم الضمير الإنساني الساكت عن جرائم الاحتلال .