ولنا رأي في هجوم باريس؟

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين /‏08‏/01‏/2015/  أجمعت أكثر آراء السياسة والصحافة وغيرهما على ان الهجوم الذي استهدف صحيفة / شارلي ابدو/ عمل ارهابي بربري يريد القائمون وراءه زرع الخوف وزعزعة الامن في فرنسا وغيرها من الدول الاوروبية . فالحكومة الالمانية من الرئاسة والمستشارية والخارجية  الالمانية كانت في مقدمة المستنكرين لذلك العمل  . فبالرغم من عدم جزم الشرطة الفرنسية بادئ الامر الجهة التي تقف وراء الهدوم الا ان أصابع الاتهام كانت تتجه نحو اسلاميين متشددين الامر الذي جعل الشرطة الفرنسية تقول آخر المطاف بانها استطاعت الجزم بان الثلاثة الاشخاص الذين قاموا بتنفيذ الهجوم على الصحيفة معروفين بتشددهم الديني احدهم كان قد شارك بأعمال عسكرية في العراق ، ثم عزا سياسيون وصحافيون الهجوم الى مشاركة فرنسا بالحرب في مالي وغيرها .

الا أن استهداف الصحيفة المعروفة باستهتارها بالاسلام والمسيحية ، فالكنيسة الكاثوليكية في فرنسا ، لم تسلم من انتقادات الصحيفة التي لا تحترم أحد ، جاء متزامنا مع الحملة المعادية للاسلام التي تقودها جبهة تطلق على نفسها / الجبهة الاوروبية القومية لحماية اوروبا من الاسلام – بيجيدا/  تزداد هذه الحملة بقوة بالرغم من وجود منظمات ومظاهرات تقود حملة مناوئة للجبهة المذكورة  وجاء الاعتداء على الصحيفة وتصفية اربع صحافيين يعملون برسم صور السخرية / الكاريكاتور / من بين اكثر من ثلاثة عشر قتيلا تحت شعار / نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم / جاء ليكسب الجبهة المعادية للاسلام شعبية أكثر وسط تحذير من قبل سياسيين وصحافيين خلط الاسلام والمسلمين بالارهاب وأن يؤخذ البريء بالسقيم من خلال مطالبة عضو البرلماني الاوروبي / السياسي   الالماني الفرنسي  / دانييل كون بينديت الذي أكد خلال لقاء مع المحطة الثانية من / الرائي الالماني / انه اذا كان بالفعل متشددين اسلاميين وراء الهجوم فان ذلك لا يعني ان المسلمين ارهابيون لان ذلك سيساهم بانقسام المجتمع الاوروبي على نفسه بأكثر من ذي قبل والحرية الصحافية تعتبر مقدسة ولا يجب المساس بها الا ان للحرية حدود فعلى هذه الحرية ان لا  تستهدف رموز دينية وسياسية ساهمت بصناعة التاريخ الانساني في مقدمتهم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم . كما حذر وزير الداخلية الالماني الاتحاد توماس دو مايزير من اتهام الدين الاسلامي بالارهاب ووضع المسلمين في سلة واحدة مع متشددين يحملون افكارا متطرفة مؤكدا لصحيفة / زوددويتشيه تسايتونغ – صحيفة جنوب المانيا / في عددها هذا اليوم الخميس 8 كانون ثان / يناير ان الارهاب ليس له علاقة بالدين الاسلامي وغيره من الاديان السماوية معتبرا  هجوم باريس استهداف لجميع أطياف المجتمع في المانيا وفرنسا ودول اوروبية اخرى  مسلمين ومسيحيين ويهود مشيرا بأن اللاجئين السوريين والعراقيين وغيرهم من الدول الاسلامية الذين جاؤا الى المانيا جاؤا فرارا من الارهاب ويجب على الفعاليات الامنية والسياسية والاجتماعية السعي عدم الصاق تهم الارهاب .

من يقف وراء هجوم باريس في هذه الاوقات التي تشهد فيه اوروبا حملة شعواء ضد الوجود الاسلامي وخاصة في المانيا ؟ فبالرغم من اصابع الاتهام قد توجهت نحو مسلمين واعلان الشرطة وضعها ثلاثة أشخاص  تحت المجهر الا ان هناك من يعتقد وجود منظمات تريد بالفعل الصاق التهم بالمسلمين لها عداء ايضا مع الكنيسة وغير الكنيسة . فعندما وقعت جريمة اوسلو التي ارتكبها اندرياس بريفين عام 2011  توجهت اصابع الاتهام الى المسلمين لأن النرويج شاركت باعمال قتالية ضد طاغية ليبيا السابق معمر القذافي ثم تبين بعد ذلك ان مرتكب الجريمة نروويجي عضو فعال بمنظمة  اوروبية قومية تحارب الاسلام في اوروبا .

هجوم باريس الذي استهدف صحيفة / شارلي ابدو – هابدو – الهاء تكتب ولا تقرأ / جاء ايضا متزامنا مع ارتفاع ضجة وشعبية المعادين للجبهة القومية لحماية الغرب من الاسلام / بيجيدا / والهجوم ضربة معلم لاعطاء تلك الشخصيات المعادية للاسلام قوة وشعبية اكثر ووضع حد لمنظمات وشخصيات سياسية واجتماعية  ودينية تدعو لوضع حد للتطرف القومي وبالتالي حثها على التعايش المسلمين بين المسلمين وغير المسلمين في اوروبا.