يا.. صديقي إن أنت خالفت نصحي، أنت ضيعت عقالك
يا.. صديقي إن أنت خالفت نصحي،
أنت ضيعت عقالك..!
جعفر عبد الله الوردي
في دولتنا هذه المحترمة التي لن أسمي اسمها ، كما أنني لم أسم المنادى في عنوان هذا المقال.. ذلك حتى لا يسألني صاحب هذه الدولة عن ال(يا) في هذا المقال.!!
إنهم يورطونه بغبائهم المفرط المعلل بولائهم له وانبطاحهم لأمره، ويزيدون من احتقان الشارع والناس تجاهه، وهو إما بليد لا يعرف ما يجري، أو مخدوع بمتجيدهم وفرط ولائهم.
إن في دولة ذلك ال(يا) تجري تصرفات حمقاء خرقاء من أركان الدولة، اعتقالات بغير حق، قمع الألسنة قبل أن تنوي النطق بالكلام.!
أنا شخصيا كثير حسن الظن به وبنواياه، لكن ذلك لا يشفع لامرأة اعتقل زوجها، أو بنت غُييب أبوها، أو قهر مورس تجاه أحد هذه الرعايا..
ولاء الشرطة والأمن للقاعد الأعلى المعظم هو أكبر مدخل لزواله وثور الشارع المحقون ضده.
لا يفرق مع أي رجل أمن أن يقمع وينكل بالرعية؛ لأنهم هؤلاء رعايا الدولة المسؤول عنها الملك أو الرئيس، فلن يقول المكبوتون يسقط رجل الأمن، بل يقولون يسقط الحاكم..
تلك الفلسفة البسيطة أبعد ما يكون عنها حكامنا الراحلون منهم والباقون، وإن كان من بقي مهدد بالانقراض والرحيل كما سابقه ورفيق دربه..
تحامق الأسد الصغير بعد ثلاث ثورات شعبية أطاحت برؤوس الحكم في بلادهم، فغالى أزلامه بفرط الولاء له مما أشعل نار الثورة في صدر الشعب السوري وعاند الأيام والليالي وأقسم أن لا يبقى إن بقي الأسد الصغير، وتلك أيامه شارفت على الانتهاء..!
فأي غباء وأية حماقة واستهبال أن نرى ثورة أخرى على حاكم جديد في عالمنا العربي، حقا إن حصلت سيكون أغبى حاكم بجائزة ٢٠١١ سنة الثورات العربية.
لذلك حري بالحكام الباقين الان على منصة الحكم أن يخافوا من فرط الولاء أكبر من خوفهم من المعارضين لهم، فأي حماقة ترتكب من موالٍ هي دون شك ستكون بظهر الحاكم وسيحاسب عليها حتى وإن لم تقترف يداه ذنبا.
ومالَك ترى مِن مَن بقي من الحكام يفرط أمنه بالاعتقال وإجبار إظهار الولاء لسيدهم، أحماقة الأمن أم استغباء الحاكم.؟!
ليتني أستطيع ضرب الأمثلة والقصص لعرضتها، غير أني لا أخشى منهم بقدر ما أخشى من إسهال ولائهم الأعمى.
يعيش الحاكم العربي بعالم مثالي يكثر فيه (تمام الأمور سيدنا) أو (كلها زينة يا طويل العمر) يحيطه حاشيته الفاشلة بعبارة الطول والعرض والتشييد؛ ليسلم لهم رزقهم من فم الشعب المقهور، ولن يتورط أولا وأخرا إلا ذلك السيد وطويل العمر..
ليضحى عبدا بعد سيادته وقصير عمر بعد دعوات بطوله..!
على ذلك السيد وطويل العمر أن يكون أكثر الناس سوء ظن بهؤلاء الشرذمة الفاشلة، إلا أن يرزقه الله بحاشية ناصحة، ولحسن القضاء والقدر أننا لم نرها قبلُ في عالمنا..!
فيا طويل العمر إياك وأولئك الكذابون المنافقون الذين يقودوك إلى هاوية سينأى عنها كل من يدعو لك بطول العمر..!
هذا أنا أقول لك إنهم كاذبون وإن رعيتك تقمع، وتعيش عيشة بئيسة، ليست عيشة الطعام والشراب ، بل عيشة الحرية والكرامة.
أما أنت أيها السجان الماهر، المتفاني بولائك وعشقك لمولاك ، إن كنت صادقا، فلا تطع سيدك بأذية أخوتك حتى لو أمرك بهذا، فكيف بك تؤذيهم ليقولوا عنك إنك مفرط بالولاء له، فما أنت إلا من الرعية المقهورة المكبوتة، أتتلذذ بذلك وتتباسل فيه.
إليك يا .... إن أنت خالفت أمري أنت طيرت عقالك..!