إنما أنت بهيمة!

آيات عرابي

يا ابن البوّال على عقبيه .. انما انت بهيمة ولا اظنك تُحكمُ من كتاب الله آيتين !

كانت تلك الجملة التي نطق بها واحد من الذين صاحبوا الحسين رضي الله عنه قبيل معركة كربلاء، حينما رد على من هدد بقتل سيدنا الحسين، وكانت تلك الجملة التي حضرتني وانا اغالب اشمئزازي واستمع لذلك القزم الخائن لربه ولدينه وللأرض التي ولد عليها وهو يقول (فيه نصوص مقدسة بتعادي الدنيا كلها واصبح الخروج عليها صعب اوي!).

المقبور عبد الناصر عاش فترة يخدر المصريين ويقضي على آلاف في السجون المغلقة، وينشر الشيوعية ويحارب الاسلام في تنزانيا وفي الهند بل ويرسل السلاح للقبارصة الارثوذوكس ليقتلوا به المسلمين الاتراك، ويصدر القوانين لإحكام السيطرة على الازهر الرسمي، ويجعله نعلاً في قدمه، ولكنه لم يجرؤ أن يتفوه لحظة بعشر ما قاله ذلك المرتد.

في احد البرامج الحوارية على احدى القنوات التابعة للعسكر، استضافوا لواءاً سابقاً بالمخابرات العامة، كان يحاول كالعادة “التطبيل” لعبد الناصر ووصفه بالمتدين، فاستطرد في حديثه ليكشف سراً لم يكن بإمكان القاريء العادي أن يكشفه الا بالنبش في كتب هيكل والبحث المطول على الانترنت، فماذا قال ذلك اللواء ؟

قال للمذيعة بالحرف : عبد الناصر ما كانش يعرف القرآن، عارفة ليه ؟ هيكل بيتصل بيه، بيقوله انت صايم يا ريس ؟ قال له، هو فيه حاجة اسمها صيام يا محمد ؟؟!! أنا بس قدام الولاد ما باكلش ولا اشرب !

وهو ما اثار استياء ضيفة البرنامج والمذيعة على حد سواء وحاولتا اسكاته !

قيل هذا عن الطاغية الهالك عبد الناصر الذي اكلت مياه الصرف الصحي بقاياه، وفي قناة مؤيدة للانقلاب وبعد الانقلاب، ومن قاله لواء سابق بالمخابرات العامة مؤيد للعسكر ولعصابتهم، ولكن عدو الاسلام المقبور عبد الناصر لم يجرؤ مع كل ذلك الفجور على أن يتلفظ بجملة واحدة مما قاله الجهول المرتد شاويش الانقلاب، بل كان على فجوره ومعاداته للاسلام يحاول اقناع المصريين انه مسلم !

خلال سنة ونصف لم نسمع من ذلك الجهول سوى كذباً وجملا غير مرتبة وثغاء الخراف حين يتكلم، لم يفتح فمه الا ليضحك الناس ويثير سخريتهم، لم يتكلم بجملة واحدة مفهومة، فضائحه لم تنته، من مصر التي يصر على نطقها (ماسر) وحتى الفلاتر التي يتحدث عنها، وجمل سفيهة كوميدية على غرار (وتن يعني حودن) وما إلى ذلك.

العجيب أن ذلك الجهول وجد من ينظر لتلك “الخيبة” التي تنسكب من فمه، ووجد اسماءاً لامعة من السياسيين والاعلاميين والصحفيين كنا نظن بهم خيراً، يبررون له سفهه، وهو ما يجعلنا نتصور أن مجيء المسيح الدجال ليس بعيداً إلى الحد الذي كنا نتصوره.

كانت كل جرائمه في السابق تجد تبريراً يقنع تلك الشرذمة التي ارتضت لنفسه أن تقبل بذلك النكرة الجهول زعيماً لها، فقبيل مجزرة رابعة، قالوا لجمهورهم أن الاعتصام كان مسلحاً وبرروا لأنفسهم ازهاق كل تلك الارواح. وفي كل مرة كانوا يسيرون على نفس النهج، وجمهورهم من (الخرفان) يصدق، أما هذه المرة، فكانت اللطمة شديدة، والكارثة اكبر من اي تبرير.

لقد قال صراحة أنه يعادي الاسلام، ولا يوجد مجال لتفسير عباراته على أي محمل آخر، فعلى خلاف العادة وللمرة الأولى، خرجت الجمل التي يبين فيها موقفه من الاسلام واضحة لا تقبل التفسير على أي نحو آخر مثل (فيه نصوص بتعادي الدنيا كلها – يعني ال 1.6 مليار عاوزين يموتوا ال 7 مليار عشان يعيشوا هما (.

يوم قال تلك الكلمات، رأيت على الشاشة حماراً غرست قدماه في الوحل، يحاول تخليص حوافره، فيغوص في الوحل اكثر، ويتناثر على وجهه رذاذ مياه الصرف فيزيده قبحاً على قبحه، رأيت حماراً يغوص في الوحل وكلما غاص ارتفع صوت نهيقه ومن خلفه قطيع من حمير أخرى ترتدي عمامة الازهر وحمير أخرى ترتدي قبعة العلمانية والكل ينهق خلفه، رأيت قطيعاً هالكاً من مدعي الثقافة والثورية ينهقون معهم، وكلما نظرت إلى وجه احدهم، تحضرني نفس الجملة، ( انما انت بهيمة (!