الأعشاب الضارة بالأفكار
معمر حبار
منذ يومين.. وأنا أتابع عبر الإذاعة المحلية.. أن يوما دراسيا.. بفندق La vallée.. حول الأعشاب الضارة .. ماجعل المتتبع يتساءل .. وهل الأعشاب الضارة تحتاج إلى أن يقام لها يوم دراسي.. بفندق كبير بوسط المدينة.. ثم استحضر المرء ..الحصص الكثيرة المتعلقة بالتوعية الفلاحية .. التي تبث صباحا ، حول .. الأعشاب الضارة..
ومن الفوائد التي رسخت في الذهن .. المنتوج من ناحية الكم والنوعية .. له علاقة بما يحيط به من أعشاب .. يزداد ويتحسن .. كلّما تمّ الإعتناء بمحيط الشجرة والنبات .. ويزداد سوء وتدهورا ..كلما تهاون المعني في المحافظة على المحيط .. والشجرة مهما كانت ذا نوعية رفيعة .. لايمكن أن تأتي أكلها مع وجود الأعشاب الضارة .. وعمر النبات مرهون بمدى عناية الفلاح بمحيطها .. وإزالة الأعشاب الضارة.. المحيطة بها ..
ونفس النظرة .. تنطبق على الأشخاص والأفكار .. فكلاهما له علاقة مباشرة بالمحيط الذي ترعرع فيه.. ونشأ ضمنه .. فيكون النمو سليما قويا .. إذا كان مايحيط به سليما قويا .. وإذا إعتنى به المرء .. عناية شديدة.. وحافظ عليه ..
ويصيب الفكرة .. التدهور والتقهقر.. إذا حوصرت بأفكار ضارة.. غير نافعة .. فترديها المهالك ..
والفكرة تزداد عمقا وثباتا .. ويستفيد منها المجتمع .. إذا إعتنى بتربتها الأصيلة .. وتفقّد محيطها دوما.. وأزال عنها مايسىء إليها .. من أفكار .. وأشخاص.. ومراجع .. وفهم .. وتطبيق..
إن الفكرة عالم حي .. تحي بحياة صاحبها.. والمجتمع الذي نشأت ضمنه .. ومن أراد الحياة للفكرة .. التي يتبناها ويدافع عنها.. عليه أن يسهر على نظافة محيطها.. ويزيل عنها مايضرها .. ويتعدها بما يثبت.. صمودها.. وامتدادها..
إن الفكرة الحسنة .. إذا أهملت.. ولم تلقى العناية والرعاية .. إنتقمت من أصحابها .. وحرمتهم هديها .. وإشعاعها ..فكانت شؤما عليهم .. وأشير إليهم بالبنان .. أنهم لايعرفون قدر الفكرة التي كانت بين أيديهم .. فضاعوا .. وأضاعوا ..
بما أن الفكرة الفاعلة لاتموت .. وتحي مع مر الزمن.. وجب على المجتمعات التي تعرف دور الفكرة في البناء والنمو.. أن تختار لها .. أفضل السبل .. وأنجع الطرق.. لإزالة الضرر الذي يحيط بها..