الخليل والطبوني والعيلوطي في مدرسة إبراهيم طوقان بالناصرة

الخليل والطبوني والعيلوطي

في مدرسة إبراهيم طوقان بالناصرة

*د. محمد خليل: يجب شطب العنف نهائياً من قاموسنا كأفراد ومجتمع.

*مفلح طبعوني: من الغرائب أن سعيد يجاهر في مُعاداته للشعب الفلسطينيّ.

*سيمون عيلوطي: لو لم يتخذ سعيد عقل المسلك المنغلق، لسار أمام نعشه الجيش اللبنانيّ، وليس حركة كشفيّة تابعة لفئة بعينها.

الناصرة-الموقد الثقافي: بمبادرة المعلّمة أميرة بواردي، مركّزة العمل الاجتماعي والتّربوي في مدرسة "إبراهيم طوقان" الابتدائيّة في الناصرة، وبالتّنسيق مع الشاعر سيمون عيلوطي، أقيمت يوم الثلاثاء الماضي، لقاءات أدبيّة شارك فيها كل من الشعراء والأدباء: د. محمد خليل، مفلح طبعوني وسيمون عيلوطي الذي عمل مع إدارة المدرسة على إعداد هذا النشاط.

في بداية اللقاء، أعرب مدير المدرسة، الأستاذ أحمد حامد، عن ترحيبه بالأدباء الضيوف، مقدّرًا إبداعهم الأدبيّ، ومشاركتهم في تقديم المحاضرات التي من شأنها أن تحبّب طلاّبنا باللّغة العربيّة والأدب، ذاكرًا أن وزارة التّربية والتّعليم، أعدّت مؤخّرًا وحدات تربويّة بعنوان: "التّعلّم ذي معنى"، خصّصتها للمرحلتين الابتدائيّة والإعدادية. تمحورت حول شعر محمود درويش وسميح القاسم. وقد رحّب الأدباء بهذه أللفتة التّربويّة التي تمكّنهم من تقديم محاضرات عن شعر هذين الشاعرين، وتمنّوا أن تواصل وزارة التّربية والتّعليم هذا المشروع، ليشمل أسماء أخرى من شعراء فلسطين.

بعد ذلك توزّع الأدباء على الصفوف، حيث حثّ د. محمد خليل الطلاّب، على التّحدّث باللّغة العربيّة الفصيحة والسّليمة، مبيّنًا أن التّمكن من تلك الميزة لن يتم إلا بالإكثار من المطالعة والقراءة، مشيرًا أيضًا إلى دور المدرسة والأهل في تشجيع أولادنا على الإبداع، مما يساعدهم في تحسين مستواهم الذي يؤهّلهم للحصول على نتائج أفضل. ثمّ توقّف عند ظاهرة العنف المستشري في مجتمعنا، بنوعيه الكلاميّ والجسديّ، وما يلحقه بنا من أضرار، تقتضي وضع حد له ومكافحته بمختلف الوسائل التّربويّة والتّثقيفيّة، وشطب العنف نهائياً من قاموسنا كأفراد ومجتمع.

أما الشاعر مفلح طبعوني، فقد تحدّث عن الشاعر سعيد عقل، مؤكّدًا أنه من الصّعب على الفلسطينيّين قبول مواقفه السياسية تجاههم، خاصة عندما ناشد الجيش الإسرائيليّ بتصفيتهم في لبنان، وأضاف: "من الغرائب أن شاعرًا بقامة سعيد عقل الذي يعتبر من أهم الشعراء العرب في القرن الماضي، يجاهر في مُعاداته للشعب الفلسطينيّ والشعوب العربيّة أيضًا". كما تحدّث بإسهاب عن الشاعر محمود درويش، متوقّفاً عند قصيدته (أبد الصبّار) التي فكّكها وشرحها للطلاّب بأسلوب مبسّط جعلهم يتابعونها معه ويردّدون بعض مقاطعها.

الشاعر سيمون عيلوطي، اختار أن يخصص محاضرته عن الشاعر سعيد عقل، خاصة أن توقيت المحاضرة جاء مع موعد انطلاق جنازة هذا الشاعر الذي يعتبر شخصيّة إشكاليّة، مثيرة للجّدل. ومما قاله: يودّع لبنان اليوم جثمان الشاعر سعيد عقل الذي غادرنا عن عمر يناهز 102 سنة، انشغل خلالها في كتابة الشعر والعمل في الصّحافة والتّعليم، وقال: "هذا الشاعر يحمل في داخله شخصيّة مزدوجة ومتناقضة إلى درجة أنه يتغنّى في شعره بمكّة، وينادي بإحلال العاميّة مكان الفصحى. ينشد للشام والأردن، ويدعو إلى القوميّة اللبنانيّة. يكتب متضامنًا مع قضيّة فلسطين في "زهرة المدائن" و "أجراس العودة" ويبارك تصفية الشعب الفلسطينيّ في لبنان. يتقن اللغة العربيّة وينظّر لاستبدال الحروف العربيّة، بحروف لاتينيّة"، وأكّد أن "سعيد عقل لو ركّز على شعره وإبداعه الخارق للعادة، من دون أن يتخذ لنفسه المسلك السّياسيّ الانعزاليّ المنغلق على لبنانيّته وإقليميّته، لسار وعزف أمام نعشه، الجيش اللبنانيّ، وليس حركة كشفيّة تابعة لفئة بعينها، ولحظيَ بتأبين كبار الشخصيات من مختلف الطّيف اللبنانيّ والعربيّ أيضًا".

في نهاية اللقاء، شارك الطلاّب بتوجيه الأسئلة. دلّت على تفاعلهم مع طروحات المحاضرين.