أوروبا بامتحان قاس والهوة بين إيران والإسلام عميقة
أوروبا بامتحان قاس
والهوة بين إيران والإسلام عميقة
محمد هيثم عياش
برلين /11/11/14/ وصف وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ومعها مسئولة شئون السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي فريدريسيا مورجويني الاتحاد الاوروبي بأنه بموقع امتحان عصيب فإما ان يستطيع النجاح بسياسته الخارجية لإنهاء الازمات الولية وخاصة أزمتي اوكرانيا والشرق الاوسط واثباته مقدرته على صعيد السياسة الاوروبية والدولية بأنه أهل للمسئولية الدولية او يتلقى صفعة اهانة من الجميع .
جاء ذلك بكلمة القاها شتاينماير وبعد مورجريني بندوة دولية حول تطورات السياسة الدولية هذا اليوم الثلاثاء 11 تشرين ثان/نوفمبر بالعاصمة برلين بتنظيم من معهد / كوربر / للداراسات والعلاقات الدولية ..
وأكد شتاينماير ان المانيا لا تستطيع انهاء الازمات الدولية وخاصة الاوكرانية بمفردها بل بحاجة الى الاوروبيين بينما اشارت مورجريني ضرورة سياسة اوروبية خارجية موحدة من قبل جميع دول الاتحاد الاوربي وبالتالي تضامن اوروبي مطلق حول انهاء ازمة اوكرانيا والشرق الاوسط والعنف في سوريا والعراق فاوكرانيا ضحية عدم توافق الاوروبيين على كيفية التعامل معها وخاصة العلاقات الاوروبية الروسية لوجود خلاف بين الاوروبيين حول العقوبات الاقتصادية ضد روسيا اذ لم تعد مجدية فموسكو ماضية بدعمها انفصاليي الشرق الاوكراني .واشار شتاينماير انه بمرور خمس وعشرين عاما على انهيار جدار برلين ووضع الحرب الباردة اوزارها الا ان الازمة الاوكرانية أشعلت تلك الحرب من جديد ونجم عنها ايضا ازدياد حدة ظاهرة القوميات باوروبا الشرق وخاصة بمنطقة البلقان ولا سيما بالبوسنة والهرسك فهذه الظاهرة نذير حرب جديدة بين الاقليات العرقية والدينية تقع بتلك الدولة فأوروبا والعالم الاسلامي يعيشان في أجواء حروب ونزاعات دينية خلفت الحرب الباردة والمسئولية لانهاء وعدم توسعتها يتطلب تعاون كبير وقوي بين الاوروبيين والدول الاسلامية . وأعلنت مورجريني لا حل ملسألة العنف وانهاء ماساة الشعب السوري من نظامه الى بتعاون اوروبي اسلامي كما ان ذلك يشمل انهاء العنف بفلسطين واحلال السلام بها من خلال قيام دولة فلسطينية مستقلة الى جانب الكيان الصهيوني على ارض فلسطين يتطلب هذا التعاون .
واستبعد شتاينماير ومعه مورجريني احراز اي انتصار او خطوات ناجخة بالعمل العسكري ضد تنظيم ما يطلق عليه / الدولة الاسلامية / بينما وصفت مورجريني الحرب ضد ذلك التنظيم بالفاشل وشبيها بحرب التحالف الدولي في افغانستان ضد الطالبان او القاعدة معلنة وشتاينماير ان وقف جماح التنظي المذكور حوار سياسي واجتماعي للدول الاسلامية بتعاون مع اوروبا لانهاء الاحتقان بتلك المناطق .
وتطرق شتيانماير ومورجريني ومعهما جان ماري سوهينو رئيس فرع ادارة الازمات الدولية بالمنظمة الدولة للامن والسلام والتنمية الى المفاوضات مع ايران بشأن ملفها النووي معتبرين وصول هذه المفاوضات الى نقطة حساسة فاما استمرار المفاوضات التي تكمن باستمرار وقف ايران تخصيبها اليورانيوم او توقف المفاوضات الى اجل غير مسمى اذا ما اعلنت طهران عودتها الى التخصيب جراء اعلانها مؤخرا عدم التزام واشنطن والدول المعنية بملفها النووي الاتفاق الذي تم بالتخفيف عن العقوبات الاقتصادية مؤدين ضرورة استمرار الاتصال والحوار السياسي مع تلك الدولة .
هذا وقد اجمعت آراء مشاركين بالحلقة الثانية من الندوة المذكورة شارك فيها من السعودية مدير مركز الخليج للدراسات عبد العزيز بن صقر ومسئول شئون السياسة الخارجية بدائرة المستشارية الالمانية كريستوف هويسغين ورئيس وزراء لبنان السابق نجيب ميقاتي ورئيس مركز ايران للدراسات الدولية علي رضا مواري بأن القضاء على الارهاب والتطرف الديني بمنطقة الشرق الاوسط وخاصة ما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية / لن يكون الا بسياسة استراتيجية لحكام تلك المنطقة وخاصة فيما يتعلق ايضا بإنهاء ماساة الشعب السوري ، فوزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير كان قد أكد ان جميع المؤتمرات التي شارك فيها حول سوريا لمس بشكل قوي عدم وجود لرئيس نظام سوريا بشار اسد اي ذكر وانه انتهى سياسيا ودوليا اعتبر مسئول شئون السياسة الخارجية بالمستشارية الالمانية هويسغين انه لولا دعم موسكو وطهران لاسد لم يستطع اسد القاء الى وقتنا هذا وانهاء ماساة الشعب السوري يتطلب سياسة استراتيجية لدول المنطقة وبتعاون الاوروبيين مع السعودية وقطر وتركيا هذه الدول التي تحمل هموم الشعب السوري على كاهلها لانهاء ماساته نافيا في الوقت نفسه هو وصقر افتراءات الصحافة وايران على السعودية وقطر بأنهما وراء تمويل منظمة ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / بينما وصف هويسغين العلاقات الالمانية السعودية بعلاقات استراتيجية أمينة لا غبار عليها والحكومة الالمانية تنظر الى تلك الافتراءات على الرياض بتمويلها / داعش / بالسخرية .
الهوة واسعة والفجوة عميقة بين الرياض وطهران جراء افتراءات الصحافة على الرياض والامارات العربية المتحدة بانها وراء تمويل الكيان الصهيوني بالحرب الذي قاده ضد شعب غزة وتمويل انقلاب العسكر على محمد مرسي اضافة الى افتراءات كثيرة لا يمكن حصرها عدا عن ذلك فان اطماع ايران بمنطقة الخليج العربي وتدخلها في البحرين واليمن وغيرهما تجعل من علاقات وتعاون استراتيجي بين الرياض وطهران لانهاء أزمة ماساة الشعب السوري اضافة الى انهاء سياسة فرق تسد في العراق صعبة للغاية . نجيب ميقاتي رأى ان بلاده ضحية الارهاب واللاجئين من الشعب السوري ايضا فاللبنانيين جراء عنف النظام السوري وموالاة ايران وحزب الله لنظام بشار اسد انقسموا على انفسهم والقضاء على الارهاب والتطرف بالمنطقة يكمن بايجاد حل للازمة السورية والعودة الى جنيف 3 / ربما يؤدي نتيجة ملموسة من قبل ذلك الحوار ، الذي ايده رئيس مركز ايران للدراسات علي رضا مواري ، بينما استبعدت رئيسة مركز الامارات لدراسة السياسات ابتسام الكتبي تعاون ايران مع دول الخليج لانهاء العنف والتطرف في سوريا والعراق واليمن وغيرها فهي قد تمادت بتدخلها بشئون دول المنطقة الداخلية وموقفها الداعم لاسد وراء الحقد بين السنة والشيعة في العالم الاسلامي برمته على حد قولهم.