بشار الأسد يصرّح لكن مَن يأمنه
بشار الأسد يصرّح ، لكن ..
مَن يأمنه .. ومَن يضمَنه !؟
عبدالله القحطاني
ليست المرّة الأولى ، التي يصرّح فيها بشار الأسد ، لوسائل الإعلام .. مظهِراً انفتاحه على الحركات الإسلامية ، ومظهِراً نفسَه بأنه رجل دولة ، حريص على مواطنيه ، كافّة.. بمن فيهم العناصر الإسلامية ، ولاسيّما جماعة الإخوان المسلمين ، في سورية !
من يَسمع بشار الأسد ، من بعيد ، وهو يتحدّث بلهجة رجل الدولة ، الواثق بنفسه ، المنفتح على أبناء شعبه ، يظنّه حاكماً حقيقياً ، يملك الكثير من الصفات والمؤهّلات ، التي يملكها الحاكم الحقيقي ، الجادّ المسؤول ! ومِن أهمّ هذه الصفات والمؤهّلات : الصدق ، والشعور بالمسؤولية عن البلاد التي يحكمها ، أرضاً وشعباً ، ومقدّرات وثروات .. والقدرة على ضبط مؤسّسات الدولة ، بما فيها من رجال جيش ومخابرات.. وغيرذلك !
ولقد أثبتت تجربة الشعب السوري ، مع بشار ، أنه مبتلى بحِمل ليس من أهله ، وليس جديراً بحَمله ؛ لاعلى مستوى الكفاءة ، ولا على مستوى الأخلاق الشخصية ، التي ينبغي أن يتحلّى بها ، مَن كان في موقع الرأس في دولته !
* لقد صدّق بعض الإخوان المسلمين ، في سورية ، في مراحل سابقة ، كلاماً لبشار الأسد ، يشبه كلامه الحالي ، الذي ذكره لبعض وسائل الإعلام الكويتية.. حول عودة الإخوان فردياً ! وعاد بعضهم ، فكان مصير الكثيرين منهم ، السجون والمعتقلات ! وحكِم على بعضهم بالإعدام ، بناء على قانون أبيه الرائع الفذّ ، الذي خلّده في صفحة خاصّة به ، في تاريخ الحكّام ، لايَعرف مستواها الرفيع ، إلاّ من يعرف شيئاً من معاني القانون ، وشيئاً من معاني حكم الدول والشعوب .. وشيئا من أخلاق البشر..! وهو القانون/ 49 لعام 1980/ الذي يحكم بالإعدام ، على كل منتم إلى جماعة الإخوان المسلمين ، والذي جعل سورية ، كلها ، مسلخاً بشرياً لشعبها .. حين صار جلاّدوه يقتلون كل مواطن ، بشبهة انتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين .. وكلَّ مواطن يدخل سورية ، إذا كان قد ولِد خارجها ، لأب من المتّهمين بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين !
· المواطن في سورية ، يخاف على نفسه ، من أجهزة القمع السورية .. حتى لو كتَب له بشار الأسد ، كتاباً خاصاً ، يحمله معه ، أنّى تحرّك في بلاده ! وذلك أن أجهزة المخابرات ، تعتقل أيّ مواطن ، في أيّة ساعة تشاء ، وتلفّق له التهمة التي تريد .. ثم تأمر القاضي ، في محكمة أمن الدولة ، بأن يحكمه بالحكم الذي تريده ! وإذا احتجّ المواطن ، بأنه يحمل كتاباً شخصياً ، من بشار الأسد .. زجروه قائلين ، بكل بساطة : لقد ضمنك الرئيس ، على أنك مواطن صالح ، ولم يضمنك على أنك مجرم ، خائن للوطن ، عميل لأعدائه ..! وما أسهل ما يتنصّل بشار الأسد ، من وعده ، أو قراره ، أو كتابه الذي كتبه .. بحجّة أن المواطن ، قابلَ (معروفه !) بالجحود ، وتآمر على أمن الدولة ، وكشفت أجهزة أمن الدولة ، تآمره وخيانته !
· دخول السجن ، في سورية ، يمكن أن يتمّ ، بأمر عريف في المخابرات ! أمّا الخروج منه ، فلا يتمّ إلاّ بأمر رئيس الجمهورية ؛ بعفو رئاسي !
· السجون السورية ، اليوم ، ملأى بالمواطنين السوريين ، من الإسلاميين وغيرهم ! وبتهم يخجل أشدّ الناس حماقة وإجراماً وتفاهة ، من إلصاقها بالناس ! مثل : الدخول على موقع إليكتروني معيّن..! أو وصول رسالة ، إلى صندوق البريد العادي ، أو الإليكتروني لأحد المواطنين..! أو وشاية تافهة ، من قبل رجل حاقد أو تافه ، يتّهم فيها المواطن ، بأنه ذكر كلاماً ، يسيء فيه إلى أمن الدولة ، أو إلى رئيس الدولة ..! أو غير ذلك من التّهم ، التي يمكن أن يلصقها ، بأيّ مواطن ، أيّ عريف في جهاز المخابرات ، يحاول ابتزاز المواطن ، أو أخذ رشوة منه ، فلا يعطيه .. أو يعطيه أقلّ ممّا يطمع به !
· لو كان بشار الأسد ، رجل دولة حقيقياً ، لا مجرّد متفلسف متحذلق هزيل .. يصرف وعوداً مجّانية ، لايهتمّ بتنفيذها ، أو لايستطيع تنفيذها .. لوكا ن رجل دولة حقيقياً ، لبادر إلى فعل ما يفعله رجل الدولة ، الجادّ الرصين .. من إجراءات حازمة ، تدلّ على صدقه وجدّيته .. مِن أهمّها :
ـ إخلاء السجون السورية ، من كل سجين رأي ، مهما كانت التهمة ، التي ألصقتها به أجهزة المخابرات !
ـ إصدار قرارات صارمة ، تعاقب كل رجل من رجال مخابراته ، يعتدي على حرّية أيّ مواطن في البلاد ، أو يمسّ كرامته ، أو حرمة بيته ، بأيّ سوء ، أو يحاول انتزاع ماله ..!
ـ إلغاء محكمة أمن الدولة ، التي صنعها أبوه ، لتقنين إجرامه بحقّ المواطنين .. من حبس تعسّفي ، وقتل مزاجي ، ونحو ذلك !
ـ إلغاء القانون (المَخزاة !) ، الذي يحكم بالإعدام ، على كل منتم إلى الإخوان المسلمين !
ـ حلّ المشكلات العالقة ، إلى اليوم ، من أحداث القرن الماضي ، المتعلّقة بحقوق المواطنين ، الذين تضرّروا من تلك الأحداث .. والتعويض على المتضرّرين ، وتسوية أوضاع الموظفين المنفيين ..!
صارت مواعيد عرقوبٍ لها مثَلاً وما مَواعيدها إلاّ الأباطيـلُ