ماذا يعني اختفاء الصدّيق ..

وظهوره على النت

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

( ومثلما يقولون " كل الدروب تؤدي إلى الطاحون ، أو الى لاهاي ، واختفاء الصدّيق لأمر تكتيكي أو بسبب تصفيته كما يحلو للآخرين الترويج له رغم مقابلته الصحفية مع السياسة الكويتية ، وظهور شخص عندي على النت وادعائه بأنه الصدّيق – كون ايميلي منشور على كافة مقالاتي ومُعظم المواقع – فتمّ الدخول لعندي ، وتأكيده لي بان جهات عاونته على الاختفاء رافضاً تسميتها ، واعداً بالظهور في الوقت المُناسب ، ومؤكداً صحّة ما جاء في صحيفة السياسة ، وبغض النظر عن كل هذا  ، فإنّ الذي يعنينا هو ، أن الصدّيق إن قام أو قعد ، أو ظهر للعلن أو اختفى ، أو مات أم بقي حيّاً ، أو كان في فرنسا أم في هولندا ، أو تزوج أم طلّق ، أو طول أو قصر ، فإن كلّ حركة تأتي منه أو عليه  فانه صارت تُشكّل خطراً حقيقياً على بشار أسد وعائلته المُقربين لا هُزال فيه ، بعد أن كان هو السبب في زجّ أذرعة الإرهاب المُعتمدين في لبنان للأسرة الحاكمة في دمشق ، وهم الضباط العُتاة الأربعة الذين كانوا يُديرون مُعظم الجرائم الإنسانية والأخلاقية والاقتصادية وتهريب السلاح والمُخدرات والاغتيالات بحق رموز لبنان والدبلوماسيين العرب والأجانب والمُفكرين والسياسيين والمُعارضين ، والذين لم يكن من أحد يجرؤ حتى لمُجرّد النظر إلى أشكالهم الكالحة القبيحة ، أو مُعارضتهم بشيء)

نعم الأمر لا مزح فيه ولا جدال ولا هزل ولا تفريط ، ومن ستطلبه المحكمة الدولية سيمثل إمامها صاغراً رغم انفه كائناً من كان، وهذا الأمر يُدركة  المُتسلطين في دمشق ، الذين أوعزوا لأسرة الصدّيق بالظهور ، والذهاب إلى السفارة الفرنسية بدعوة سؤالهم عن شقيقهم المحكوم عند نظام الإجرام بالموت ألف مرّة ، والمطلوب لدى تلك السلطات حيّاً أو ميتاً وبأي ثمن كان ، وبالتالي فإنه من سابع المُستحيلات أن يجرؤ ذوي الصدّيق الإقدام على مثل هذا العمل إن لم يكونوا مدفوعين إليه ، بل ومُكرهين عليه ، وما هو أبسط من ذلك تم المنع والاعتقال والضرب وإلإهانة لذوي المُحتجين على اعتقال أبنائهم في سجون أُسرة بشار، بل وحتى منع أهالي آلاف الُسجناء المُغيبين منذ عقود في زنازين الظلم والظلام حتى بالسؤال عن أبنائهم ، فكيف يُسمح لذوي من يعتبرونه خائناً وعميلاً بالسؤال عنه ، وعندنا مئات الآلاف المنفيين قسراً والمُشردين ، والهاربين من جور هذه الأسرة المارقة ، ولم يطرف رمش عين لهذا النظام أسىً أو تعاوناً معهم ، فموته خطراً عليهم لأنّ هناك تسجيلات بالصوت والصورة تُثبت إدانة الأُسرة الحاكمة في قصر المُهاجرين ، وبالتالي فإنها ستكون دليلاً قطعياً لا لبس فيه ، وإن كان حيّاً ومُختفياً فالرجل مُصر على اعترافاته وأقواله كما جاء في السياسة الكويتية ، بل وأكد بان عنده المزيد ، والأمر كيف ما كان فهو ورطة وإدانة للنظام الذي شارف على نهايته

نعم قد قربت نهايته ، وهو في وضعية الاحتضار ، بعد أن تجمّعت عليه الإدانات من كل جانب ، وبعد أن وقع في الفخ الذي لم يعد يستطيع الخروج منه سواءاً من عواقب جرائمه أو علاقته بطهران ، فهو مُكبّل من نظام الملالي الذي لا يستطيع الفكاك عنه قيد شعرة ، الذي يُحاصر دمشق عبر ما يُقارب المليون مُسلّح من الحرس الثوري بالأسلحة الثقيلة والصواريخ من كُل جانب ، وكذلك هو مُراقب من حزب الله وجهازه الأمني الذي يُحيط بقصر المهاجرين ضمن الدائرة الأضيق ، الذين قد يأتون على أجله مع أي ميلة يأتيها ، كما رموا بصهره المجرم آصف شوكت في الاعتقال ، أو لربما قد تمّت تصفيته كما اخبرني مُقربين من القصر ، بأمر مُباشر عن حسن نصر الله الذي توّعد قاتلي مُغنية بدفع الثمن ، فتمّ اصطياده لضرب غُرابين بحجر واحدة ، الأول تقديمه كقربان عن مُغنية ، الذي قالت زوجته بالحرف " إن الذي قتل زوجها هو النظام السوري وبأمر من بشار" والثاني : تقديمه كأُضحية على مذابح المحكمة الدولية وتصفيته كما فعلوا مع غازي كنعان الذي انطفأ ذكره فيما بعد ، ظنّاً منهم أنّ مثل هذا العمل ينفع في مثل حالة شوشو آصف ، مُتناسين أن أنظار العالم أجمع تُراقب كلّ صغيرةٍ وكبيرةٍ في هذا البلد ، وانّ قتله سيكون وبالاً عليهم ن وإدانةٌ حتمية عليهم ، وسيدفعون ثمن عملتهم هذه إن تمّ تأكيدها الكثير

وأخيراً : لا يسعني إلا أن أتمنى السلامة لصديقنا زهير الصدّيق ، في نفس الوقت الذي أتضامن فيه مع حملة مركز الشرق العربي ، بالتعاون مع اللجنة السورية لحقوق الإنسانية لإطلاق سراح معتقلي الرأي والضمير من سوريين ولبنانيين وأردنيين وفلسطينيين ... في ذكرى اليوم الوطني لاستقلال سورية " يوم الجلاء" الذي صنعه السوريون أجمع بوحدتهم وتكاتفهم ، وذلك عبر توجههم للمتسلط بشار أسد ليجعل من هذا العيد الوطني محطة في تاريخ سورية الحديث، لتبيض السجون، ولإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي والضمير بلا استثناء على اختلاف الانتماءات ... دعماً لوحدة سورية وطناً وإنساناً ن وأملهم أن تشمل هذه الإفراجات جميع المعتقلين بمن فيهم: السيدة فداء الحوراني وجميع النساء المعتقلات ... والمثقفين والناشطين ورجالات المجتمع المدني وإعلان دمشق المعتقلين الإسلاميين الذين مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن: وإطلاق سراح الموجودين منهم، والكشف عن مصير المفقودين وهم يعدون بالآلاف من أمثال المُفكرين الإسلاميين إبراهيم عاصي ومحمود سويد وعبد الودود يوسف وغيرهم... والمحكومين بموجب القانون 49/1980 ومقترناته والمعتقلين على خلفية انتمائهم الإسلامي ظُلماً تحت عناوين مختلفة كالسلفية والتحرير وسواهما والمعتقلين من المواطنين الكرد وهم كثير والمعتقلين من دول الجوار العربي من لبنانيين وأردنيين وفلسطينيين ... ثُمّ ختموا بيانهم بأنّ هدفهم من هذه الحملة إنساني محض ويأملون الاستجابة لمطالبهم من فاقد الحس الوطني والإحساس الإنساني أن يستجيب لهم ، والذين نضم صوتنا لهم من باب عسى ولعلّ مع علمنا المُسبق بانّ فاقد الشيء لا يُعطيه ، ولكن تبقى دعواتنا لهم بالتوفيق ، وفي نهاية المطاف لا يهمنا إلا العنب ، ولا يهمنا إلا رفع المظالم وردّ الحقوق إلى أهلها ، وحينها سأكون أول الشاكرين