شخصية بشار أسد لا تنكسرش

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

( إذا كان أبواق النظام قد رُفع عنهم العتب للشكّ في أهليتهم لتأليههم ولي نعمتهم بشار، فماذا نقول عمّن ادعوا بأنهم من المُدافعين عن حقوق الإنسان ، بما سُمّي بكل أسف بالشبكة السورية لحقوق الإنسان ، التي لا ندري أصل الكثير منها ولا فصلها ، ونقلاً عن المصدر السوري لحقوق الإنسان ، بأن هذه الشبكة استنكرت ما تعرضت له شخصية المُتسلط بشار الأسد من المس والهجمات التي اعتبرتها “لا أخلاقية” من قبل بعض العواصم العربية والغربية ، أو من قبل جماعة 14 آذار اللبنانية أو بعض الصحف المصرية والسعودية وغيرها ، والتي اعتبرتها بمثابة الافتراء والانتهاك الصارخ على سورية ، وتعديا واضحا على رمز البلد بشخصه وصفته ، وتأكيدهم على أنّ الرئيس هو رمز وطني لا يجوز ولا يوافقون على المس به بأية كلمة تصدر عن أي مصدر كان لأنه ملك ورمز لشعبه وكل إساءة له إساءة لسوريا ولشعبها، في نفس الوقت رفض بيانهم تحميل الرئيس وزر وممارسات بعض الشخصيات السورية ممن هم خارج البلاد أو داخلها.)

حسناً وسأبدأ من نهاية البيان الذي رفض " تحميل الرئيس وزر وممارسات بعض الشخصيات السورية ممن هم خارج البلاد أو داخلها " ولم يُحددوا من نُحملها ، ففي هذا اليوم الأحد 13/4/2008، كما جاء في المرصد السوري قد أصدر قاضي التحقيق الفرد العسكري قرارا ضد قياديي إعلان دمشق للتغير السلمي ، وهم: أ. رياض سيف رئيس مكتب الأمانة و د. فداء أكرم حوراني رئيسة المجلس الوطني وأميني سر المجلس الوطني: د. أحمد طعمة وأ. أكرم البني و الكاتب علي العبد الله ود. ياسر العيتي وأ. جبر الشوفي أعضاء الأمانة العامة ود. وليد البني وأ. محمد حجي درويش وأ.مروان العش و الكاتب السوري فايز سارة أعضاء المجلس الوطني ، لإحالته لاستصدار قرار اتهام بحقهم بتهم مُلفقة وكيدية وعارية عن الصحّة ، وهي نشر أخبار كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمة وإضعاف الشعور القومي والانتساب إلى جمعية سرية بقصد تغيير كيان الدولة السياسي والاقتصادي و إيقاظ النعرات العنصرية و المذهبية والنيل من هيبة الدولة ، والقصد من وراء ذلك إخافتهم وتكميم أفواههم ، وقتل الإعلان بعد ظهوره للنور ، والذي وُلد في ظروف صعبة يستحيل من بعده الرجوع إلى الوراء ، لأن عليه أنبنى الكثير من المشاريع التي قُدم فيها التضحيات ، والتي ترفض التراجع مهما كلف ذلك من الأثمان ، ولأن القطار انطلق وصار من الصعب توقفه ، وأنظار الجماهير تتطلع إليه ، على أنه الأمل للوصول غالى برّ الأمان ، ولم يستوعب الطغاة المُعادلة ، ولذلك فهم يسعون لتدميره ، وقائد المُخربين هو رأس النظام ، فكيف لا نُحمّل الرئيس الوزر بأكمله ، الذي كل انتهاك يجري بأمره

حسناً شخصية الرئيس لا تُمس ، لأن على رأسه ريشة ، أو لأنه مؤله " وخطأه صواب وظلمه عدل " أو كما قالوا لأنه ملك ورمز لشعبه في حارتنا ديك سادّي سفاحح، يصرخ عند الفجر كشمشون الجبار، يطلق لحيته الحمراء ويقمعنا ليل نهار، يخطب فينا ينشد فينا يزني فينا، فهو الواحد وهو الخالد وهو المقتدر الجبار، عدواني فاشي نازي الأفكار ، سرق السلطة بالدبابة ألقى القبض على الحرية والأحرار، ألغى وطن ألغى شعب ألغى لغة ألغى أحداث التاريخ، وألغى ميلاد الأطفال وألغى أسماء الأزهار

يلبس في العيد القومي لباس الجنرالات ،ديك من أصل عربي لم يتعلم إلا الغزو وإلا زرع حشيش الكيف وتزوير العملات ،وكل مواهبه أن يطلق نار مسدسه الحربي على رأس الكلمات ،يصرخ من مئذنة الجامع يا سبحاني يا سبحاني ،فأنا الدولة والقانون ،هذا وطن لا يحكمه الله ولكن تحكمه الوحوش الأكاسرة وليس الديكان ،  في بلدتنا يذهب وحش لئيم  ويأتي غيره والطغيان هو الطغيان ،والمسحوق في بلدنا هو الإنسان ، لذلك لا مساس بالرئيس لأنه الواحد دون شريك

كالحاكم يضرب بالطبلةة

وجميع وزارات الإعلام تدق على ذات الطبلة

وجميع وكالات الأنباء تضخم إيقاع الطبلة

والصحف الكبرى والصغرى تعمل أيضاً راقصةً في ملهىً تملكه الدولة

لا يوجد شي في الموسيقى أبشع من صوت الدولة

الطرب الرسمي يباع على العربات مثل السردين ومثل الخبز ومثل الشاي

ومثل حبوب الحمل ومثل حبوب الضغط ومثل غيار السيارات

الطرب الرسمي يبث على كل الموجات وكلام السلطة براق جداً كثياب الرقاصات

لا أحد ينجو من وصفات الحكم وأدوية السلطة

فثلاث ملاعق قبل الأكل وثلاث ملاعق بعد الأكل

وثلاث ملاعق قبل صلاة الفجر وثلاث ملاعق بعد صلاة العصر

وثلاث ملاعق قبل مراسيم التشييع وقبل دخول القبر

هل ثمّت قهر في التاريخ كهذا القهر

الطبلة تخترقق الأعصاب فيا رب ألهمنا الصبر

الدولة تحسن تأليف الكلمات وتجيد النصب تجيد الكسر

تجيد الجر تجيد استعراض العضلات

لا يوجد شعر أردأ من شعر الدولة

وطن مشنوق فوق حبال الأنتينات

وطن لا يعرف من تقنية الحرب سوى الكلمات

وطن مازال يذيع نشيد النصر على الأموات

الدولة منذ بداية هذا القرن تعيد تقاسيم الطبلة

العدل أساس الملك

الشورى بين الناس أساس الملك

الشعب كما نص الدستور أساس الملك

يا رب الكون شبعنا من ضرب الطبلة

لا أحد يرقص بالكلمات سوى الدولة

لا أحد يزني بالكلمات سوى الدولة

القمع أساس الملك

شنق الإنسان أساس الملك

حكم البوليس أساس الملك

وضع الكلمات على الخازوق أساس الملك

طبلة طبلة الدولة تعرض فتنتها و حلاها في سوق الجملة

لا يوجد عري أقبح من عري الدولة

طبلة طبلة وطن عربي تجمعه من يوم ولادته طبلة

وتفرق بين قبائله طبلة

أفراد الجوقة والعلماء وأهل الفكر وأهل الذكر وقاضي البلدة

يرتعشون على وقع الطبلة

الطرب الرسمي يجيئك ساعات الغفلة

من كل مكان

الطرب الرسمي يعاد كأغنية الشيطان

وعلينا أن نهتز إذا غنى السلطان

ونصيح أمام رجال الشرطة

آه يا آه

طرب مفروض بالإكراه

فرح مفروض بالإكراه

موت مفروض بالإكراه

آه يا آه

هل صار غناء الحاكم قدسياً كغناء الله