ماذا تغنّين، يا فيروز.. للشام !؟

ماذا تغنّين، يا فيروز.. للشام !؟

سامي رشيد

[email protected]

دمشق عاصمة للثقافة العربية للعام الميلادي /2008/ ! مرحى .. إنها تستحقّ هذا ، وأكثر منه بكثير .. إنها دمشق الشام ، عنوان الحضارة ، ورمزها ، ودرّة تاجها !

لكن ..

* ماذا تفعل فيروز، لتعيد مجد الشام ، وأهل الشام ، وتاريخ الشام ، إلى الشام ..

  وتعيد عزّة الشام ، ونخوة الشام ، وأصالة الشام ، إلى الشام ..!؟

 وباختصار: ماذا تفعل فيروز، وألف فيروز مثلها .. لتعيد الشام إلى الشام !؟

  *  ماالذي يمكن أن تفعله فيروز في الشام !؟

تغنّي ..! حسناً .. كيف ؟ وأين ؟ ولمن ؟ ولماذا ..!؟

 فيروز لاتملك للشام إلاّ الغناء ..!؟ لابأس !

  لكن.. ما الذي يقدّمه ، تحديداً ، الغناء ، للشام وأهل الشام ..!؟

 الطرب ، الفنّ ، الرقص على الأنغام .. ثم الأداء التمثيلي الغنائي ، ثم ..

  ثم ماذا !؟ هل ثمّة شيء آخر ، لدى المطربة الكبيرة ، ممّا تحتاجه الشام ، ويتلهّف إليه أهل الشام !؟

 بمعنى آخر ، أكثر تحديداً :

·        هل ستعيد فيروز إلى الشام ، حرّيتها التي استلبها منها الأوغاد ، منذ مايزيد على أربعين عاما !؟

·        هل سيُخرج صوت فيروز المخملي ، من سجون الظلم والظلام ، ألوف السجناء ، المحبوسين من أجل كلمة قالوها ، أو فكرة عبّروا عنها ، أو رأي صرّحوا به !؟

·        هل ستعيد فيروز، أو صوتها المخملي ، اللقمة المسروقة من أفواه الشعب السوري ، إلى الناس الذين سرِقت منهم ، من أطفال ونساء وشيوخ ، ومن سائر شرائح الشعب السوري ، الأبيّ الصابر المبتلى !؟

·        ثم ..

أين ستغنّي فيروز ، وتؤدّي أدوارها الفنية البديعة !؟ في دمشق وحدَها ، أم في أماكن أخرى من الشام !؟ وعلى سبيل المثال :

ـ هل ستغنّي فوق طلل من أطلال حماة ، التي دمّرها الوحوش الأنذال .. ذات يوم !؟

ـ هل ستغني في مسارح تدمر، التي قتل في سجنها ألف رجل من خيرة رجال الشام !؟

هل ستغني في حيّ المشارقة في حلب ، حيث ارتكبت الأسرة الأسدية مجزرتها الأثيمة !؟

·        ثمّ ..

لمن ستغنّي فيروز :

ـ هل ستغنّي للسجناء والجوعى والمقهورين والمشرّدين ..!؟

ـ هل ستغني للقتلى ، الذين جزرتهم أسرة أسد ، داخل سورية ، في السجون والشوارع والبيوت .. وجزرتهم خارج سورية ، في لبنان ، وفي غيره من بقاع الدنيا .. من أبناء الشعب السوري ، والشعب اللبناني ، والشعب الفلسطيني ، وغيرهم ..!؟

·        ثمّ ..

كيف ستغنّي فيروز!؟ أيْ : ماذا ستقول للشام ، وأهل الشام .. ودمشق ، تحديداً ، وأهل دمشق .. بعد الأعوام الثلاثين ، التي غابت فيها عن الغناء للشام وأهل الشام !؟

 هل ستقول ، مثلاً ، من جديد:

  كمْ لنا مِن ميسلونٍ نَفضتْ      عنْ جناحَيها غبارَ التَعبِ

لتذكّر بائعي الجولان ، ببطل ميسلون وبطل الشام ، الذي أبى أن يَعبر الغزاة الطريق إلى بلاده ، إلاّ على جثّته !؟

·        ثمّ ..

لماذا تغنّي فيروز في الشام !؟ في سبيل ماذا !؟

 لاشكّ أن كسب المال ، أحد أهداف فيروز الهامّة ! وربّما كان لها أهداف أخرى! لكن .. ماالأهداف التي تحقّقها الجهة المستضيفة ، للشام وأهل الشام / غير تلميع وجوه الزمرة الحاكمة ، أمام العالم ../ !؟

 هل يجب توجيه هذه الأسئلة إلى فيروز، لأنها هي المعنيّة بالإجابة عليها !؟

ربّما ..

 وهل كان ينبغي ألاّ نطرح هذه التساؤلات ، حول نشاط فنّي ، لامرأة لاتملك إلاّصوتها الجميل .. لأن المعنيّ باسترداد حريّة الشام ، وكرامة الشام ، هم أحرار الشام .. ولا بدّ أن لديهم وسائل أخرى ، لاسترداد حرّيتهم المسلوبة ، سوى تلك التي لدى فيروز !؟

 ربّما أيضاً .. ولتعذرنا السيدة فيروز!