العراق في دوامة المجهول

نشوان عزيز عمانوئيل

نشوان عزيز عمانوئيل /ستوكهولم

[email protected]

بمزيد من الحزن والاسى ينعى كاتب هذه السطور رحيل الماسوف على شبابه (عراق) الذي وافته المنيه اثر جلطه طائفيه حاده نتيجه المحاصصه العرقيه والنهب والسلب واللغف والتقفيص وبعد صراع طويل ومرير عانى خلاله البلد من شتى انواع الالتهابات الداخليه والخارجيه والتي ادت الى نقص حاد في جهاز المناعه الوطني وجدير بالذكر ان عمليه (الانتخابات) التي اجريت له مؤخرا لم تمنع الاستقطاب الطائفي والمصالح الفئويه من التفشي في جسده وتشتت مواطنيه في شتى انحاء العالم وقال مصدر (رفض الكشف عن اسمه) ان محاولات كثيره فشلت في اخراجه من المربع الاول ويذكر ان الفريق الطبي في مستشفى المنطقه الخضراء رفض الادلاء باي تصريحات حول الموضوع واكتفى بالقول

 (الله يرحمو)

في البدايه احب ان انوه الى انني لاانتمي الى اي تيار سياسي ولااتزلج فوق اي موجه شراكه وطنيه سياسيه مهما كان طولها وعرضها وبالتالي فانا لااؤمن بالعمليه السياسيه الحاليه في العراق بكل مسمياتها المختلفه وان كنت سادلو بدلوي في هذا الشان فساكتفي بالقول بانه كانت  هناك ثمة اكذوبه كبيره ومهزله اكبر على مسرح الشارع العراقي اسمها الانتخابات والتي تم طبخ معظم وجباتها في مطابخ الدول الاخرى التي لاتريد للبلد الا التقسيم والانتقام والاعدام 

ان اي نظره سريعه على كل التقلبات في تظاريس الوضع العام في العراق  وبكل افرازتها ستقودنا ببساطه شديده الى استنتاج بديهي جدا ....العراق..الى اين ؟؟ ماذا ياترى يوجد في نهايه هذا النفق المظلم الاظلم الذي يسبح في حمام دمه المواطن العراقي المسكين الذي يحمل هويه كتب عليها كلمه عراقي وكانها تحولت الى لعنه الفراعنه....لكل بدايه نهايه ولكل نقطه انطلاق هناك حتما نقطه توقف ووراء كل ليل نهار ولكن وحده ليل العراق  طويل بلا نهار بالرغم من السيناريو السياسي  الهش ورغم حمى الكراسي المجنونه وعاصفه التيارات السياسيه المختلفه بكل اشكالها (ترى اين كانو هؤلاء المحسوبين على السياسه) والاسماء التي تظهر كل يوم بمسميات مختلفه تحالفات ومحاصصه وبيع وشراء وتقسيم وجمع  وطرح  ومصطلحات غريبه جدا في قاموس الشارع العراقي وقاده ائتلافات والقيادي الفلاني والطامه الكبرى هي تفشي  لقب (القيادي) حتى ان بعض اعضاء الاحزاب كلهم قياديون كانما هو صلاح الدين الايوبي او طارق بن زياد او ساسوكي او كريندايزر صحيح انهم قياديون ولكن  في ذبح المواطن العراقي المسكين  في نهب اموال الشعب وجر البلد الى مستنقع التبعيه والجهاليه وعصور ماقبل الظلام والمبيت في فندق (اهل الكهف) الذي دفع بالبلد الى الوراء الاف السنين الضوئيه  

صرنا لانعرف هل نضحك  ام نبكي في ظل هذه الازمه الثقافيه والسياسيه للوعي الديمقراطي الجماهري بعد غياب الحس الوطني وبعد ان نامت الشرعيه في سرير الفراغ الدستوري واختلط الحابل بالنابل واصبح بمقدور اي عصابه صغيره او تجمع صغير اصبح بمقدوره تشكيل حكومه وكانما الحكومه هي (ممتلكات شخصيه) يشتريها صاحب الكرسي ويصير محنطا فيها الى الابد بعد ان تغلبت العاطفه الطائفيه ودقت مسمارها في نعش العراق الذي نام على ويلات النظام القديم ليستفيق على كارثه العراق الجديد وبعد ان بات انجاب رئيس حكومه شبه مستحيل والذي يطرح  امكانيه رئاسه الحكومه من كواكب اخرى كالمريخ مثلا او زحل شريطه ان يكون المرشح خاليا من مرض الزهايمر كي لاينسى هموم الشارع العراقي في ظل مايسمى ب (العراق الجديد)

 

...(اي عراق جديد هذا بربكم) انه جديد في اساليب التدمير والقتل والتنكيل و(اللغف) انه العراق الذي احتل المرتبه الاولى بلا منازع في دول الفساد حسب تقرير منظمه الشفافيه العالميه كما احتلت بعض مدنه لقب (اخطر المدن في العالم) والذي دخل موسوعه غينيس بكثره عدد احزابه ولو تحدثنا بلغه الارقام لشاهدنا العجب العجيب في بلد يصنف عالميا كثاني اغنى بلد نفطي في العالم تشقه من الوسط ثروات مائيه هائله ونصف سكانه يعيشون بلا كهرباء وماء ووقود ويعيشون تحت خط الفقر اليس هذا هو العجب العجيب بعينه ؟؟ كلا ليس عجيبا ابدا عزيزي القاريء الكريم   

بعد ان اصبح العراق شبه حديقة خلفيه لبعض دول الجوار وبعد ان جاء من هنا وهناك كل من هب ودب ليتحدث عن تشكيل (حكومه) ويظهر في شاشه الفضائيات وقنوات التلفزه العالميه ويتحدث عن ديمقراطيه لايعرف هو معناها ابدا ولايسمح له تحصيله الدراسي والثقافي بذلك فهو على الارجح خريج دراسه ابتدائيه عاش كخفافيش الظلام في كهوف بعض دول المهجر ويقولون لك عزيزي المشاهد ديمقراطيه وعراق جديد ومعارضه (وبطيخ) و (رقي)

هذه هي الطامه الكبرى في القيادات العربيه في هذا الزمن الاغبر فالقائد او الحاكم يشتري السلطه ويقوم بتوريثها لابنائه ويقوم بوضع ماده لاصقه على الكرسي كي يكون ملتصقا بالسلطه الى يوم مماته ويقوم بجلب خبراء فراعنه في فن التحنيط ليتم تحنيطه على كرسي السلطه

فهو لايترك الكرسي الا بانقلاب عسكري اوخارجي او بزلزال تسونامي او عاصفه نوويه او رماد بركاني او كارثه بيئيه

واذا ماتحدثتا عن مسميات اخرى في الشارع العراقي فالعجب ثم العجب بدايه بمفوضيه الانتخابات (المستقله)  انا لاافهم كيف هي مستقله قد تكون مستقله عن معاناة العراقيين رغم اجراءاتها (السلحفاتيه) التي اعتمدت على اساس (تقطير) نتائج الانتخابات وتبخير احلام الناس المساكين وسحب البساط من تحت اقدام الناخب الذي صدق هكذا اكذوبه . وانا هنا احب التاكيد على انني وكما قلت في البدايه واقولها مرارا وتكرار لااصفق لايه اسماء ومسميات او تكتلات  فجائيه فجه تظهر لنا كل يوم هنا وهناك ليس لانني سوداوي ونرجسي بل لانني واسوه بابناء شعبي الذين لايمتلكون شبرا او قطعه ارض صغيره في وطن عاشوا وقدموا له مختلف التضحيات ولم ينالوا منه ناقه اوجمل بسبب اتساع البقعه السوداء والبطون الكبيره والكروش الهائله والمخيفه التي امتدت تحت الكراسي ونمت في اقدامها جذور سوداء لعينه تمتد الى مالانهايه وقد اكون مصابا بمرض الاغلبيه الصامته التي تعتقد ان الشارع العراقي شبع و بزع من هكذا اسماء ولم يلمس اصبعا واحدا من ذراع الادعاءات الانتخابيه او ربما قد اكون مصابا بجنون البقر او جنون البشر وانني (واحد بطران) يكتب هكذا كلمات في زمن تغيرت فيه كل المقاييس والقيم او ربما يقال عني بانني (فد واحد قديم) (وخليها على الله  تصفى) لذلك ساختصر عليك عزيزي المشاهد الكريم  بالقول ان الوقت بكل اسف قد حان لكي نترحم جميعا(الله يرحم العراق) فالويلات التي تذوقها شعب العراق لم تتذوقها قط اي امه لامن قبل ولا من بعد على مر كل العصور  والاجيال ولا حول ولاقوة الا بالله العظيم