طال ليلك يا غزة .. أما من فجر؟

طال ليلك يا غزة .. أما من فجر؟

رائد أشبير

تري هل يجيء الضياء بعد الظلام وهل تشرق الشمس بعد الغروب علي قطعة من الأرض صغيرة جدا خيم عليها ظلام دامس وغابت عن محياها شمس الصباح وغرقت في غيابات الظلم ؟

تلك الأرض التي لا تتجاوز الكيلو مترات ضُيّق عليها الخناق وصفدت بالقيود ممن حولها .. حوصرت لثباتها وقوطعت لشموخها وصمودها في وجه الظلم والطغيان .

تلك الأرض التي نبذت من خانها وحاول تضييعها فأصبحت لا تضم إلي صدرها إلا من آمن بحبها ودافع عنها فغدت شعلة تحرق الظلمة والطغاة في كل مكان حتي تحركوا لقتلها وخنقها بشتي الوسائل .

فالصهاينة قد أوقفوا إمدادها بالوقود ومنعوا عنها الغذاء وقطعوا عنها الدواء كل ذلك لأنها رفعت راية الحق والدفاع عن الوطن .

حتي تحولت إلي مدينة موحشة ليس فيها كهرباء فتوقفت الآلات في المشافي عن العمل وبدأت المنية تنال من مرضي هذا الحصار الظالم .

أمست غزةَ بلا دواء فقد نفد الدواء من الصيدليات وأخلد المرضي إلي انتظار الموت .

وهاهم عملاء الصهاينة والأمريكان ممن فروا من أرض غزة يمنعون وصول الأموال إلي أبنائها فأمسوا بلا أموال لا يقدرون علي شراء غذائهم ولباسهم وعلاج مرضاهم .

لكن ورغم ذلك ورغم هذا الظلم الذي تغرق فيه غزة وتعيش في ظلماته لابد لليلها أن ينجلي ولا بد لقيدها أن ينكسر ولا بد لشمس الصباح أن تشرق فيها.

فغزة التي عجز الاحتلال عن السيطرة عليها ثم انسحب منها وحاول كسر إرادتها وإضعاف صمودها وفشل في ذلك لم تمت فهي حية تنبض بعروق أبنائها المجاهدين الذين صمدوا علي أرضها وقاوموا عدوها .

هي ذا غزة تلد كل يوم بطلاً جديداَ ومجاهداً صنديداً ليقف في وجه من يحاربها ويهاجمها، وما معركة المغازي الأخيرة التي قتل فيها جندي صهيوني وجرح فيها سبعة إلا دليلاً علي أن غزة لم تمت ولم تتأثر بحصار أهل الظلم لها بل زادها قوة وثباتاً وإرادة .

وها هم أولاء أبطال غزة من أبناء القسام يتصدون لطائرات العدو الصهيوني في أول مواجهة جوية .

وسيأتي اليوم الذي ستأكل فيه الأرضة وثيقة حصار غزة كما أكلت وثيقة حصار شعب أبي طالب، فالله لن يضيع غزة وستصبح غزة منارة يهتدي إليها الضالون والحائرون .

فغزة لا ترقب موتاً أو انكساراً وإنها علي موعد مع نصر قادم قريب بإذن الله وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .