الشيخ حسن يوسف..
أنت اليوم أكبر..!
محمد حسن العمري
كاتب أردني مقيم بصنعاء
-1-
وصل (القرف!) الى الاعماق ..!
فقط لأنك مصعب (حسن يوسف!)..!
، ستون عاما انقضت وزادت على القضية التي فتت القلوب والضمائر والمواقف ، مئات الالوف من الشهداء ، والمعذبين والصدوزر النازفة بالدم ، وخلفهم مئات الملايين من القلوب النازفة بالقهر في العالم الاسلامي والعربي ، لم تكن قضية فلسطين بخالية من المرتزقيين والعملاء وحتى الساسة الذين باعوا واشتروا ، لكن ذلك ظل طوال هذه (الستين!) عارا يتوارى منه المتورطون على نحو يتجمل فيه الجميع بالثورة والارض والحب و( فلسطين!)..!
لسنا (استثناءً) كما كان يقول درويش ، فكل الثورات التي تبعت احتلال دول وشعوب ، كانت تقاوم ، وكانت المسوخ السرطانية من (العملاء!) تتوارى بالجحور ، لم يكن جيش ماوتسي تونج ولا هوشي منه ولا غاندي ولا جوزيف تيتو بخالٍ من الباحثين عن مجرد حياتهم بقيمة الوطن ، بقيمة اي شيئ غير الحياة ، لكننا لم نسمع في اي حركة مقاومة يخرج (عملاؤها !) يتباهون ويتغنون ، دائما اورام الثورات ليس لها الا حياتها و(المزابل!) ، فالتاريخ الذي ابقى لنا الشيخ (عبدالمطلب ) بلحيته البيضاء و ابن تيمة بناصيته الشامخة ، هو التاريخ الذي كنس معه ابا رغال وابن العلقمي ونصير الدين الطوسي ، هو التاريخ له سنة واحدة لكل الشعوب ولكل الملل ،،!!
-2-
ليست القضية اليوم (مسلم ) ارتد عن الاسلام ، فالتاريخ ملئ بمسلمين ارتدوا ، ليس اقلها (الردة ) بعد رسول الله ، والقران الكريم ، فصلها بين الايمان والكفر :" ((لكم دينكم ولي دين ))" ، يؤمن من يشاء ويكفر من يشاء ، وفي عالمنا العربي ملايين الاخوة المسيحيين ، لا يضرنا وجودهم بيننا ولا يضرهم وجودهم بيننا ،
وعبدالله بن ابي السرح ، اخو عثمان بالرضاعة ارتد مرتين ، ووقف بين يدي رسول الله ، وسكت عنه لعل احدهم يقوم فيقتله ، لكن احدا لم يفعل ، وما ضر الاسلام في شيئ اذ عاد في ولاية اخيه عثمان وانهى سيطرة البيزنطين على شرق المتوسط ، فظلت الصواري المحطمة تاريخا يذكر الى اليوم ، لم يذكر التاريخ ان الذي ارتد عن دينه ذات يوم وعاد قد خان قريشا ، وهو القرشي المر ، مؤمنا وكافرا ، العمالة والخيانة ، غير الكفر والايمان ، فالثانية بين الانسان وربه ، فيما الاخرى بين (الخائن!) والشعب والتاريخ ، لا محل لها من الاعراب الى ان تتزحلق بناصيتها لا محل لها من الاعراب ، لا محل لها من الاعراب..!
-3-
تبرأ الشيخ الاسير حسن يوسف من ابنه برأة نوح عليه السلام من الذي آوى الى جبل يعصمه من الماء، تبرأ الشيخ من ابنه الذي (اصابنا ) كلنا بالاقياء ، فلم يسبق و تقيئت القضية الفلسطيسنية (قرفا ) مثل هذا ، ولم يكن لكل المنتفعين والمرتزقين والطوابير الخامسة والعاشرة في عالمنا العربي الا ان تنادي بعلنها :" أيها الدم العربي لماذا هزمت. وواجبك العسكري فلسطين " ، لكن هذا الاقياء الذي ( شرّفنا ) الشيخ الاسير بالبرأة منه اكراما لله وللوطن وما تبقى من الحياء في الوجوه ، هذا الاقياء الذي يتباهي على الفضائيات تباعا وفي كتابه (الاسود ) انه كان عميلا اسرائيليا للتشين بيت والشاباك وبقية الاجهزة الامنية والعسكرية الاسرائيلية ، ليفرض على العالبمين جميعا ممن يتعاطفون او لا يتعاطفون مع القضية الفلسطينية ان يلفظوه ، يمقتوه ، ليس الاب الشيخ الجليل الذي ظل سنديانة شامخة عالية ، خلف قضبان الاجهزة الامنية التي كان له يوما ابنا وكان عميلا لها..!
-4-
سيدي الشيخ الجليل حسن يوسف..!
انت وجه مشرق في هذا الزمان ، خارج ما تراه الفضائيات المتربصة يمنة ويسرة،،،!
لمّا خرج ابنا عبدالله بن الزبير على ابيهم في جيش الحجاج ، ولما خرج عقيل في جيش بني امية على امير المؤمنين ، سار التاريخ بعدها بخطه الصحيح ،فلا ابناء ابن الزبير خانوا مكة ولا عقيلا خان قريشا ، وكان كل منهم في الصف الذي رأى فيه نفسه ، لكن احدا لم يرى نفسه بيزنطيا او فارسيا او مجوسيا ، ولو كانوا كذلك فشأن ابي رغال ليس غير..!
سيدي الشيخ الذي قاوم ويقاوم من زنزانته ، لم تزل اكبر ، وانت اليوم اكبر ، وسيرة ( اعلام النبلاء الجدد) لو لم تجد غير وجهك النازف بلفلسطين لكفيت ان تخط ملحمة نقرأها ويقرأها من بعدنا القادمون..!