هكذا حرر النظام سوري مدينة حماة
هكذا حرر النظام سوري مدينة حماة
د.عثمان قدري مكانسي
في مقال للواء بهجت سليمان أحد أعمدة النظام الحاكم في سورية نشر في " كلهم شركاء " يوم 21-10-2007 وفي أخبار الشرق يحاول الكاتب أن يدافع عن كلمة " الممانعة " التي استهجنها الدكتور أسعد أبو خليل ، وعرّى حقيقتها بأسلوب أدبي سياسي جيد ، فلم يفلح – يقع الكاتب في مطبات سحيقة شأنه شأن من صنعه ،( يريد أن يكحلها فأعماها ) وهذا دأب الذين يعتمدون القوة في ليّ الحقيقة وصبغها بصبغته الخاصة التي لا تخفى على الإنسان العادي ، بله اللبيب .
ولن نتحدث عن الممانعات الأسدية لأنها مكشوفة في اللهاث وراء الغرب وإسرائيل وأمريكا ، إنما نقف على بعض المفاهيم الأسدية ! التي يتسم بها نظام القتلة في سورية المصابرة .
1. يدعي الكاتب أن نظام حافظ الاسد نظام الصمود والتصدي ! ، ولعلنا نسأل القارئ لا الكاتب
1. هل إغلاق الجولان بوجه المقاتلين والمجاهدين على مدى أربعة عقود وإصدار الأوامر باعتقال الفدائيين الذين يدنون من الجولان يعتبر صموداً وممانعة ؟
2. وهل اتفاق الجنتلمان بين النظام وإسرائيل – الذي ظلت إسرائيل تمدح النظام الأسدي على التمسك به حتى هذه اللحظة – الذي يقضي بجعل الجولان هادئة وآمنة يعتبر صموداً وتصديا وممانعة ؟!.
3. وهل إرسال فرقة من الجيش السوري إلى حفر الباطن ليقاتل الجيش العراقي العربي تحت الراية الأمريكية صمودٌ وممانعة وتصدّّ ؟ ويدل على عروبة النظام الأسدي؟ ! .
4. وهل دعم إيران منذ الثمانينات في الحرب العراقية الإيرانية ، وتناسي الجبهة السورية الإسرائيلية وهدوءها المتواصل دليل على صمود النظام السوري وممانعته وتصديه للعدو الإسرائيلي؟!.
5. وهل شق الصف العربي آنذاك وحتى الآن يدل على " حنكة " القائد الأب والابن وأنه صامد أمام " كامب ديفد " ؟!.
6. وهل موقف رئيس النظام الحالي وهو يرجو رئيس الوزراء الإسرائيلي أن " يجربه " ! ليرى التزامه بكل التعهدات التي يمليها الإسرائيليون بعد أن وصف الإسرائيليون النظام بالمراوغة وهل يدل هذا التذلل على الصمود والتصدي والممانعة ؟!.
7. وهل التنادي الفاقع بأن السلام هو الخيار الاستراتيجي للنظام دليل على الصمود والتصدي والممانعة ؟.
8. وهل النعيق بعد كل ضربة إسرائيلية أن النظام يحتفظ بحق الرد – تحت درجة التجمد – صمود وتصد وممانعة ؟!.
9. إن مناحيم بيجن صرح أن ما قدمه حافظ الأسد من خدمات جلى لإسرائيل يجعله يستحق الخلود في تاريخ إسرائيل ، وأنه يطالب بتسمية شوارع كبيرة في تل أبيب باسم الرئيس حافظ الأسد تعبيراً عن الامتنان ...وهكذا يكون حافظ الأسد ذا حنكة سياسية وبطلاً من أبطال التصدي والصمود !!
2. أما ضرب حماة وتدميرها فهو رد على عملية اختطاف الإخوان السوريين لها . عام ثمانين ، والدولة التي تحافظ على نفسها لا ترضى الاختطاف ، وتسعى لإعادة الأمور إلى نصابها
1. إن سرقة حرية الشعب ، وإذلاله الذي مارسه النظام الأسدي وما يزال لا يبدو اختطافاً في عرف القتلة والمجرمين ، أما طلب الحرية ، والسعي إلى استردادها اختطف يقوم به أصحاب اللحق ، فهو اختطاف للحق الذي سلبه اللصوص و اعداء الحياة الحرة .
2. قتل شباب الأمة في الزنازين والمعتقلات بالآلاف ، ووأد الحرية - كما يبدو – عمل مشروع يقوم به الانقلابيون للحفاظ على مكتسباتهم التي سرقوها بالقوة من الشعب وهو تحرير لهذه المكتسبات من أصحابها الشرعيين .
3. وقتل ثلاثين ألفاً في حماة بكل همجية ووحشية تحرير للمدينة من سكانها المتمردين !!!.الذين رفضوا النظام القاتل .
4. تشريد عشرات الآلاف من أهل حماة وسورية من أقصاها إلى أقصاها وملاحقتهم في داخل سورية وخارجها ، ومنعهم حق الحياة بقانون 49 الذي يحكم على أهل الرأي بالإعدام تحرير لهم من رواسب الرجعية ، ومنع لهم من التمرد على الحكومة الأسدية الشرعية التي اكتسبت شرعيتها بالانقلاب والسلب والإكراه !!.
5. تدمير كثر من ثلاثين مسجداً وثلاث كنائس تحرير للمدينة من الدين والأخلاق ، وهو عمل مشروع – حسب رأي الكاتب الوطني جداً جداً !!.
6. تدمير أحياء بكاملها في حماة كالبرازية والكيلانية تحرير للمدينة من اختطاف الثقافة الأصيلة لها !!.
7. تدمير الاقتصاد ، ثم جعل البلاد مزرعة لآل أسد وحاشيتهم وإفقار الشعب وسرقة قوته يعتبر تحريراً من اختطاف الأمة لحقوقها المسروقة .
3. أما الأسطوانة المشروخة التي يكررها أساطين النظام : إن أمريكا وإسرائيل والغرب يريدون إسقاط النظام الوطني الأسدي في سورية فيكذبه حقائق ساطعة كالشمس منها :
1. رغبة إسرائيل ببقاء النظام السوري جائماً على صدر المواطن المسحوق ، وعودة إلى أقوال الساسة الإسرائيليين من رئيس وزرائهم إلى قادتهم العسكريين إلى ساستهم – وتصريحاتهم تتكرر كل آن – يؤكد أنهم لا يرغبون بتغيير النظام الذي قدم لهم وما يزال الأمن على الأرض ، ويحافظ على العهود والمواثيق . وأن ذهابه قد يسمح للرجعية والإسلام أن يحكم سورية .
2. الإدارة الأمريكية تعلن مراراً وتكراراً أنها لا ترغب بتغيير النظام بل بتغيير سلوكه ،
3. تطالب المعارضة برفع غطاء الدعم الأمريكي والغربي عن النظام ليتم إسقاطه بيد السوريين أنفسهم ، وممانعة الغرب وأمريكا لذلك أكبر دليل على خيانة نظام الصمود والتصدي والممانعة .، وأن هذا النظام ما يزال يحقق مآربهم .
لا يخجل تماسيح النظام ، ووطاويطه من قلب الحقائق ، وينطبق عليهم القول المأثور " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " لكن الذي لا ينطبق عليهم ما قاله شياطين سبقوا " اكذب اكذب تُصدّق " لأن الشعب كان ، وما يزال عارفاً بألاعيب لصوص النظام ومجرميه ، وينتظر الفرصة كي ينال الظالم القصاص ، " وإن غداً لناظره قريب ".;.