النظام السوري رد بالمكان والزمان المناسبين
النظام السوري رد بالمكان والزمان المناسبين
د.خالد الأحمد *
قبل أسبوع قامت الطائرات الصهيونية بغارة وصلت فيها حتى العمق السـوري ، حتى نهر الفرات الذي تحلم فيه الصهيونية ، وقصفت مستودعات صواريخ إيرانية في المنطقة ــ على الغالب ــ وعادت سالمة معافية غانمـة ...
قالت صحيفة السياسة الكويتية يوم الأربعاء 12/9/2007 :
(( من جانبها أفادت شبكة "سي إن إن" الأميركية أمس نقلاً عن مصادر عسكرية ومصادر في الحكومة الأميركية أن "إسرائيل" شنت غارة جوية نادرة داخل سورية الأسبوع الماضي مستهدفة شحنة أسلحة.
وقالت كبيرة مراسلي شبكة "سي إن إن" كريستيان أمانبور إن "بعض المصادر قالت لي إن "إسرائيل" شنت فعلاً غارة عسكرية ضد الأراضي السورية, وإنها كانت فعلاً ضربة جوية وقد تكون جرت بالتنسيق مع قوات برية إسرائيلية أرشدت الطائرات إلى الهدف". مضيفة إنه من المعتقد أن الضربة استهدفت "أسلحة كانت إما متجهة إلى سورية أو تنقل من إيران عبر سورية إلى حزب الله")).
وتكلم الإعلام السوري مندداً بالغارة ، ومتوعداً بالرد في الزمان والمكان المناسبين ، وأن النظام السوري يحتفظ بحـق الـرد متى شــاء ، ولايريـد أن تجـره إسرائيل إلى موعـد للمعركة ، ومكان ، لم يحسب حساباً لهما ...
ومن المؤلـم أن وزيراً صهيونياً قال للصحافة : طائراتنا تختـرق الأجواء السورية يومياً ، فما معنى غضب سوريا هذه المرة !!؟ كما ورد في السياسة الكويتية يوم (8/9/2007) : (( كشف وزير العلوم والثقافة والرياضة الإسرائيلي غالب مجادلة معلقاً على خرق الطيران الإسرائيلي أجواء سوريا اول من امس، ان إسرائيل تخترق الأجواء السورية "يومياً"، فيما استبعد مسؤولون عسكريون اسرائيليون خطر حدوث أي تصعيد عسكري مع سوريا، إلا أنهم حذروا في الوقت نفسه من إمكان أن ترد دمشق "بهجمات" على أهداف إسرائيلية في الخارج )) .
وقبل سنة أو أكثر صرح أحد جنرالات الطيران الصهيوني يقول : (( نحن ندرب طيارينا الشباب فوق الأجواء السـورية )) .... والنظام السـوري مشـغول بنهـب ثروات الشعب السوري واللبناني ، ومشغول بتقاسـم وتوزيـع هذه الثروات على رجال المافيـا الأسدية ...
وبـعد أســبوع من الغارة الجوية الصهيونية قام النظام السوري بالــرد ، واختـار المكان المناسب ، والزمان المناسب لـه :
أما المكان المناسب والأصلح للنظام الأسدي فهو بيروت الشرقية ، وأما الزمان المناسب فهو عودة النائب اللبناني ( انطون غانم ) من الخارج ، ليشارك في اجتماع المجلس اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية ... هذا هو المكان الذي يحقق مصلحة النظام الأسدي ، وهذا هو الزمان الذي يعطل المشروع الدستوري اللبناني ، فتبقى لبنان بدون رئيس ، ويجب أن تعشـعش الفوضى في لبنان ، وتشتد الحرب الطائفية كي تسرع أمريكا وتطلب من النظام الأسدي العودة بجيشه إلى لبنان لفرض الأمن فيـه ، أما اختراق الأجواء السورية من قبل الطيران الصهيوني فلايعكر صفـو رجال المافيا الأسدية ....
* كاتب سوري في المنفى باحث في التربية السياسية