هوامش على الدفتر الفلسطيني

عبد الرحمن درويش

1) ماركة فتحاوية مسجلة!

تكرر وسائل الإعلام الفتحاوية عرض صور أعضاء الأجهزة الأمنية، الذين بترت بعض أطرافهم خلال أحداث تطهير القطاع بصورة مثيرة للغثيان، وبالأخص حين يرافقها الروايات المفبركة والمتناقضة عن كيفية إصابتهم وما فيها من مزاعم أن أفراد التنفيذية "يخيرونهم" أي أعضائهم يفضلون أن يطلق عليها الرصاص، أو أنهم يتسابقون بل يتشاجرون!! أيهم يدخل الجنة بقتلهم أو إطلاق النار على أرجلهم.

وقد تناسى هؤلاء الأفاكون أن مجمل إصاباتهم وفيما بعد نقلهم إلى المستشفيات الصهيونية، تشير إلى أنهم لم يصابوا عن قرب، بل كانوا في أمكنة تتيح لزملائهم أن ينقلوهم إلى المعابر ومن ثم إلى خارج القطاع.

لكن الأهم من ذلك والذي فات الكثيرين، هو أن إطلاق النار على الأرجل هو ماركة فتحاوية مسجلة وبامتياز، ومن نسي فليسأل نبيل عمرو من أطلق النار على رجليه ومن قبله الدكتور عبد الستار قاسم، وفي الأحداث الأخيرة ليسأل في قرية قبيا قرب رام الله االموظفين في وزارة الداخلية إيهاب غيظان وشقيقه.

وصدق المثل العربي: رمتني بدائها وانسلت.

2)ثورة حتى .... النصب!!

شعار الثورة الفلسطينية وبالذات حركة فتح : وإنها لثورة حتى النصر،   ولكن الملاحظ أن ثوار الأمس قد وضعوا السلاح وألقوا عصا الترحال، ولبسوا الياقات الزرقاء وصاروا روادا للفنادق بعدما ودعوا الخنادق.

والسؤال المطروح هل هذا التحول الذي يجعل المناضلين حماة للمحتل الغاصب ودرعا حامية له في مواجهة أبناء شعبهم الثائرين ضد المحتل، هل هذا التحول ناتج عن قفز البعض ممن لا يؤمنون لا بالنضال ولا بالثورة على كرسي القيادة وتحويل مسار العربة، أم أن بعض القادة، قد خططوا ومنذ زمن مبكر، لهذا التحول والانحراف بفتح والمنظمة مائة وثمانين درجة، وحرف بوصلتها عن القدس، وخصوصاً إذا تذكرنا محاضرة خالد الحسن في لندن والتي ذكر فيها استعداد المنظمة للتفاوض منذ العام 1968، لكن كانت المشكلة في تهيئة الفلسطينيين وترويضهم لذلك.

هل كانت الثورة لدى هؤلاء وسيلة لاقتناص الثروة؟

وهل كان حالهم كالذي وصفه الشاعر بأنه:

صلى وصام لأمر كان يبغيه

فلما انقضى الأمر لا صلى ولا صاما

وليس في الأمر كبير إشكال ما دام أنه يتعلق بتغيير حرف واحد فقط من الشعار ليصبح:

ثورة حتى ... النصب!!!