السعودية اليوم غير بالأمس

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

(رداً على مقالة مدير مركز الشرق العربي الاستاذ العزيز زهير سالم بعنوان"ماوراء الأكمة في العلاقات السورية السعودية والتي جاءت مقتضبة وشاملة لمعظم الملف بين البلدين المذكورين ، ولكنني وددت التعقيب على بعض النقاط ، والرد على الأخرى ، وتبيان وجهة نظري فيما جاء) فأقول : لم تكن تصريحات فاروق الشرع نائب الرئيس السوري –شكلاً- هي المُستفذة أكثر من تصريح سيده وولي نعمته بشار إبان حرب تموز العدوانية التي إصطنعها حلف طهران، ولكن كانت قبلها العلاقات السعودية السورية تمر بأزمة حقيقية في الافعال لابالأقوال ؛ عندما أخذ هذا النظام القمعي سورية ليضعها رهينةً في يد المشروع الفارسي الإيراني ضد العرب والعُروبة والاسلام، ثم أعقب ذلك بتصريح غير متوقع –أنصاف الرجال-ومن العيار الثقيل من رأس النظام الفاشستي كالشعرة التي قصمت ظهر البعير، ليتفجر البركان المُلتهب ،

 وليقلب الطاولة على الذين استنفذوا حلم الحليم ، وليُروهم أن صمتهم في السابق ليس ضعفاً ؛ وصبرهم عليهم ليس خوفاً ، وأن الذي أعانهم في يوم من الأيام ليكونوا بشراً ؛ قادراً على مسخهم ثانيةً وإعادتهم الى الحضيض الذي كانوا فيه، فكان هجوم السعودية من مصدر غير مُعرّف ، فيه أشد الإهانه لكبار القوم الذين خنسوا ولم يردوا ؛وهم المعروفون بوقاحتهم وسفاهتهم ، لالشيء ؟إل لآنهم أدركوا أن القادم سيكون مزلزلاً، من هذه الدولة ذات الثقل العربي والاسلامي والدولي ، وإن سُمح لبعض الاتباع والاذناب والاجراء بالتطاول ، لابل بالتهديد أيضاً لرأس الدبلوماسية السعودية والعربية في لبنان ، وهذا ماسيكون عليه الرد الواضح من خلال الأفعال لاالأقوال ، وكما يقولون " الشاطر اللّي بيضحك في النهاية"وهؤلاء كما نعرفهم جميعاً بمعظمهم مُشاركون في جريمة اغتيال الحريري- رحمه الله – وسيساقون كاالنعاج مع أركان النظام السوري الى لاهاي مقيدين بالأغلال ، وفي هذه الحالة ستعمل السعودية ومن معها من العالم أجمع على تسريع عقد المحكمة وسيكون مثل هذا الرد وغيره هو الأمثل والأكثر لباقة والأكثر تأثيراً في الرد، آخذين بعين الأعتبار الموقف المصري ذا الاعتبار الكبير في المنطقة والذي عبّر عنه السيد وليد بيك جنبلاط رئيس اللقاء الديمقراطي في لبنان ، تصريح الرئيس حسني مبارك بقوله : لا تخف سينسحب الرئيس بشار الأسد وسيحاسب وهذا سيكون له الأثر الأكبر في مجريات الأمور في المرحلة القادمة التي أتوقع أن تشهد إيقاعاً متسارعا نحو سقوط هذا النظام الارهابي وأمّا حمل إمام الحرم المكّي على إيران وادعائهم التشيع وتشكيكه في انتمائهم الى أهل البيت ، فهو تكلم عن حقيقة واقعية ليست مدفوعة على ماأعتقد من السلطة السياسية ، بل هو قام بواجبه في التبيان بما أمره به الاسلام ، ولاشك أن الشيعة منقسمون الى فرقٍ ونِحل ، وبعضهم خرج عن نهج الاسلام عندما ألهه آل البيت وجعل أمر كل شيء بيدهم ، فهؤلاء من قصدهم الامام بدُخُليتهم على الاسلام ، ولاينطبق ذلك على من لايعتقدون بهذه الخُرافات ، أو من لم يخرجون عن أُصول الاسلام وأما عن قناة العربية الجريئة وموقعها في النت ، والتي أتابعها على الدوام وأكتب فيها ، فهي تتناول كل مواقع الفساد والإفساد ، وحتى لوكان هذا الأمر في السعودية نفسها، ولاشك أن هذه القناة في الفترة الأخيره قد انحازت واضحاً الى مصالح الامة العربية والاسلامية ، وكشفت الكثير من الخبايا، ومنها فضح تنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى ؛ ومن يغطيها؟ ومن يمولها؟ ورغم أن الاجابات كانت قاسية ومُرّة لكنها كشفت عن الدول التي تقوم بهذا العمل ، ومنها ولاشك ايران وسوريا وعُملائهم في لبنان، كما وأن مقابلة العزيز النائب السوري الُمعارض محمد مأمون الحمُصي في قناة العربية ، والسيد خدّام والبيانوني قُطبا جبهة الخلاص السورية مع الوطن السعودية يأتي في سياق التحرك السعودي بالأفعال لابالأقوال، والتي كل الدلائل تقول أنها ستتصاعد مع الايام القادمة ، وأنها لن تنتهي الى بانتهاء نظام بشار بإذن الله وأما عن قول الاستاذ ذهير :

(أن العربية السعودية لربما تلّوح بالعصا طمعاً في الوصول مع المشاغبين إلى مستوى من العلاقة أفضل. ولا سيما أن العربية السعودية تشعر أن سورية وإيران ينازعانها على دورها الإقليمي في المنطقة. كما أن سورية وحليفها حزب الله، يفسدان عليها دورها في لبنان، كما خربا من قبل اتفاق مكة) فأنني أرى المشهد على غير ذلك ، فلم يعد الأمر على الدور الأقليمي ؛ بقدر ماأراه صراع على البقاء ، فالفرس الإيرانيون لم يعد طموحهم الصراع على الدور والمكانة الأقليمية؛ بل الاستيلاء على الارض والمقدرات للأمة العربية والاسلامية ؛ وإعادة بناء حلمهم التاريخي للأمبراطورية الفارسية، وهم بهذا قد قطعوا شوطاً كبيراً ، بعد أن وطأوا أفغانستان ، وبعد أن صارت لهم الكلمة العليا في العراق ، وبعدما عبثوا في لبنان بما شاءوا،وحاولوا اسقاط النظام في اليمن عبر تابعهم الحوثي ، ووصلوا في مشروعهم التوسعي الى كثير من الدول العربية والاسلامية ، وفي سورية صارت لهم الكلمة والصولة التي أنشأوا فيها مئات الحسينيات ومراكز القوه ، واشتروا فيها من المباني الجاهزة والاراضي في أهم مواقع عواصم المدن والأرياف، هذا عدا عن الاستثمارات التجارية والعسكرية التي قُدّرت بعشرات المليارات ، والتي تستهدف التغرير بالعامة وكسب الأتباع وتغير في التركيبة السكانية ؛ لصالح المشروع الفارسي في المنطقة ، ولم يعد أمام الرياض والقاهرة والامة العربية والاسلامية من بُد إلا المواجهه لوقف الزحف البربري الفارسي الذي قطع نصف المشوار لاقامة خلافة ولاية الفقيه على غرار الدولة الفاطمية المتخلفة، لذالك من المُستبعد أن تكون أن تكون أهداف السعودية هو عقلنة النظام أو الوصول معه الى علاقات أفضل، لمنع ماهو متوقع ارتهان سوريا للمشروع الايراني، ولأن نظام بشار أيضاً لم يعد يُمسك في خيوط اللعبة ، ولابد من إزاحته لإعادة الإستقرار والأمن والطمانينة للمنطقة وإنني بهذا الصدد أتمنى على الشقيقة السعودية أن تمدّ يدها الى المعارضة السورية لدعمها ولو بالجزء اليسير لما يتلقاه أتباع حلف طهران المشؤوم علانيةً من الدعم المادي والمعنوي والعسكري ،والذين يقومون على استغلاله وتوظيفه باقتدار بالغ، وأنه بالفعل لم يعد هناك مجال للتردد للوقوف بوجه هذا المشروع الفارسي المدمر وأما عن توقعات الاستاذ الفاضل زهير :بأنه (ستمر إساءات الشرع كما مر ما قبلها وربما سيكون هذا النظام في المستقبل أكثر جرأة وحدة مادامت السياسات الاتقائية القائمة على المداراة والتردد هي السائدة في المنطقة فأقول من وجهة نظري أنه قد فات الآوان لمثل هذا الكلام وأن الدول العربية الأن قد أدركت خطورة الموقف ,وان السعودية أن شاء الله هي المرتكز الحقيقي للمشروع الأصيل بأبعاده للآمة العربية والإسلامية الذي تبحث عنه الشعوب.لأنه لم يعد هناك المجال للتكهنات وحسابات الماضي في الخوف من اشعال المنطقه التي استغل حلف طهران هذا التسامح وصار غازياً ، وبتنا نحن في موقف الدفاع عن النفس.