العرب يريدون تجويع غزة
محمد هيثم عياش
برلين /03/02/10 رأى خبراء الشرق الاوسط في المانيا أن بناء الحكومة المصرية لحاجز حديدي يفصل بلدهم عن غزة بمثابة تجويع لشعب غزة ودعم كبير لسياسة الكيان الصهيوني التي ينتهجها بحظر وصول المساعدات الانسانية الى سكان ذلك القطاع وصمت الدول العربية بسياسة الحكومة المصرية تأييد واضح لسياسة التجويع والاذلال وعدم مبالاة لما يعانيه سكان غزة .
وأعرب خبير شئون الشرق الاوسط مدير معهد الشرق / غير استشراق / الالماني سابقا اودو شتاينباخ بندوة دعا اليها مركز الثقافة الدولي مساء يوم امس الثلاثاء عن اسفه دمج الحكومة الالمانية مسألة المعاداة للسامية في جهودها التي تبذلها لاحلال السلام في المنطقة وان المعاداة للسامية ليس لها اي صلة بالنزاع في تلك المنطقة وحماية الكيان الصهيوني وأمن مستوطنيه اضافة الى احلال السلام في منطقة الشرق الاوسط يجب ان يكون بمعزل عن قضية المعاداة للسامية ، فالشعب الفلسطيني ضحية النازية التي كانت وراء تهجير اليهود من اوروبا ووراء اعلان الامم المتحدة تقسيم فلسطين الى دولتين وان الحكومة الالمانية التي تصر على حماية الدولة العبرية ترتكب اخطاء كبيرة اذا ما رأت ان حمايتها لتلك الدولة يكمن بمحاربتها للمعادين للسامية .
ووصف خبير منطقة الشرق الاوسط بيرند اسباخ من معهد هاينريش بول للدراسات والمساعدات الدولية سياسة الاستيطان بأنها دليل واضح على عدم مصداقية حكومة بنيامين نتنياهو بالتوصل الى صيغة مرضية لاحلال السلام في المنطقة وبالتالي فان مطالبة الرئيس الامريكي باراك اوباما الدولة العبرية بالكف عن بناء المستوطنات هي مطالبة فقط وليس بضغط فواشنطن تستطيع بالتعاون مع الاوروبيين وبدعم مباشر من الدول العربية انتهاج سياسة حازمة مع الكيان الصهيوني لوقف بناء المستوطنات والادارة الامريكية الحالية لا تختلف عن الادارات الامريكية السابقة التي تكمن بدعم مطلق للدول العبرية وبدون حدود .
واكد خبراء سياسة الشرق الاوسط ان حكومات عربية وغربية قوم بدعم القاهرة بتمويل بناء الجدار الفولاذي اذ ان مصر لا تملك هذه الاموال الكافية لبناء الجدار المذكور الذي يعتبر انتهاكا صريحا لحقوق الانسان واستمرار الضغوط على حماس وقادتها وشعب غزة للاستسلام امام سياسة الكيان الصهيوني وان نتيجة هذه الضغوط ستكون وراء اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة تكون بمثابة نهاية البداية للدولة العبرية اذا لم يبادر الغرب بتصحيح سياسته تجاه الفلسطينيين وخاصة حماس .
وأكد خبير شئون الشرق الاوسط استاذ مادة العربية والاسلام جيرنوت روتر ان الحرب التي شنها جيش الكيان الصهيوني ضد حزب الله عام 2006 وضد شعب غزة نهاية عام 2008 وبداية عام 2009 أثبتت جدارة المدافعين عن مناطقهم واثبتت ايضا ان جيش الكيان الصهيوني مقهور وان تلك الاقاويل بأن ذلك الجيش لا يعرف الهزيمة باطلة وان الحرب القادمة ستقع لا محالة ونتائجها ستكون سيئة العاقبة على الدولة العبرية والغرب والدول التي تقوم بدعم الكيان الصهيوني مباشرة وغير مباشرة من الدول العربية ، فالحرب ضد غزة كانت بتكليف من بعض الدول العربية في مقدمتها مصر .
وانتقد شتاينباخ الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أشار قبل يوم أمس الاثنين ببرلين للصحافيين بعيد اجتماعه مع المستشارة انجيلا ميركيل بأن السلطة الفلسطينية وخاصة فتح ضد المقاومة المسلحة وانه مع المقاومة السلمية مؤكدا ان مقاومة اطفال فلسطين الجيش الصهيوني بالحجارة اخرجتهم من غزة ووبعض المدن الفلسطينية وأعادت قادة منظمة التحرير الفلسطينية الى بلادهم والمقاومة السلمية التي يؤيدها عباس تكمن في دولة مستقلة معلنا أنه ضد العنف الا ان الكبت يورث الانفجار وعلى السلطة الفلسطينية اجراء مصالحة مع حماس وعلى الغرب دعم هذه المصالحة وقبول رؤية وزراء من حماس بحوارهم السياسي وغير السياسي من اجل السلام في المنطقة معلنا بأن انهيار حكومة الوحدة الفلسطينية كان وراء سياسة فرق تسد الذي انتهجها الغرب مع حماس اذ كانوا يرفضون استقبال وزراء من حماس بينما يستقبلون وزراء من فتح بالترحاب .
ورفض هؤلاء الخبراء الصاق صفة الارهاب بحزب الله وحماس مؤكدين ان المقاومة حق مشروع لكل شعب يتعرض للغزو ويسعى لتحرير بلاده على حد أقولهم .
Bernd Asbach-Udo Steinbach-Gernot Rotter
هـ/ع