لقد جاوز الظالمون المدى!!

هنادي نصر الله

[email protected]

الجمعيات الخيرية تحديدًا الإسلامية كانت ولازالت عصب الحياة الفلسطينية وشريانها،تضخُ طوال عهدها بالعطاء وتنشر في ربوع الوطن بذور التكافل والتراحم والإخاء،تتنوع خدماتها وتتعدى الجانب الإنساني؛ليشمل كافة جوانب الحياة الاجتماعية والتربوية والثقافية والدعوية،هي باختصار تمثل وتعكس واقع الشخصية الفلسطينية المسلمة التي توازن بين الأصالة والمعاصرة؛فتحافظ على المبادئ الإسلامية السامية وتحترم العادات والتقاليد والأعراف المجتمعية وتنطلق بكل همةٍ وحيوية نحو الحياة العصرية والحضرية،لاتُبالي  القيود ولا تعرف الركود،مادامت متوكلة على بارئها وخالقها ـ جل وعلا ـ .

هذه الجمعيات الرائدة في العطاء ـ كانت ولا زالت ـ ومنذ اللحظة الأولى لنشأتها وهي تواجه حملةً شرسة من الداخل والخارج تستهدف قلعها من جذورها الضاربة في عمق الأرض الفلسطينية؛ فليست هي المرة الأولى التي يتم استهدافها والتهديد بإغلاقها،فقد أغلقت هذه الجمعيات وسُحبت أوراقها الرسمية وصُودرت معداتها وأجهزتها الفلسطينية من قبل المحتل الغاشم،كما تم مداهمتها ومصادرة أجهزتها وأوراقها من قبل السلطة الفلسطينية في أوائل التسعينات وأواخرها أيضًا،وذلك ضمن الحملة الجبانة التي كانت ومازالت تستهدف الإسلاميين الحريصين على مستقبل فلسطين كل فلسطين...

ولكن.السؤال الذي يفرضُ نفسه"ماهي الجرائم التي ارتكبتها هذه الجمعيات؛ليصدر قرار بإغلاقها ومحيها عن الوجود؟!! مائة وثلاث جمعيات مهددة بالغياب عن الحياة الفلسطينية العتيدة..فأيُ لبٍ يستوعب ذلك؟!ومن يؤدي الدور الريادي من بعدها فيخدم المحتاجين ويمسح دمعة الأيتام ويكفف أنين الثكالى والأرامل" ؟!

أليس من حق الشعب الفلسطيني المكلوم والمحاصر أن يخرج في مسيرات عارمة وحاشدة تندد بقرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس القاضي بنهب حق الغلابا وانتزاع حقوق آلاف مؤلفة من الطبقات المسحوقة في الضفة والقطاع؟!أليس من حق الشعب المعطاء أن يخنق من يخنقه في وطنه ويحاصره في لقمة عيشه؟

ألم يفكر"عباس"أنه بهذا القرار المجحف يُمزق شعور المحرومين الذين يتطلعون بفارغ الصبر لليوم الذي يستلمون فيه كفالتهم؟!!أم أن ذلك لايهم طالما أن هذه الجمعيات التي يستفيد منها الشعب بكافة أطيافه وألوانه محسوبة بطريقةٍ أو بأخرى على حركة "حماس"؟!!!

من ناحيةٍ أخرى فإن الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني بكافة أشكالها وألوانها بما فيها مؤسسات ومراكز حقوق الإنسان مطالبة الآن بإعلان موقفها وبصراحة من حالة الهستيريا التي أصابت المقاطعة في رام الله؛فباتت تطلق المراسيم تلو المراسيم متناسيةً حق شعبها عليها ضاربةً بعرض الحائط كرامته وعزته!!

إذن لتتضافر الجهود وليخرج الجميع عن صمته،ولنعلنها عاليةً ومدوية"لن نسمح بإغلاق الجمعيات الخيرية؛فليسقط هذا القرار وليستقيل من أصدره؛لأنه لايريد مصلحة شعبه وأمته!!