سورية لن ترد على بيان المصدر الرسمي السعودي

رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشعب ..البيان "قاس وغير موضوعي" ..

إتخذت سورية قراراً بعدم الرد على بيان مصدر رسمي سعودي الذي رد بدوره ب"لهجة شديدة" على تصريحات نائب الرئيس فاروق الشرع حول السعودية على إعتبار انها "لا ترغب في تصعيد المواجهة الكلامية مع الرياض" . 

 وظهر الخلاف السوري السعودي الى العلن بعد تصريحات للشرع رداً على أسئلة الصحفيين قبل يومين رأى فيها أن "الدور الهام للسعودية في الوقت الحالي مشلول على صعيد المنطقة "تلاه رد سعودي عبر بيان رسمي إعتبر الشرع " أحد أسباب توتر العلاقات مع سورية" وأن تصريحاته تضمنت " الكثير من الأكاذيب والمغالطات التي تهدف الى الاساءة الى المملكة "،معتبرا ان الاسلوب الذي إستخدمه "إستهتار واضح للتقاليد والأعراف التي تحكم العلاقات بين الدول العربية الشقيقة ". 

وقالت مصادر سورية مطلعة لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" إن "سورية لن ترد على البيانات السعودية لكي لا تنجر الى سجالات اعلامية مع الرياض وتحاشت الرد على ما جاء في بيان المصدر السعودي المسؤول لعدم الإنجرار الى مماحكات لا طائل لها ".  

وفترت العلاقات السورية السعودية إثر تداعيات حرب تموز الاخيرة وموقف ما سمي بـ"المعتدلين العرب" المنتقد لأسر حزب الله جنديين اسرائيليين الذي عدوه "مغامرة" بوجه ما يمكن تسميته قوى "الممانعة" وصل ذروته في آب العام الماضي عندما وصف الرئيس بشار الاسد بعض القيادات الصغيرة ب"اشباه الرجال" صورته بعض وسائل الإعلام على أنه "موجه ضد قادة السعودية ومصر" . 

وقالت المصادر السورية ذاتها إن "مجرد العودة الى النص الرسمي لحديث الشرع يكفي لتفنيد الادعاءات الواردة في بيان المصدر الرسمي السعودي ".  

كما تناول حديث الشرع أمام الصحفيين السوريين عتباً على السعودية لـ"تغيبها عن الإجتماع الاخير للدول المجاورة للعراق الذي عقد الاسبوع الماضي في دمشق وترك مقعدها فارغاً "كما تساءل عن أسباب "عدم تطبيق اتفاق مكة بين حركتي فتح وحماس" .  

وجاء في بيان المصدر الحكومي السعودي إن الرياض "لم ترفض ولن ترفض اي لقاء يستهدف لم الشمل وتقوية التضامن العربي، والمشكلة ليست في مواقف المملكة ولكن في المواقف التي تنكرت لوحدة الصف العربي وعملت على نشر الفوضى والقلاقل في المنطقة". 

وحول إتفاق مكة قال المصدر السعودي إن هذا "يمثل إهانة لا تغتفر للقيادات الفلسطينية، فلقد شهد العالم العربي والإسلامي بأسره كيف بادرت المملكة إلى دعوة الإخوة الفلسطينيين إلى اللقاء في مكة المكرمة بهدف وقف النزيف في فلسطين الغالية".  

في سياق متصل قال الدكتور سليمان حداد رئيس لجنة الشؤون العربية في مجلس الشعب انه "لم يكن هناك حاجة للبيان الرسمي السعودي" الذي وصفه بال "قاس وغير موضوعي وله أسباب خلفية " مجدداً التذكير بان سياسة سورية "ليست التصعيد". 

وقال حداد في مقابلة مع "بي بي سي": " نؤمن إيماناً كاملاً بالانتقاد البناء لكننا لا نستطيع أن نضع البيان في الخانة التي وضعه فيها الأخوة السعوديون".  

ولفت حداد الى ماقاله الشرع في تصريحاته بأننا "لا نضحي بعلاقات مع السعودية عمرها 37 عاماً، "وتساءل .."لماذا لا تذكر هذه النقطة"،. 

وتابع أن "الشلل الذي قصده الشرع في تصريحاته لا يقتصر على السعودية وحدها "بل موجود في الأمة العربية وكلها مشلولة في قراراتها، فلم نضع ذلك في خانة الانتقاد، كما أن كلامه عن أن الاجتماعات التي جرت بين الأخوة الفلسطينيين بدأت في دمشق.. الخ هو صحيح ولا يعني الانتقاد ولا يعني الانتقاص ولا بأي شكل من الأشكال".  

من جهته رأى عضو مجلس الشورى السعودي محمد عبد الله الزلفا أن الشرع "تطاول كثيراً وذكر أكاذيب ليست صحيحة في تصريحاته الأخيرة عن السعودية"، متهماً سورية ب"تحويل نفسها أداة لتمرير بعض السياسات الاقليمية في المنطقة ". 

وسئل حداد عما اذا كانت هذه الأسباب تتعلق بالمحور الذي وضعت سورية نفسها فيه مع إيران والذي يرى العرب أنه غير مؤيد للمصالح العربية، فأجاب .. "نحن مع أي محور ومع أي خط يقف إلى جانبنا ويقف معنا في الخندق ويقول لإسرائيل أنت دولة معتدية وسنحاربك وسنقاتلك إذا لم تنسحبي من الأراضي العربية المحتلة، ونعتبر كل من يقف معنا في هذا المحور صديقاً ولا نعتبر صداقتنا معه ضد أي طرف آخر إطلاقاً". وذكر بأن سورية "هي دوماً قبلة الأمة العربية وهي القرار القومي.. وكل العالم العربي من محيطه إلى خليجه بإستثناءات بسيطة جداً له علاقات مع إسرائيل إلا سورية". 

وقال "الزلفا" ل بي بي سي إن الشرع "زعم أن اتفاق مكة كان أُبرم في دمشق وتم الاتفاق عليه هناك، ولو افترضنا أن الأمر تم بهذه الصورة فهل كان في إمكان سورية أن تعمل على تقويض هذا الاتفاق الذي تم بين الفلسطينيين وعلى مرأى من العالم وتحت ظلال الكعبة ثم يأتي الشرع ويشكك في هذا الأمر ويلهب الفتنة بين الفلسطينيين ولم يكن له موقف لا هو ولا حكومته من شجب ما كان يحدث بين الفلسطينيين، بل كان يشعل الفتيل أكثر في الخلاف الفلسطيني ـ الفلسطيني".  

ودافع الزلفاعن البيان السعودي رداً على تصريحات الشرع، قائلا "إن الموقف السعودي واضح وضوح الشمس ويقف مع القضايا العربية ومع الخلافات العربية بمسافة واحدة رغبة في أن يساهم في حل المشاكل التي ويا للأسف تشعلها سورية التي تحولت إلى نظام أشبه بنظام المنظمة يريد أن يحدث مشاكل في المنطقة أكثر مما يريد أن يُطفئ منها".  

واضاف: "انظر ماذا يحدث في لبنان، والحملة الشعواء على السعودية هناك وعلى المواقف السعودية من العمل على استقرار لبنان، والتدخل السوري اليومي في الشأن اللبناني". 

وحول تدخل السعودية في الشأن اللبناني، قال الزلفا .."هناك فارق بين التدخل السلبي والتدخل الايجابي، فالسعودية تعمل من أجل إيجاد استقرار في لبنان وتعمل مع رأي الغالبية وتقريب وجهات النظر بينها وبين الأقلية، بينما سورية لديها قائمة طويلة من التدخلات والاغتيالات وتهريب الأسلحة".