السيد الهاشمي في هذه المعركة !

حسن الزيدي

 [email protected]

لعل الجميع يلاحظ مسحة الحزن النبيل التي تعلو وجه السيد طارق الهاشمي , ولا أدري لم لا أكف عن تذكر وجوه مشابهه لسادة وضعتهم المقادير في مواضع لا يتعاملون فيها مع الأكفاء , لكنّ هماً اكبر وواجباً أعظم قد يدخل الشريف في سباق يكون عليه فيه ان يناور بالسياسة الواضحة , سياسات مظلمة كالحة  ومنتنة , لأنه يؤمن ان انتصار الخير مازال ممكناً , وان خزين التجارب التي تثبت ان أسلحة الفاجر الكثيرة تغلب سلاح النزيه الوحيد , يمكن أن يكون لها استثناء يستحق عناء الصراع وإلا تحولت الحياة إلى غابة تتجول فيها الضباع والكلاب والخنازير والثعالب وكأنها تتجول في مملكتها الموروثة عن أبائها وأمهاتها .

لست شاعراً ولا مدّاحاً وما سبق لي خوض هذا المعترك من السجالات التي لا تنتهي والتي يتعرض صاحبها إلى سهام الفسقة الفجرة من طبالي الغجر , لكن واحداً من خيارات تغيير المنكر الاكتفاء بشهادة اللسان وما يعادله ويفصح عن مراد الضمير .. القلم ! .

واذ ننظر نحن العراقيين مصائرنا يتداولها الملوثون والجواسيس وأبناء الظلام والكهوف , فلا بد من ان نقول شيئاً ليكون من حقنا ان نشكو اذا أجهض هؤلاء أحلامنا بحياة كريمة لما بين أيديهم من وسائل وأسلحة ومال , ولعل القول المشهور " قل كلمتك وأمشي " , يبدو منطقياً في وضع مثل الذي نعيش فيه , ومن ذلك ان تضع في صندوق الأقتراع ورقتك وعليها أسم وطني شريف لا تشك في أنه سوف ينصفك وسوف يحدث تغييراً تعاضدتَ مع أمثالك على ان لا تُخدع ولا تقبل بأن يستغفلك أحد .

المعركة الدائرة اليوم تكشف ان كل الأكاذيب والتدليسات في ( الديمقراطية ) والحرية , هي آوهى من أن يثبت عليها أصحابها , متى خافوا من ذهاب الخزينة التي سرقوها , وتداولوا مفتاحها , اذا دخل حلبة الصراع معهم من يريد ان يعيدها الى أصحابها , ولعلك تذكر مثلي كيف هاجوا وماجوا حين اراد السيد الهاشمي أنصاف المهجرين فوجد نفسه وحيداً ولسان حاله يقول :

ولقد أراني للرماح دريئة               من عن يميني تارة وشماليا

فدخل الساحة الطبالون المنافقون أبناء الأزقة , الذي يستخدمهم لصوص هذا الوطن , يستعينوا بهم على تشويه السمعة بالكذب الفاجر وبالادعاء العاهر , فكانوا رديفاً لفرق الموت , يقتل هؤلاء بالمسدس ( الدريل ) وأولئك بالشائعة والشتيمة والتدليس ! .

في معركة اليوم يقف الهاشمي الذي تحالف مع الكيانات والأشخاص الداخلين في الحركة الوطنية العراقية , وكأنه وحده حاملاً ذلك الحزن ولم يقف ساكتاً في ما تجري المؤامرة على قدم وساق , وتذبح ( الديمقراطية ) المزعومة , ويتسابق اللصوص والفاشلون والقتلة والملوثون للاحتفاظ بسلطة يعدّونها غنيمة لا يشبعون منها , فيما يشحنون ما يسرقون الى خارج الحدود لتبييض مال أسود هو من السحت الحرام .

لم يقف ساكتاً , فقال الحق , وأشار الى موطن الخلل لكنه كان في هذه ايضاً واقفاً وحدهُ .

ليست اللعبة التي نحن ضحاياها وعراقنا ساحتها , لعبة صعبة ولا يحتاج الذي يقتحم ملعبها إلى ذكاء خارق أو مزايا استثنائية بل ان الذي يدخلها واحد من أثنين , اما من الاعبين بالبيضة والحجر , ممن يبيح لنفسه كل شيء ليفوز بغنيمة , او أنه ممن عرّض نفسه لخطر الموت وفقدان الأخ والأبن , لئلا تبقى الساحة مضبعة تسرح فيها الوحوش , ليفعل شيئاً اكثر مما نستطيعه نحن , فأذا قلنا نحن كلمتنا ومشينا , فأنه يمد يداً للأصلاح والتغيير ما كدنا نيأس من تغييره , والهاشمي من هذا النوع , فقد دفع ضريبة الشرف والوطنية فعبر أشقاؤه جسر الشهادة وبقى في حزنه النبيل يصاول ويطاول طامعاً برضا الله وعونه .

قال تعالى : " ان الله يدافع عن الذين آمنوا ان الله لا يحب كل خوانً كفور " .