وزير الإعلام وإهانة الإسلام
وزير الإعلام وإهانة الإسلام !
أ.د. حلمي محمد القاعود
[email protected]
للمرة الخامسة ، تظهر القناة الفضائية التنصيرية التي يديرها الكاهن المتعصب الخائن
، على القمر الفضائي المصري نايل سات ، ويهيج الناس غضبا ورفضا لما يقوله هذا
الأفاق الخائن ضد االإسلام ، وضد نبيه - صلى الله عليه وسلم - فيتوقف البث .
أتيح لي أن أرى لقطة مما يقوله المجرم الطائفي . كان يتحدث عن الناسخ والمنسوخ في
القرآن الكريم . كان جهله فاضحا ، وتدليسه ساطعا ، يأتي باسماء بعض الكتب لعلماء
الشيعة ، ليكشف بزعمه عن تناقض القرآن الكريم ، ثم يتحدث إلى المرأة التي تجلس
بجانبه وتؤمن على كلامه ، وتبدي إعجابها بعلمه المزيف أوجهله الفاضح ، ثم يختم
كلامه بتشبيه الإسلام بحائط الرمل الذي لايصمد أمام الماء مثل حائط بارليف الذي
أقامه الغزاة النازيون القتلة اليهود وحطمه المصريون بالماء في حرب رمضان..
وينسى المجرم الخائن أن الذين حطموا حائط بارليف هم الذين كانوا يهتفون : الله أكبر
، وهم الذين يؤمنون بالإسلام الذي يشبهه بحائط الرمل ، وهم الذين يعبدون الله
الواحد الأحد .. وهم الذين عند فتحهم لمصر منحوا النصرانية التي يدعي الانتساب
إليها حق الوجود بعد أن طارد الرومان المؤمنين بها ، وكاد يقضي عليها في مصر قضاء
مبرما ، ولكن الخائن العميل يتفرغ لمهاجمة من منحوه وأمثاله حق الحياة ، بأبشع
الألفاظ وأفظع الكلمات ، ويؤيده زعيم التمرد الطائفي في مصر ، حيث يطرح مقايضة وقحة
مستحيلة ، يطلب من خلالها ضمنا حذف الآيات التي تتناول من يؤمنون بالتثليث وصلب
المسيح وتحريف الكتاب ، أي يلغي المسلمون القرآن الكريم حتى يأمر الزعيم مدير
القناة المجرم الخائن أن يتوقف عن إهانة الإسلام والمسلمين !
يقول زعيم التمرد الطائفي لمذيع أوربت في برنامج "القاهرة اليوم " : 6/1/2010م :
" لا يوجد قساوسة
يهاجمون الإسلام فى مصر.. أما فى الخارج فليس لنا حكما ( كذا ! ) عليهم.. وفى حالة
شلح أحدهم سيطالب المسيحيون المسلمين بالمثل.. فهناك عشرات المسلمين يهاجمون
المسيحية فى كتب ومجلات مطبوعة .. وما أسهل أن يقول أحد المسلمين إن الإنجيل كتاب
سماوى محرف.. وأنا بصراحة لا أستطيع أن أقدم على هذه الخطوة فإذا لم يتكلم أحد ضدى
فهناك من سيفكر ضدى.. لا تعتقد أن منع الناس من الكلام يمنعهم من الفكر.. على الأقل
سيقولون إنى تهاونت فى حقهم عندما أعاقب الكاهن زكريا بطرس وأترك المسلمين يهاجمون
المسيحيين". وأكد عدم معرفته بإساءة الكاهن بطرس للإسلام، مشددا: " نحن لا نقبل
الإساءة للمسلمين"، مستبعدا أن يوقف بيان منه هجوم بطرس على الإسلام ، مشيرا إلى أن
"أيمن الظواهرى على سبيل المثال وهو طبيب مصرى به الذكاء المصرى والانتماء
للقاعدة.. ماذا تستطيع مصر أن تفعل حياله؟" الأمر الذى رد عليه المذيع بالإشارة إلى
أن الظواهرى محكوم عليه بالإعدام وصدرت ضده عدة أحكام أخرى من المحاكم المصرية.
وإذا كان زعيم التمرد يرى أن المسلمين يسيئون للمسيحية ، فهو إذا شريك للمجرم
العميل في عدوانه على الإسلام والمسلمين ، ويرى أن استمراره في الهجوم مسألة طبيعية
لا تستحق الاحتجاج ، وهكذا تبدوالمواطنة في منظوره لاتتناقض مع إهانة الإسلام
والمسلمين ، حتى لو كان قرآنهم الكريم يقول إن الذين يؤمنون بالتثليث والصلب وعدم
تحريف الكتاب المقدس كفرة ، وهي
مسألة اعتقادية يعرفها العالم كله منذ أربعة عشر قرنا دون أن تستدعي أن يهين
المسيحيون المسلمين . فلماذا يصر زعيم التمرد على إشعال النار بتأييد المجرم الخائن
في إهانته للإسلام ؟
إن مسوغات زعيم التمرد لإهانة الإسلام
على يد المجرم العميل غير منطقية وغير مقبولة ، والمسيحية التي تتكلم عن الرفق
والمحبة لا يمكن أن تؤيد الإجرام والعمالة وإهانة دين الأغلبية الحاضنة ، وتصوير
دينها على أنه كذب ، ورمال لا تصمد أمام الماء مثل خط بارليف الذي انهار بمياه
القناة .. ثم إن أيمن الظواهري لا يصلح مسوغا لإهانة الدين الإسلامي على يد خائن
عميل تموله جهات الشر الداخلية والخارجية ، فالظواهري يتعاطى مع مواقف سياسية ولكن
الخائن العميل يتعامل مع دين وعقيدة ، والفارق بين الأمرين شاسع وكبير !
وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يسعى
المجرم العميل لبث بذاءاته وقذاراته عبر النايل سات المصري ، ولماذا تتم المحاولة
الخامسة يوم عيد الميلاد ، ولا تتحرك وزارة الإعلام لوقف البث إلا بعد صراخ الناس
وغضبهم ؟هل هو اختبار رد الفعل يسوغه بيان وزارة الإعلام أنها لا علاقة لها بقناة
المجرم العميل ، وإرجاع الأمر إلى تشابك بين قنوات البث على القمر المصري والقمر
الأوربي ؟ إن وزارة الإعلام أوقفت من قبل قنوات إسلامية ومذهبية حين أرادت ، وفعلت
ذلك وهي تعلم أن القنوات الممنوعة لن تظهر ثانية على القمر المصري ، ولن تتشابك
على القمرين المصري والأوربي ..
بيان وزارة الإعلام غير مقنع ، والناس
لا ترى في سطوره إلا محاولة ساذجة للتراجع المؤقت عن جريمة يمكن أن تهدد الأمن
القومي ، وهي إطلاق قناة البذاءة والمهانة لدين الأمة ، وهو ما يعني تفجير بركان لا
يستطيع أن يوقفه أحد!
لو كان وزير الإعلام يدرك أن الأشرار
بمهاجمتهم للإسلام إنما يشعلون نارا لا تنطفئ ، لأدرك أن بث قناة المجرم العميل ؛
أمر بشع ورهيب تمتد آثاره إلى أبعد مما يتوقع المجرمون والعملاء!
لقد سبق التحذير من التمرد الطائفي ،
وغطرسته واستمراره في استفزاز الأمة ، واستغلال موقف السلطة الرخوة من تقاعسها
تجاهه ، وهمتها ونشاطها في اعتقال الإسلاميين ومصادرة أموالهم ومكتباتهم وتجريسهم
في الصحف الكذابة والإعلام الفاجر، ثم كان التحذير من الاستقواء بالعدو الصليبي
والعدو الصهيوني ، ويبدو أن أحدا لم يسمع ، فقد تطورت الأمور إلى تحرشات بالمسلمين
في أكثر من موقف ، منها حمل السلاح في الأميرية وقتل مسلم وزوجته عام 2008م ، وعد
الخونة القاتل الطائفي بطلا ، ومنها المسرحية المجرمة الآثمة " كنت بصيرا ، وصرت
أعمى " التي أشرف عليها قساوسة متعصبون متمردون ولم يكتفوا بتمثيلها في الكنيسة بل
وزعوها على سيديهات ضمن إمساكية رمضان ! ومنها بناء الكنائس دون حاجة تحديا للقانون
والشعب بأسره ، ومنها عمليات الاغتصاب لفتيات المسلمين ، وتصويرهن ، وتوزيع الصور
إذلالا للمسلمين ، واستعراضا للقوة المدعومة بالتأييد الصليبي الاستعماري ، ومنها
كتابة لفظ الجلالة على حمار والسير به استعراضا للقوة ، ومنها تمويل عشرات المواقع
الطائفية المتمردة التي لاتمت بصلة إلى أخلاق المسيح ، ولا أخلاق البشر المتحضرين ؛
لتسب الإسلام والمسلمين ، وتقوم بشحن الطائفة ضد المسلمين الذين تصفهم بالغزاة
والبدو والكفرة !فضلا عن إشاعة الأكاذيب بالابادة والاضطهاد والتمييز ... إلخ.
هل يمكن فصل ما يجري في نجع حمادي عن
هذا السلوك الطائفي المتمرد ؟ بالطبع ..لا .
لقد سبق التحذير من لغة الدم ، التي
لاتبقي ولا تذر ، وإذا كان بعض الخونة يرى في مثل هذه الأحداث المريبة دافعا للتدخل
الأجنبي الذي كانت بشائره من إيطاليا وفرنسا والفاتيكان ، فإن النتائج التي ستترتب
على ذلك لن تكون في صالح الخونة على كل حال ..
لقد أتاح وزير الإعلام قنوات طائفية
عديدة على القمر المصري نايل سات ، عدا القنوات التي تخدم المذاهب الموالية
للصهيونية وتهدم أسس الإسلام ، ناهيك عن قنوات الرقص والخلاعة وتغييب عقل الأمة
بالسطحية والتفاهات .. ومع ذلك فإن القوم مازالوا يصرون أن يبثوا قناة الإجرام
والبذاءة ضد الإسلام على القمر الصناعي ، وفي عهد وزير الإعلام الحالي الذي اختبرنا
خمس مرات ببث القناة البذيئة ، ليرى رد الفعل على الجريمة التي ستشعل الوطن وتدمره
، وهو ما يفرض أن يتحرك من يعنيهم الأمر لحماية الوطن إذا كانت هناك رغبة في حمايته
..
لقد تنكب الإعلام والمسئولون عنه طريق
الصواب حين سمحوا للقنوات الطائفية بممارسة التنصير علنا ، ومهاجمة دين الأمة
والإساءة إلى المسلمين ، دون وازع من ضمير ، أو خوف على وطن .
بل إن موقف الإعلام الرسمي من حادث نجع
حمادي المريب كان مثيرا للتساؤل ، حيث فتح أبوابه على مصاريعها ليجلس المتمردون
وأتباعهم من الكتاب المتنصرين والمرتزقة ويأخذوا راحتهم في هجاء التعصب الإسلامي ،
والبكاء على الاضطهاد أوالتمييز الذي يلاقيه الطائفيون ، وأقام المذيعون والمذيعات
اللائي جعلن من أنفسهن جنرالات فوق العادة مندبة كبري ، وملطمة شعبية ، ودعوات
عالمية لإقامة المحاكمات العسكرية
للمشتبه بهم
، وإدانة الإسلام ، والمطالبة أن يدفع المسلمون ديات القتلى النصارى دون أن
يتذكرأحدهم الشهيد المسلم الذي قضى وهو يدافع عن الكنيسة وساكنيها. .. كل ذلك قبل
أن تنتهي التحقيقات ، وقبل أن يقول القضاء كلمته !
لقد انحرف الإعلام المصري الرسمي
المذعور إلى الحد الذي صرنا فيه مطالبين بخلع الإسلام وارتداء ثياب النصرانية إرضاء
للأقلية وقادتها المتمردين المستقوين بالغرب الاستعماري الصليبي .. هل يمكن أن يأخذ
وزير الإعلام موقفا عاقلا ومتزنا حرصا على الأمة والكيان الوطني ؟