بشار ونجاد في عاصمة الأمويين
بشار ونجاد في عاصمة الأمويين :
أيُقَعْقِعان أم يُوَدِّعان ؟!..
د.محمد بسام يوسف *
نحن هنا!.. رسالة موجَزة أرسلها الرئيس الإيرانيّ (أحمدي نجاد) من أروقة (مَضَافة) بشار أسد في عاصمة العواصم: دمشق!..
بشار أسد ورث سورية بالحديد والنار وإرهاب الأجهزة القمعية، ثم حوّلها إلى حظيرةٍ من حظائر إيران، وفتح أبواب الشام كلها لولوج الشرّ الإيرانيّ الفارسيّ إليها، بكل أبعاده التاريخية والدينية، وأطماعه التوسّعية، وطموحه الإمبراطوريّ الجامح!..
نجاد دخل دمشق في التاسع عشر من شهر تموز الحاليّ، على أسنّة عمليات الانتشار الفارسيّ الصفويّ في أنحاء سورية.. الانتشار الذي يتترَّس بالخرافات الدينية الموغلة في الحقد، الممعنة في التدخّل السافر، المحميّة من قِبَل نظام الزمرة الأسدية القمعيّة الطائفية!..
نحن هنا!.. قالها نجاد، وكرّرها مع كل خطوةٍ خطاها باتجاه القصر الذي اغتصبه بشار.. ردّدها داخل القصر وخارجه: نحن هنا، في عاصمة الأمويين، بمالنا وعتادنا وحرسنا الثوريّ وحوزاتنا الظلامية ومراقدنا التي بنيناها على خرافات كسرى ومكر أصحاب العمائم السود.. وعلى حقدنا الموغل في أعماق ألفٍ وخمس مئةٍ من السنين!..
نجاد دخل عاصمة الأمويين، ليتفقّد مُلكَه وحرسَه وصواريخَه ومراكزَه الثقافية الفارسية ونشاطاته المحمومة للعبث بعقيدة الإسلام والمسلمين.. لأنّ سورية اليوم بالنسبة لإيران، ليست سوى ساحةٍ من ساحات الصراع، وورقةٍ من أوراق الضغط والنفوذ، وأرضٍ مستأجَرةٍ لإشعال الحرب والفتنة بعيداً عن بلاد فارس.. بلاد فارس التي تمتدّ عينها حتى بيروت والقاهرة والرباط.. وسائر بلدان خليج العرب، الذي يُصِرّ الفُرْس على تسميته بالخليج (الفارسيّ)!..
قبيل أيامٍ من الزيارة (التفقّدية) لنجادٍ إلى دمشق.. طالب المدعو (حسين شريعتمداري): المدير السابق للمخابرات الإيرانية، ومستشار (الوليّ الفقيه) ومرشد الثورة الشيعية علي خامنئي.. طالب على صفحات صحيفة (كيهان) الرسمية [بعودة "محافظة البحرين" إلى الوطن الأم: إيران]!.. وقبل ذلك تدفّقت التصريحات الإيرانية، التي تُصرّ على أنّ الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة.. جزء لا يتجزّأ من أرض إيران!..
القوات الأميركية، التي طالما افتخر رجال نجاد بالتواطؤ معها على احتلال العراق، تتجمّع وتحتشد وتتحرّك في المنطقة براً وبحراً وجواً، وصراع النفوذ ما بين أميركة وبين مَن تواطأ معها، قد بلغ مبلغاً كبيراً في العراق، وتقرير (براميرتز) قبل الأخير وضع الإصبع على زناد تحديد قتلة (رفيق الحريري)، والمحكمة تتشكّل وتتبلور في (لاهاي)، وبشار يعرض سورية في مزاد الأكاسرة الجدد، كما عرضَ أبوه (الجولان) في مزاد العدوّ الصهيونيّ.. فلابد من استعراض القوّة والعضلات، ومن القعقعة بأوراق اللعب: العراق وسورية وحزب خامنئي اللبنانيّ، ولابد من المتاجرة بقضية فلسطين، والعبث بأوراق بعض فصائلها النائمة في حضن نجاد.. لإبعاد الخطر عن إيران، التي باتت وحشاً، يسعى لابتلاع بلاد العرب والمسلمين، ولتقوية مراكز نفوذه أمام الوحش الحليف السابق الأميركيّ الصهيونيّ، فهل سينجح نجاد في مسعاه ومخطّطه ومكره وشعاراته الجوفاء وعنترياته واستعراضاته؟!.. نشكّ في ذلك، إلى درجة القول: (على نفسها جَنَت براقش).. وبراقش هنا هي: نجاد وبشار معاً، غير مأسوفٍ عليهما!.
*عضو مؤسِّس في رابطة أدباء الشام