خطاب القسم المكرر

خطاب القسم المكرر

والممجوج والفاقد المصداقيه

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

(كالعاده لم نكن متوقعين المفاجئه في خطاب القسم لبشار، والذي هو ليس أكثر من نسخه مكرره للخطابات السابقه ، لا طعم فيها ولارائحه ، الا حدث قديم جديد مستنسخ  أثاره على هيئة الواقعه المهمه عندما كشف النقاب عنه بطريقة مثيره، تستجلب أنظار المغفلين والمرتزقه، بأن مشروعه التنموي الذي سيزاحم الدول العظمى به أعاقته أمريكا لذالك حمّلها المسؤوليه، وكذالك كان من مخازي هذا الخطاب إشغال أهالي ألالاف المفقودين في السجون ومنذ عقود وبعث الامل على ان يعرفوا شيئا عن أحبائهم ،وكذالك ذوي المعتقلين الجدد من أصحاب الرأي بأن يشملهم العفو عمّا لم يرتكبوه من الجنح التي لُبّست لهم ظلما ، فيرفع عنهم ما لحقهم من الاذى والضيم كخطوه متقدمه لدفع العجله الى الامام، وكذالك إشغال الملايين من المهجرين قسرا وأهاليهم للحصول على بارقة الامل لعودتهم الكريمه لحضن الوطن ، ولكنها كانت كسابقاتها أضغاث أحلام من هذه الزمره الحاكمه التي لاتنفث الا الخبث ، من روحها الخبيثه التي سكنت أجسادها التي اجتثت من العرق الخبيث الدساس،وبالتالي لاتكون الثمار الا من نفس البذور التي أُخذت من الاصول فهي لاتعطي الا الضرر ولاخير يرتجى من ورائها)

وكما قال الامام الشافعي :ولا ترج السماحة من لئيم أو بخيل أو زنيم      فما في النار للظمآن ماء

وهذه الاسره الغاشمه المتسلطه على رقاب شعبنا السوري غصباً، لم تعرف طريقا للعمل الصالح أو الخير الى قلوبها أبدا من يوم أن خلقها الله ، وقد أعماها الحقد والحسد والضغينه وكرهها للناس ولا أشك أبدا بكرهها لنفسها، فهي لاتتعامل بمنطق الزمان الحاضر، بل تذهب بعيدا بما تحمله من إرث كريه ماضوي عفن ، عفّ عليه الزمان وشرب ، وأكل الدهر منه واندثر ، ولم يكن للاجيال الحاضرة دخل للذي كانوا عليه ، ولكن ماذا عسانا أن نفعل بمن أعمى الله بصرهم وبصيرتهم، حتى كاد الحقد والكره يأكلهم ، فهم ينتقمون لجذورهم البائسه ذات الاصول التركيه ، ويُدخلون الطائفه العلويه الكريمه بمشاكلهم النفسيه، ويزجون بها في كل مضمار في لعبة باتت مكشوفه لشعبنا المترابط الذي أعلن أنه لاتزر وازرة وزر أخرى ، وأننا لن نتعامل مع أبناء الوطن بكافة شرائحه ؛ الا معاملة الاب والاخ والجار، ولن تؤئّر هذه الاسره على ماتربطنا مع الجميع من العلاقات الحميميه ، عندما سيسقط هذا النظام بارادة شعبنا الحر وبتعاون كل القوى الخيّره باذن الله ، وخاصة ونحن نشاهد الارباك الشديد في تصرفات هذا النظام وظهر هذا جلياً في خطاب بشار، الذي ابتعد عن الملفات الساخنه وآثر الحديث في الكلام الفارغ والمكرر والممجوج الذي لايسمن ولايغني من جوع، عندما لبّس شعبنا المصابر رداء الولاء والطاعة له عن طيب خاطر؛ وأنه جاء باختيارهم وليس بقوّة القهر والقمع والارهاب والتزوير، فأحبوه على استذلاله لهم ومعاملته لهم بقوة الحديد والنار، وبقلب لايعرف الرحمة ولا الشفقه وهو يعلم أنّ ملايين الامهات والاباء والابناء والزوجات ينتظرون غائبهم إما من السجون والمعتقلات الاسديه الاسوأ في العالم تصنيفاً ، لما فيها من ألوان التعذيب والاساءه والظلم أو لعودة الغائبين من الملايين المنفيين قسرأ عن بلدنا سورية الحبيبه، وبادلهم هو الحب على طريقته كحب الدببة لأبنائها عندما خنقتهم وقتلتهم محبةً أو لتلبد الاحاسيس

ولم يتعرض للشأن اللبناني الحامي الوطيس ، الذي تتهمه قواه الحرّه وهيئاته الرسميه بكل الموبقات التي تقع في أرضهم من التفجيرات والاغتيالات والامداد بالسلاح لعصابات الاجرام العبسيه والعامه وحزب الله وحواشيهم ، وخاصة بعد أن وقعت الادلة القاطعه بيد الاجهزه الامنيه اللبنانيه على توّرط هذا النظام لنسف الاستقرار في هذا البلد ولنسف لبنان بمن فيه ليحلو له المقام على تلالها المدمّره ، كالبوم الذي لايستقر الا على الخراب

وكذالك لم يتعرض لموضوع المحكمة الدوليه الاكثر سخونة، والاشد تأثيراً على نفسية هذا النظام ظناً منه أنه بمنجى أو بمنأى عن المتابعه والمحاسبة ، كمثل النعامة التي تضع رأسها في التراب وتظن أنه لن يراها أحد، واكتفى بالاشاره الصارخه الى الكيان الصهيوني لمد يد العون له تحت جنح السلام، وأنه يكفيه منهم مايرد له ماء الوجه وما وراء السلام للنجاة من المحكمة الدوليه، في نفس الوقت لم يلتفت الى الداخل الا بالقليك مما يهم شعبنا الأبي ، ليعده بالرشاوي عبر دفعات ماليه في أوقات يكون هو في المأذق عساه أن يلقى العون منه، ولكن هيهات هيهات لأن تنطلي على شعبنا مثل هذه الاكاذيب ؛ التي وعلى مدار نصف قرنٍ وهم يعدون شعبنا بالرخاء والعيش الكريم ؛ بينما أحزمة الفقر والبؤس تحيط بكل المدن والقرى السوريه ونسبة الفقر في ازدياد الى مادون خط الفقر, كما وارتفعت الى معدل خطير طال ثلاثة أرباع شعبنا الحبيب، بينما كانت بلادنا في الخمسينيات تسابق اليابان ودول النمور الاسيويه فأين نحن منهم الآن

وأما على الصعيد السياسي الداخلي فلم تتجاوز كلماته الوعود التسويفيه الكاذبه وكلها من عائلة سا وسوف وأخواتها ، وكلها رمياً الى المستقبل إن نجا من محنته المحكمه الدوليه والقانون الدولي والمتابعهالامميه لنظامه وجرائمهم فسوف ينظر وسيرى.. وأن علينا الانتظار بما يمكن أن يمنّه علينا صاحب المقام من البركات التي وعد بها وبشر من خلالها باعادة الجولان؛ ثم اكتملت الصوره بتصفيق الاحجار المحنطه بما سمّي بمجلس الشعب الذي كنت أظنهم كالخشب المسنده التي لاتتحرك ، وتصفيق الوزراء الذين لايملكون وزارات وما هم إلا صور تحمل الحقائب ويظنهم الظمآن أنهم على شيء وما هم الا على أسماء سمّاها بشار تظهر وتغيب بحسب الضروره

كذالك أقر بشار في خطابه أن شعبنا السوري قد نضج قليلا وصار مهيئاً لعملية التطوير السياسي بعد أن كان يفتقدها ، لكنه سيأخذ الوقت اللازم لهذا الموضوع ربما لعقود أو دهور كما تعاملوا مع  التقنيات الحديثه كعالم النت والدشات والتليفونات المحموله التي دخلت في معظم الدول العربيه مع نهاية الثمانينات ومنعت في سوريا تحت طائلة العقاب المشدد الى عام 2002 ودون أي وجه حق لهذا المنع ، وكذالك على شعبنا الحبيب عليه أن يبقى محروما من حقوقه السياسيه ، الى أن يتلطف علينا صاحب الفخامه والوصاية علينا وبالمقدار الذي يريد أن يمنحنا اياه تعطفاً وكرماً

وأما عن الفساد الذي عشعش وأنتن بفضل مراكز القوى والتي وصفها بشار في خطابه بأنها صارت فوق امكانيات الدوله ، لأنها بكل تأكيد الراعي لها هم أركان النظام والاسره الحاكمه التي لايوجد قوه في سوريا تستطيع ردعها ، ومنها على سبيل المثال فساد بشار الذي أنفق على حملة الاستفتاء المزعومه للتطبيل له والرقص والتزمير مايزيد عن المليار دولار، ولذالك لايستطيع منع الاخرين كي لاينطبق عليه المثل "عار عليك أن تنهى عن خلق وتأتي بمثله "فاخترع لهم طريقة خاصة وجديده للسيطره على فسادهم ، عبر توسيع التقنيات الحديثه كما ذكر ،لكف هؤلاء من الوصول الى الاشياء وسرقتها ، وليس لاحالتهم للقضاء لمن تثبت عليه مثل هذه الجرائم لأن أصحابها فوق القانون والقضاء

وأما عن الحاله الكرديه التي وضع دونها العراقيل والخطوط الحمر ، مع التهديد الواضح لاخواننا الاكراد لمن يطلب بالمزيد عمّا سلب منهم في عام 1962 وكأن عامل الزمن توقف عندهم بهذا التاريخ ولاغير ، وكل ماطرأ خلال النصف قرن من جديد عليهم أن يحرقوه، ويحرقوا ما استجد على أرض الواقع من بشر وشجر وحقوق مشروعه ، ولا أريد أن أُعلق بأكثر من وحقاً اذا لم تستح فاصنع ماشئت ، لانه بهذا التصرف الطائش يعمق الفجوه بين أبناء الشعب الواحد ، ويُعمق الاحساس بالمراره والالم لدى إخوتنا الاكراد، ويجعلهم كالغرباء في أرضهم وسمائهم ؛ وهذا مالايرضاه من أحد في سوريا سوى هذه الاسره التي لم يُعلم عن سر حقدها الدفين لهذه الشريحه الواسعه والمهمّه بشكل خاص ، واننا كأفراد وأحزاب ومعارضين نقف بكل قوانا الى جانب أخواننا الاكراد الى أن ينالوا حقوقهم وجميع شعبنا كاملة وحريتهم وكرامتهم وقرارهم من يد الغاصبين ، وعلينا ان نعمل كلنا يداً واحدة للتخلص من هذا الكابوس الجاثم على صدور شعبنا بأكمله ، وقريبا باذن الله سيشرق الفجر وينقشع الظلم والظلام ونعود لعهودنا السابقه في التآخي والوئام

وأخيراً : كنت قد تمنيت في المقالة السابقه ماقبل خطاب ماسمي بالقسم على بشار الاسد ونظامه أن يكون كلامه تصالحياً مع شعبنا المصابر ، ولازلت أتطلع الى تعديل الخطاب مع يقيني الكامل بأنه قد فات الآوان ، ولكنها حجرةٌ أرميها في الماء الراكده عساها أن تفعل فعلها وتقلّل الخسائر التي قد تُلحق بالوطن من خلال تعنته وعدم اصغائه للغة العقل، واننا سوف لن ننتظر طويلا ، وسيهب شعبنا بوجه جلاديه ، وسيشهد هذا النظام في الايام القادمه القريبه مالايحمد عقباه، واننا وشعبنا منتصرون باذن الله