بيان هيئة علماء المسلمين في لبنان
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:
(من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) سورة المائدة:32
السؤال الزلزال
في لحظة تاريخية حرجة طرحت قيادة الجيش السؤال الأكبر من كل جواب "هل كانوا يريدون مني تدمير عرسال، فوق رؤوس ساكنيها من اللبنانيين والسوريين البالغ عددهم حوالي 120الف ؟؟" بهذه المساءلة والمسؤولية الوطنية والإنسانية الكبيرة، أحبطت القيادة مخطط الإبادة، لعشرات الآلاف من المواطنين واللاجئين الهاربين من إرهاب تحالف الإثم والدم. فما عملية "ذبح عرسال" إلا حلقة من حلقات العقاب الجماعي للمناطق ذات الأغلبية السنية والتي بدأت في العاصمة بيروت في عدوان أيار ولم تسلم منها المناطق.
لقد أماطت عرسال كل الأقنعة، وذلك من خلال كشف الحقائق التالية:
- إن فريقا سياسيا قد انغمست يداه إلى ما فوق الكتفين، في الدماء المحلية واﻷقليمية يستدرج الجيش إلى مواجهات مع الشعب قد حرم نفسه شرف المقاومة، وهو المتسبب الرئيسي في كل ما يجري في لبنان من خلال ارسال ميليشياته المسلحة لقتل الناس في سوريا.
- إن فريقا سياسيا يروج لضرورة التحالف مع اﻹرهاب اﻷسدي لا يمكن أن يكون صادقا في مكافحة اﻷرهاب.
- إن البيان الصادر عن أحد التجمعات العلمائية الدائرة في فلك ما يسمى "حزب الله"، والذي يدعو في البند الرابع إلى "التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري" وفي البند الخامس إلى "التنسيق بين الجيش .. والمقاومة" يؤسس لثلاثية جديدة لا مكان فيها للشعب، لتصبح في صيغتها المعدلة (جيش ونظام ومقاوم) وفي المواقف فإننا نعلن الآتي:
- نثمن ثبات أهل عرسال وتجذرهم في أرضهم وديارهم حتى لا يتحولوا إلى نازحين في وطنهم، وخاصة بعد ما عايشوا مأساة اللجوء السوري، ونعلن الجمعة القادمة في جميع المساجد وفي كل المحافظات باسم "لا لذبح عرسال".
- إلى الأهل الصابرين المصابرين عائلات الجنود المختطفين، الحل ليس عند الحكومة اللبنانية ولا القطرية، الحل عند من يعيق التفاوض داخل مجلس الوزراء، وننصحكم أن تشكلوا "خلية حل" لا "خلية أزمة" وأن لا تتوقفوا عن الضغط على الوزراء وزيرا وزيرا وأن تحاسبوا من يبيعكم الكلام والأوهام، ونؤكد لكم بأن الهيئة بذلت قصارى جهدها لحل هذه الأزمة الإنسانية وقدمت كل ما تستطيعه لكن هناك من أطلق النار على المبادرة وعلى وفد الهيئة، وتحملت الهيئة في ذلك الكثير ومع ذلك فهي لن تدخر جهداً للمساعدة حين يكون تدخلها مفيداً.
- إلى الموقوفين الإسلاميين في سجون العدالة الانتقائية والانتقامية، كنا نتمنى أن تعودوا إلى ذويكم المعذبين على مدى سنين دون أن يذبح أحد باسمكم بحد السكين، فإن هذا الذبح قد أساء لمظلوميتكم التي كانت محل إجماع عند جميع المعنيين، ونرجو لكم الفرج القريب من أتون هذا الظلم الرهيب.
- ندين التفجير الآثم الذي وضع لشاحنة الجيش اللبناني وندين أي مساس بالجنود اللبنانين، وندعو الإخوة السوريين إلى الالتزام بأعلى درجات ضبط النفس والحذر من محاولات النظام وحلفائه، زجهم في صراع مع الدولة ونكرر مطالبتنا للمقاتلين السوريين الذين يحتجزون عسكريين لبنانيين بضرورة إطلاق سراحهم وإيقاف قتلهم.
- إن ما رأيناه من أفلام موثقة لانتهاكات صادمة غير إنسانية وغير لائقة من عناصر أمنية لبنانية بحق مواطنين من عرسال ولاجئين سوريين في المخيمات يدعونا إلى دق ناقوس الخطر واعتبار ما جرى قد تجاوز كل الخطوط الحمراء وقد بلغ إلى التهديد باغتصاب النساء وضرب الأطفال والعجز ووضع الرضع وأمهاتهم تحت أشعة الشمس الحارقة لساعات وضرب الجرحى وذوي الاحتياجات الخاصة على جرحهم وعلى أرجلهم المقطوعة وتخريب الخيم والمنازل ودهس السيارات والدراجات والممتلكات وعليه فإننا نطالب الدولة اللبنانية والجهات الأمنية المسؤولة ووزراة العدل باتخاذ كافة الإجراءات القانونية وإنزال العقوبات الرادعة بالفاعلين، لما لهذه القضية من تداعيات لا تحمد عقباها ولا يعرف مداها.
- نكرر دعوة مقاتلي ما يسمى "حزب الله" إلى الانسحاب الفوري من سوريا، ودعوة المقاتلين السوريين إلى الانسحاب الفوري إلى سوريا، حيث معركتهم الحقيقية.
- أيتها الحكومة العتيدة، إن المخرج من تداعيات تدخل ما يسمى "حزب الله" في مؤازرة اﻹرهاب اﻷسدي لا يكون بتوريط الجيش الذي هو آخر المؤسسات المؤتمنة على أمن الناس، وإنما من خلال الضغط على حزب الله لسحب عناصره من سوريا والتوقف عن قتل الشعب السوري ونطالب بتوسيع منطقة عمليات القبعات الزرق لتنتشر على الحدود اللبنانية-السورية.
وأخيرا أيها السياسيون لا تضعوا الجيش والشعب بين مطرقة حزب الله وسندان النظام اﻷسدي.
هيئة علماء المسلمين في لبنان