أيُّ عقلٍ يستوعبُ مراسيم عباس؟!
أيُّ عقلٍ يستوعبُ مراسيم عباس؟!
هنادي نصر الله
[email protected]
ما أسرعه في إصدار المراسيم التي تحطُ
من قدر الفلسطيني وتقضي على طموحه في الرفاهيةِ والأمان والعيش بكرامةٍ وسلام!
ما أسرعه حين يُلغي بغباءٍ فاحش
المؤسسات والجمعيات الخيرية التي تقدم الخدمات المتنوعة والمختلفة للفلسطينين
المكلومين الذين تحملوا الظلم والنهب والسلب وعمليات السطو والتهميش والفقر على مدى
سنواتٍ طويلة،كان فيها الوزير والنائب مدججٌ بالمال وشتى أنواع الرفاهية التي
تُسمنُ جسمه وتنفخ كرشه؛فتعمي بذلك عقله لتحدّ من وطنيته وليصبح شغله شاغل وهمه
الأكبر نهب أكبر قدرٍ ممكن من أموال الشعب وممتلكات الغلابا من أرامل وأيتام وثكالى
وأسرى وشهداء..
وهو ما اعترف به الخائن الكبير ـ محمد
دحلان ـ حين تباهى بأن حركة فتح ـ التي يدعي بأنه يتزعمها ـ خربانة ومدمرة منذ
أعوام بل كشف عن جرائمه بقوله"أنها عائشة على أموال الشهداء والجرحى !".
لا أُريد أن أُسهبَ في شرحِ تفاصيل قصص
النهبِ والسلبِ التي اكتوى نيرانها آلاف وآلاف من المواطنين تحت شعار ومسميات
وهمية،حيث كان الفلسطيني المكلوم يذهب ليسجل بمؤسسة تدعي أنها تدعم المنكوبين
وتواسي المجروحين ولكنها في الحقيقةِ تنهبهم عندما يقوم المواطن بتسجيل اسمه؛ليأتي
الدعم له وتأخذه نيابةً عنه حفنة من المرتزقة الذين يُوهمون أنفسهم بأنهم رؤساء
ومدراء لهذه الجمعيات وهم في الحقيقة ـ شلة احترفت النصب والسرقة بمهنية بالغة ـ !.
ليت رئيس السلطة الفلسطينية يخجل من
واقعِ رجاله وزمرته التي مارست في السابق أبشع الجرائم من أكل أموال اليتامى
والغلابا،ليته يُكفر عن أخطائه وأخطاء زمرته الباغية،بل أعلن وبكل وقاحةٍ إلغاء
تراخيص الجمعيات الخيرية التي تعمل بمهنية وأمانة وضمير ومصداقية ولا تفرقُ في
تقديمها لخدماتها بين ـ غلبان ـ ينتمي لفصيل حماس أوغلبان ينتمي لفصيل فتح أو جبهة
أو جهاد ...بل رفعت شعار"خدماتنا للجميع"..
من منا لا يُشكك في مهنيةِ ووطنيةِ
رئيس السلطة محمود عباس لاسيما بعد إصداره المراسيم الخاطئة والتي تتناغم مع آمال
وطموحات الكيان الصهيوني الذي يسعى لخنقِ غزة التي تألقت وسمتْ في عالم البطولة
وتربعت على قمةِ الخلود والصمود بعد طردها للغزاةِ الصهاينة وإبادتها لعملائهم
وأيضًا من خلال براعتها العسكرية وأساليبها الجهادية المتميزة والتي تظهر جليًا من
خلالِ قدرتها الفائقة والعجيبة على أسرِ جلعاد شليط والإحتفاظ به لمدة عام كامل
عجزتْ فيه مخابرات الكيان ومعها أدوات التنسيق الأمني والتجسس الفلسطيني الإسرائيلي
الذي كان أيام الوقائي البائد وغيرها من المقرات الخيانية التي سقطتْ في أيدي حماس
وهذه أيضًا ميزة أخرى يحسدها عليها العالم الذي أعلن قلقه المريب وخوفه الأكيد من
امتلاكِ المقاومة لهذه المعلومات الخطيرة التي سيطلع عليها الشعب آجلاً أم
عاجلاً؛ليعرف أكثر حقيقة من يتباكى عليهم رئيس السلطة؛فأصبح بلا عقلٍ يصدر المراسيم
تلو المراسيم التي تشلُ آمال الفلسطينين وتخنقهم أكثر وأكثر ...!!
في الفترةِ الأخيرة أصدر الرئيس عباس
قرارًا يعفي من خلاله المواطنين من رسوم الضرائب في قطاع غزة،فمن يا ترى المستفيد
من هذا القرار؟! وهل هو حقًا من أجل كرامة الفلسطيني وسعادته؟ أم من أجل خنقه أكثر
فأكثر وتضييق الحصار على حكومته وحرمانها من أي مصدرٍ قد يُدرُ عليها دخلاً يؤهلها
للقيام بمهامها ومسئولياتها...!
عباس يصدر قرارًا بإعفاء المواطنين من
رسوم الضرائب وفي المقابل يطلب من المحتل الغاشم إغلاق المعابر وسد المنافذ لإحكام
القبضة على القطاع المخنوق أصلاً فأيُ عقلٍ يستوعب هذه المعادلة المتناقضة؟! وأيُّ
عقلٍ يقتنعُ بمصداقية عباس؟ أيُ عقلٍ حتى هذه اللحظة مازال يؤمنُ بإخلاص عباس
وانحيازه لشعبه عندما يسد ويغلق الحوار في وجه شرفاء وطنه وبني جلدته ولا يتوانى في
حوارِ أولمرت بل وتنفيذ شروطه وإملاءاته صاغرًا راكعًا قائلاً له ـ اللي بدك إياه
بصير يا سيدي"!.
بل لعل الأغرب من كل ما أوردته سابقًا
هو تطاوله على المقاومة التي تدافع عن شرفنا وعزتنا وكرامتنا فالكل شاهد صوته
وصورته وهي تتوعد من يطلق الصواريخ على الصهاينة بالقتلِ والملاحقة...فصورته هذه ما
هي إلا اعتراف صريح منه وغير مباشر بأن أجهزته الأمنية التي لم يستوعب بعد فراقه
لها وُجدت لخنقِ المقاومة وقتلِ أهلها؛ليخلو الجو لعباس وزمرته الفاسدة الحقيرة
بتنفيذ مخططاته الدنيئة المعروفة للجميع والتي أترفع عن ذكرها الآن،فالأيام المقبلة
ستكشف المزيد منها ..