البرادعي والمادة 76 من الدستور المصري

د. محمد رحال /السويد

[email protected]

الدكتور محمد البرادعي والذي كان طوال اكثر من عقد من الزمن مجالا للتسابق الاعلامي المصري في امتداحه ، الاعلام الذي كان بكامله تقريبا يلمح ويصرح بالعقلية الذكية الفرعونية لابن وادي النيل العبقري والذي ماان يدخل دولة ما من دول العالم الثالث حتى تهتز اركان تلك الدولة والدول ، وهو نفس الدكتور الذي مثل مصر في مركز من اهم مراكز ضغط الامم المتحدة على الدول الفقيرة والضعيفة والنامية، وهو نفس الدكتور الذي قيل عنه في الاعلام المصري وعلى مدى طويل انه من اذكى الشخصيات المفكرة والعبقرية في العالم ، وهو نفس الشخص الذي قيل عنه في نفس الاعلام انه من اعظم الشخصيات القانونية في العالم ، وهو نفس الشخص الذي كانت القيادة المصرية تتسابق لاستقباله حين زيارة مصر وعلى رأسها رئيس الدولة المصرية نفسه، وصور اللقاآت الحميمة مع القيادات المصرية لاتكذب ابدا ، واطراء الاعلام المصري عنه في ادارته لملفات التفتيش النووي في كل من العراق وايران وسوريا واسرائيل تكاد تزكم الانفاس برائحتها وخاصة تلك المتعلقة بالملف العراقي والذي اثبتت الايام ان البرادعي كان من جملة المتآمرين والمتورطين في هذا الملف وبالتالي من الداعمين لاحتلال العراق من قبل الحلفاء وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية وعلى رأسها شيطانها جورج بوش ومعه ابليس بريطانيا ولعنتها طوني بلير ، وكان الدكتور البرادعي حينها بمثابة البوق الدعائي لامتلاك العراق للاسلحة النووية , وكان اخرسا عندما ادعى وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية كولن باول وفي قلب مجلس الامن الدولي ان العراق ينتج قنابل نووية في مفاعلات نووية مركبة على شاحنات متنقلة في سابقة خطيرة من استهبال العقل العالمي والعلمي وفي ظل صمت دولي متآمر ، في نفس الوقت الذي يؤكد فيه البرادعي ان المنشآت الايرانية الحالية والثابتة والغير محمولة على شاحنات من المستحيل ان تستخدم في التخصيب النووي العسكري ، فكيف وازن الخبير بين هذا وذاك ، وسيرته مع هذه الملفات كانت سيرة زئبقية تتبدل وباقصى سرعة وفقا لارتفاع ونزول الترمومتر الدولي وحرارة الرئيس الامريكي المغفور له جورج بوش .

الدكتور البرادعي والذي من حقه ان يترشح لرئآسة مصر باعتباره مواطنا مصريا اكد اليوم انه من اغبى مرشحي الرئآسة المصرية على الاطلاق ، بل وتصرف بسذاجة منقطعة النظير ، والسبب في ذلك انه ومع كل ماعنده من خبرات علمية وقانونية حقوقية وخبرات هائلة عالمية وسياسية ، ولكن هذه الخبرات لم تسعفه ابدا في فهم السياسة المصرية والتي تظل تمتدح ابناء مصر من المتفوقين خارج مصر طالما انهم بعيدون عن الاقتراب من كرسي السلطة  المقدس، اما من يقترب من كرسي السلطة فانه يحترق فورا وكالفراشات من لهيب ناره ، ويتحول في الاعلام المصري وبين ليلة وضحاها من ملاك يتمسح بردائه رجال الاعلام والسلطان الى كلب عقور اجرب ، والسيد البرادعي والذي لم يستفد ابدا من الازمة المفتعلة بين مصر والجزائر والتي ظلمت الجزائر ظلما كبيرا وكان وراء الازمة رئيس قسم السياسات في البيت المصري والذي قاد هذه الحرب المفتعلة ومن خلال الاعلام المصري ليرى مدى انصياع وانقياد الشعب المصري لهذا الاعلام ، وقد اثبت رئيس قسم السياسات المصري انه ومن السهولة بمكان اختراع قضية ما واستثمارها لصالحه حتى ولو كانت تمس دولة عربية كالجزائر كانت ومنذ الفتح الاسلامي وحتى اليوم رمزا من رموز العطاء النادر والتضحية المميزة ، بل وكانت سدا منيعا وعبر مئآت من السنين امام الحملات الصليبة والتي يبلغ تعدادها المئآت والتي تكسرت جهودها امام ايمان شعب هذا الثغر الصامد حتى اليوم والذي قدم ومازال يقدم لامتنا العطاء الصامت والذي خلا من المن والاذى كباقى العربان والذين سال المال بيدهم فاتخذوه سلاحا لاذلال اخوانهم وضياع شعوبهم وفساد انظمتهم ، هذه الحرب المفتعلة من قبل الاعلام المصري والذي اثبتت الوقائع ان من يديره فئة اعلامية ساقطة تحركها اياد اعتادت على النيل من العروبة والقاء والصاق كل الموبقات بها دون دليل او سند ، ومع ان هذه الحرب كانت في غلية القذارة الا ان النظام المصري استطاع ان يديرها على انها حرب ومواقف وطنية ، ومن وقف ضدها من عقلاء وشرفاء ابناء مصر فهو خائن وعميل ونذل وجبان ومتآمر على الكرة المصرية والذات الربانية الفرعونية  لفراعنة مصر الجدد ،وبالتالي على الشعب المصري وتراثه وعلى الفراعنة عبيدهم ،ولكن السيد البرادعي لم يدرك ابدا انه ليس افضل مكانة او اكرم من الجزائر وشعبها في نظر مالكي خطام السلطة في وادي النيل ، ولم يدرك انه ليس افضل من فلسطين وقضيتها، ولهذا فان على البرادعي ان يتوقع حربا لاهوادة فيها وان ينال من التحقير والتنقير قسطا وافرا خاصة عندما يقوم   الثنائي تامر ومساعده خيري في برنامج البيت بيتك ويمثلوا دور الرداحة والندابة، حينها سيجد نفسه السيد الدكتور البرادعي سجادا قذرا يدوس عليه كل من هب ودب .

السيد البرادعي لم يدرك بعد ان المادة 76 من مواد الدستور المصري والتي اضيفت الى الدستور كحسنة من حسنات الحزب الوطني وبتخطيط من السيد الوريث جمال مبارك ومعه عباقرة النفاق ، لم يدرك ان تلك المادة هي نفسها مستوردة من دستور كوريا الشمالية ، والتي صنعت من اجل توريث شعب كوريا الشمالية ارضا وشعبا  من القادة الى الولد وولد الولد ، وان هذه المواد الدستورية الانشطارية صنعت من اجل تخليد انظمة فرعونية لاتقل ظلما عن الانظمة الفرعونية القديمة والتي كانت مثالا للظلم والعبودية والتي كانت ايضا مثالا للعنة الله عليها في كل الكتب المقدسة، والمدلسة، والمختلسة ، ومع ذلك فان الجهلة من اتباع العبودية وعشاقها ومع النصوص الواضحة فانهم يتباهون بفرعونيتهم ، وهو صك من صكوك العبودية الطوعية في نظام فرعوني لايسمح فيه الا لرب واحد هو الفرعون اما الباقي فليسوا سوى عبيد طعامهم البصل والفول ان وجد،وعملهم بناء الاهرامات قبورا لهذا الفرعون الرب وقصورا له ولملذاته ، فأين انت ذاهب ايها البرادعي ، وان مطالبتك بتعديل هذه المادة نوع من انواع الخرف والعته والجنون وهي تحتاج من شعب مصر الى ثورة حقيقية من اجل تغيرها ، بل وان الحزب الوطني الحاكم في مصر على استعداد ان يفني مابقي من مصر وشعبها وكرامتها من اجل ابقاء هذه المادة التي هي مادة توريث شاء من شاء وابى من ابى ، وكان عليك عندما كنت رجلا مسموع الكلمة في الامم المتحدة وقريبا من شياطين السلطة والقرار في واشنطن ان تساهم في تغيير تلك المادة ليس في مصر وحدها وانما في كل الدول العربية والتي اكل التوريث فيها امتنا فضاعت وباعت وخابت ، ولامجال الان لتغيير مادة  دستورية هي اسفين وخازوق ومقتل الشعب في مصر وغيرها .

الدكتور البرادعي لم يدرك ومع خبرته انه خرج من مصر منذ ثلاث عقود ، ولكنه وامام مكانته الدولية لم يكن قريبا ابدا من الجالية العربية المغتربة والتي تعلقت باوطانها الاصلية حبا بها ولكن الحكام في تلك الاوطان لم تعتبرهم ابدا انهم من مواطني تلك البلاد الا بالمقدار الذي يطبل فيه المواطن للنظام ورجاله في مغتربه ، والمواطن المغترب من البلدان العربية لايعامل ابدا على انه مواطن حقيقي وانما يعامل على انه نصف سائح غربي مع فقدانه لكل حقوقه لدى دخوله الى البلاد العربية مهما بلغ من علم ومهما ارتفع من مناصب ، وذلك لان لعنة العروبة من الحكام العرب وانظمتهم تلاحق المغتربين اينما ذهبوا ، والرعاية الوحيدة التي يتلقاها المغترب حين يزور بلاده هي المزيد من دروس الوطنية ، في الوقت الذي من المفروض فيه ان يتعلم النظام الحاكم في البلدان العربية اصول الوطنية وحب الاوطان من الجالية المغتربة ، والا فلماذا يزور المغترب بلاده ويصرف فيها جنى عمره ، مع ان هناك الكثير من المنتجعات العالمية الافضل والاجمل والارخص والاعرص ، ولكنها عقدة الحاكم العربي والذي اعتاد دائما ان يكون المعلم ومن حوله وامامه جماعة من البهائم تهز الراس وتطيع وتسجل مايقوله معلمها وملهمها ، وهذا من ابرز اسرار تخلف اوطاننا ، وهي عقدة المعلم ، فاوطاننا ياسيد برادعي لاتحتمل ابدا ان تستمع لحكمة او نصيحة او لدرس علمي ، فالعلم يتنزل على قادتنا حفظهم الله وحيا ولا ينقصنا الا القراطيس والاقلام لجمع حكمهم واقوالهم والتقاط كلمات الوحي من افواههم لتكون للاجيال نورا يهتدى بهديها وحكما تستفيد الامم منها ، ولهذا ياسيد برادعي لقد اثبت انك قليل الخبرة في عرضك للترشح للرئاسة وهو مافهم منه في مصر على انه نوع من انواع التخريف والعبث ، خاصة وان غريمك في الترشح هو سليل العترة الطاهرة وهو عنوان تقدم مصر ، اليس هو راسم سياساتها ومنظم امورها ،فاين الثرى من الثريا واين النهر من الجدول .