البيانوني لـ "قدس برس"

البيانوني لـ "قدس برس":

الاستفتاء الرئاسي دليل على انسداد أفاق الإصلاح السياسي في سورية

لندن ـ خدمة قدس برس

حذر المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية علي صدر الدين البيانوني، من أن الاستفتاء الذي جرى في سورية، وما سبقه من إجراءات سياسية وقضائية ضد بعض رموز المعارضة، أدخل البلاد في طريق "مسدود".

ونفى المحامي علي صدر الدين البيانوني، في تصريحات خاصة لـ "قدس برس"، أن يكون موقف قوى المعارضة المناهضة للاستفتاء، "عاملا مساعدا للقوى المتربصة بسورية على النيل منها"، وقال: "على العكس تماما من هذا، فإن الذي جرى في سورية من استفتاء على شخص الرئيس بشار الأسد هو الذي يضعف النظام ويحرض أعداء سورية على النيل منها، لأنه أبرز أنه غير مستند إلى تفويض شعبي قوي، لذلك عندما تطالب المعارضة بالحريات العامة وبتعديلات دستورية يختار بموجبها السوريون بين مرشحين مختلفين للرئاسة فهذا إنما هو رغبة في تقوية الداخل لمواجهة أخطار الخارج"، حسب قوله.

وشكك المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، بموجب قانون يحكم على كل من ثبت انتماؤه لها بالإعدام، في قانونية الاستفتاء وشعبيته، وقال: "ما جرى في سورية هو عبارة عن مسرحية أصبحت ممجوجة لا شكلا ولا مضمومنا، وهي لا تعبر عن إرادة الشعب السوري، فمن حيث الشكل الذي رشح الرئيس بشار الأسد هو القيادة القطرية لحزب البعث، والشعب السوري ليس كله بعثيا، ولو افترضنا أن القيادة القطرية تشكل مليون نسمة، فأين بقية 18 مليون؟".

وأشار البيانوني، إلى أن مجلس الشعب الذي زكى ترشيح الأسد، مشكوك في شرعيته، وقال: "مجلس الشعب الذي زكى بالإجماع ترشيح القيادة القطرية لحزب البعث للرئيس بشار الأسد هو مجلس تم تعيينه تعيينا، حيث كانت المقاطعة للإنتخابات شبه تامة، ولم يشارك فيها أكثر من 5 بالمائة. يضاف إلى ذلك أن الناس كانوا يساقون إلى المشاركة في الاستفتاء سوقا، فلا معنى والحال هذه للاستفتاء على الإطلاق".

وجوابا على سؤال وجهته له "قدس برس" عما إذا كان دخول عناصر إسلامية ونشطاء معروفون مثل الدكتور محمد حبش، والدكتور عبد السلام راجح، إلى مجلس الشعب قد يساهم في إحداث إصلاحات حقيقية، قال البيانوني: "لا أبدا، فالموقف الشعبي العام كان هو المقاطعة، وإذا كان قد حصل اختراق ودخل بعض الأشخاص فلن يكون مصيرهم أفضل من مصير النائبين رياض سيف ومأمون الحمصي. ومع أننا نفترض حسن النية في هؤلاء الأشخاص فإننا لا نراهن على إمكانية إحداثهم إصلاحات حقيقية، ليس فقط لأنهم أقلية ولكن لأن دور المجلس لم يتجاوز مهمة البصم على قرارات السلطة التنفيذية"، على حد تعبيره.

وأعرب البيانوني، عن خيبة أمله في المستقبل، وحذر من أن عواقب سياسة خطيرة، وقال: "الرئيس بشار الأسد في إجراءاته الأخيرة، أثبت أن طريق الإصلاح السياسي مسدود، وهذا يؤزم الوضع أكثر ويعرض البلاد إلى أمور خطيرة"، حسب قوله.