نظام القتل والإرهاب الأسدي

د.خالد الأحمد *

1

كي لاتخدعنا الأحداث الجاريـة في لبنان ، لابد من التذكير بالتاريخ ، لأن العاقل من اتعظ بالماضي ، والهدف من دراسة التاريخ أخـذ العبـرة والعظـة للحاضـر ، وفتح الإسلام ( اليوم ) ماهي إلا ( شـعار ) من شعارات النظام الأسدي التي تعودنا عليها ، يهدف منها إلى عكـس مايقول تماماً ، أي يهدف إلى ذبـح الفلسطينيين خاصة والعـرب عامـة  :

قام النظام الأسدي منذ (8/3/1963م) على الدبابة والمدفع ، وتأكد هذا المبدأ في (23/2/1966) ، وفي (16/11/1970) عندما تخلـص حافظ الأسـد من رفاقه البعثييـن ، وانفـرد بالسـلطة ، ومن أجل الحفاظ على السـلطة ضـرب الشـعب العـربي السوري في حماة وجسر الشغور وادلب وحلب بالدبابات وراجمات الصواريخ ، وقتل السـجناء السياسيين في سـجن تدمـر ، وراح ضحيـة مجـازره أكثر من ثمانيـن ألف مواطن معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ ... ثم التفـت إلى لبنـان ليفعل فيـه كما فعل في سـوريا ...

وتمـيز النظام السـوري الأسـدي بالنهب والسـلب ، جهـاراً نهاراً علنـاً من المواطنين في سـوريا ولبنـان ، ودول الخليج العربـي ، وصـار أزلامـه من كبـار تجـار المخدرات في العالم ، ومن أثـرى أغنيـاء العالم ، وعشـرات الضباط السـوريين يملكون بـواخـر تمخـر عباب البحر الأبيض المتوسـط ، تنقـل البضائـع المهـربـة من وإلى سـوريا ولبنـان ....

اغتيال الحريري :

ومن جرائم النظام السوري الأسـدي اغتيال الرئيس رفيق الحريري ، الذي عارض تمـديـد فتـرة الرئاسـة لعميل النظام السوري إميل لحـود ، والذي كان متحفـزاً ليبحث ويحاسـب اللصوص الذين سـرقوا بنك المدينـة في بيـروت ، والذي كان لـه من الصلات الدولية والعربيـة ماتجعلـه يفكـر ويقـرر بعيـداً عن مخططات النظام السـوري ، كان يفكـر من أجل لبنـان كلـه ، لبنـان واحـة الديموقراطية الوحيدة  حتى الآن في العالم العربي ... ولكن ذلك لايتفق مع منهج النظام السوري الأسدي في السلب والنهب لذلك خطط النظام السوري الأسدي ونفـذ جريمـة اغتيـال الرئيس رفيق الحريري يرحمه الله ...أضف إلى ذلك اغتيال ( 14 ) شخصية لبنـانـية كلهم ضـد التسـلط السوري على لبنـان  ....

مسلسل الاغتيالات :

ومن تقرير منظمة رقيب الشرق الاوسط عن انتهاكات حقوق الانسان في سوريا لعام 1990م ، نقتطف مايلي :

يقول التقرير : هناك من الشواهد الأكيدة على قيام أجهزة الأمن السورية باغتيال أشخاص في البلدان الخارجية ، ففي بعض الحالات تظهر الوقائع لنا أن هذه الأجهزة نفذت حملات اغتيالات كأداة في سياسة سوريا الخارجية وجزء منها . مما دفع باترك سيل إلى القول عن ( حرب النظام السوري على الملك حسين ) ملك الأردن في الفترة بين (1983 إلى 1985 )  ما يأتي : ( نقلاً عن : سيل : اسد ، الصفحات 464 ـ465 ويبدو أن سيل بوسعه أن يكون مرجعاً موثوقاً تماماً ، كما أنه صديق حميم لنظام أسد ، لذلك لايميل إلى المبالغة في مثل هذه الموضوعات ، فيزوده بما يريد تماماً ) .

1ـ في تشرين الأول (1983) أصيب سفيرا الأردن في الهند وإيطاليا بجروح بعد هجوم بالأسلحة النارية .

2ـ وفي تشرين الثاني (1983) قتل موظف أردني وأصيب آخر بجروح بليغة في أثينا ، كما أبطا عمل ثلاث متفجرات في عمان .

3 ـ وفي كانون الأول (1983) قتل موظف بدرجة مستشار وجرح آخر في مدريد .

4 ـ وفي آذار (1984) انفجرت قنبلة خارج فندق عمان الدولي ، وفي تشرين الثاني (1984) نجا القائم بالأعمال الأردني في أثينا بأعجوبة من الموت عندما تعطل مسدس المهاجم عن العمل فجأة .

5ـ وفي كانون الأول (1984) قتل المستشار في السفارة الأردنية في بوخارست رمياً بالرصاص .

6ـ في نيسان (1985) حصل هجوم على السفارة الأردنية في روما . وهجوم آخر على طائرة أردنية في مطار آثينا .

7ـ وفي تموز (1985) هوجم مكتب الخطوط الجوية الأردنية ـ عالية ـ في مدريد بالرشاشات .

وفي نفس الشهر قتل السكرتير الأول في السفارة ألأردنية في أنقـرة رمياً بالرصاص .

8 ـ في آب (1985 ) اعتقل شخص فلسطيني في أثينا للاشتباه بـه في التخطيط لمحاولة ثانية تستهدف حياة القائم بالأعمال الأردني .

ولـم يكن اغتيال السيد رفيق الحريري ، ومن ثم ، جبران تويني ، حدثين نادرين ،قام بهما نظام الإرهاب السوري ، ولكن هذين الحدثين ، سبقهما مخطط طويل من الاغتيالات ، طالت مواطنين سوريين ولبنانيين وغيرهم ، وكل من يختلف في توجهاته السياسية عن نظام الإرهاب السوري ، ليس له إلا التصفية الجسدية ..

وليست التصفية الجسدية بـدعـة عند نظام الإرهاب السوري ، بل هي متأصلة لديهم منذ القدم ، فقد شكلوا مجموعات سموها فدائية هدفها تصفية خصومهم العقائديين والسياسيين قبل مئات السنين .

وندرج فيما يلي قائمة اقتبستها من تقرير منظمة رقيب الشرق الاوسط عن انتهاكات حقوق الانسان في سوريا لعام 1990 ، وهذه كما تعلمون منظمة عالمية ، كي لا أتهم بالطائفية ، والانحياز ، بل هذا تقرير عالمي موضوعي  ... صاغة باحثون محايدون ،لاصلة لهم بالضحايا ، ولا الارهابيين .

هذه القائمة حصل عليها إجماع تام ومطلق بأنها من صنع النظام الإرهابي السوري . ولم يذكر فيها إلا الأشخاص ذوي الأهمية الخاصة فقط ، أما المواطنون العاديون ممن قتلوا اغتيالاً في الخارج تحت ظروف مماثلة ، مات معظمهم في لبنان ، فلم تذكر أسماؤهم ..

1ـ محمد عمران (14 /3 /1972) :

أحد أفراد اللجنة العسكرية التي تشكلت بعد حل حزب البعث العربي الاشتراكي ، ومعه حافظ أسد ، وصلاح جديد ، وعبد الكريم الجندي ، وأحمد المير . شغل محمد عمران عدة مناصب بعد ثورة (8/3/1963) منها وزير الدفاع ، إلا أنه لم يكن على وفاق مع صلاح جديد ، عندما كان صلاح الرجل القوي في سوريا ، وكان حافظ أسد يتفرج على صراعهما ، وقبل النهاية وقف إلى جانب صلاح جديد ، ويقول حافظ أسد أن وقوفه مع صلاح ضد عمران كان إلهاماً ربانياً ، لأن حافظ الأسد بفي صامتاً ، يتفرج على الآخرين يصفون أنفسهم ، على مبدأ ( أكلت يوم أكل الثور الأحمر ) ...

وكان عمران على خلاف مع صلاح جديد في سياسته الماركسية المتطرفة ، وكان معارضاً لضرب مدينة حماة عام ( 1964)  ، لذلك احتجز منذ عام (1966) في سجن المزة ، ثم أفرج عنه ، فغادر إلى طرابلس في لبنان ، وكان يخطط للعودة إلى سوريا قبل أن يغتاله زعيم سوريا الأوحد حافظ الأسد في (14 /3 /1972) .

2ـ كمال جنبلاط (16 /3 /1977) : وهو أكبر شخصية درزيـة ، أصبح الناقد اللاذع للتدخل السوري في لبنان ( منذ 1976) ، وكان قائداً لتحالف اليسار مع الفلسطينيين ضمن الحركة الوطنية اللبنانية ، التي كانت معارضة لسوريا .

ومما يجدر ذكره أن سوريا دخلت بمباركة اميركية وإسرائلية كما يقول باترك سيل في كتابه الصراع على الشرق الأوسط ، وأن هنري كيسنجر أقنع إسرائيل بأن دخول الجيش السوري إلى لبنان سيحقق عدة مكاسب صهيونية ...

ولما كان كما ل جنبلاط معارضاً للدور السوري في لبنان ، اغتيل وهو في سيارته عندما كان منتجهاً من منزله إلى مدينة في الشـوف .

3 ـ صلاح الدين البيطار (21 /7 /1980 ) : وهو أحد مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي ، ورئيس الوزراء إبان سني البعث الأولى في سوريا ، ولكن حافظ أسد  وصلاح جديد تخلصا من كل القيادة التاريخية التي أسست حزب البعث ، مثل ميشيل عفلق ،واكرم الحوراني ،  ومنيف الرزاز ، وغيرهم ...

عاش صلاح الدين البيطار في المنفى في لبنان ، ثم في فرنسا منذ سنة (1966) ، حكم عليه بالموت عام (1969) ثم أعفى عنه حافظ أسد (1970) ، وكان مستقلاً في تفكيره ، وميله إلى العراق الذي يحكمه حزب البعث أيضاً ، وكان محور تحرك المعارضة السورية ، اصدر دوريته الخاصة باسم ( الإحياء العربي ) في سنة (1979) داعياً إلى ديموقراطية أرحب ، ومحذراً من مشكلة الهيمنة العلوية على النظام السوري ، لذلك أطلقت عليه النار أمام منزله في باريس .

4 ـ سليم اللوزي : ( 4 /3/1981) رئيس تحرير الجريدة اللبنانية ـ الحوادث ـ ثم غادر لبنان مع جريدته إلى لندن للبحث عن حرية أفسح وأكبر ، مماكان يحظى به لبنان تحت الاحتلال السوري ، بعد أن نشر عدة مقالات نقدية موجهة إلى نظام حافظ الأسد ، ولما عاد إلى لبنان للمشاركة في جنازة والدته اختطف  وقتل ، ورميت جثته في أرض منزوية في إحدى ضواحي بيروت ، وشوهد على جثتـه آثار التعذيب ، كما مثل بجثتـه ، وقيل أن يده اليمنى تعرضت للحرق بحامض كيميائي كإنذار للآخرين الذين قـد يكتبون نقداً للنظام السوري ...

5 ـ بـنان الطنطـاوي ( 15 /3 /1981 ) : زوجة عصام العطار ، المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين قبل عقد الثمانينات ، ومع أن الأخ عصام من أكبر المعارضين للطليعة المقاتلة التي نهجت سبيل العنف مع النظام السوري ، ومع هذا كله ، فقد أرسلت المخبرات العسكرية السورية مجموعة إلى مدينة آخن في ألمانيا لاغتيال عصام العطار ، ولما لم تجد هذه المجموعة الأخ عصام في البيت عندما وصلوا لـه ، قاموا بقتل زوجته بنـان بنت علي الطنطاوي يرحمهما الله .

6 ـ ميشيل النمري (18 /9 /1985) وهو رئيس تحرير المجلة السياسية الصادرة باللغة العربية في آثينا ، قتل في آثينا بعد نشره مقالات عن افتقار سوريا للديموقراطية ، وقد كتب في مفكرته قبل موته بيوم واحد فقط ، ( نداءات من مكتب الأسد ) مما يعني التهديد بالموت .

7 ـ لويس دي مار (4 /9 /1981)  السفير الفرنسي لدى لبنان ، قتل في بيروت انتقاماً لمحاولته ترتيب عقد اجتماع بين ياسر عرفات ووزير الخارجية الفرنسي بدون حضور ممثل سوري ، وقد صرح وزير الخارجية الفرنسي عن اعتقاده بأن السوريين هم الذين قتلوا لويس دي مار .

8 ـ ميشيل صورا (أواخر 1985) باحث وكاتب فرنسي كتب الكثير من المقالات النقدية عن النظام السوري . تعرض للاختطاف في (22/3/1985) في بيروت ، ومات في الأسـر في لبنان ، بعد ذلك ببضعة شهور .

9 ـ الشيخ صبحي الصالح ( 16 /5/1989 ) نائب رئيس المجلس الإسـلامي اللبناني الأعلى ، قتل بزعم أنه كان يعمل على تحرير لبنان من السيطرة السورية .

وهذه كلها غيض من فيض من إرهاب النظام السوري ، وهؤلاء هم الشخصيات البارزة ، أما عامة الشعب فقد قتلوا عشرات ألألوف من السوريين واللبنا نيين والفلسطينيين ..

والمطلوب من الشعب اللبناني والشعب السوري أن يتقدم إلى جهات دولية لمحاكمة رموز النظام السوري على جرائم الحرب التي ارتكبوها بحق الشعبين السوري واللبناني .

هذا غيـض من فيـض ، يذكـرنا بأن النظـام السـوري الأسـدي نظام إرهـابي ، ونظـام إجـرامي ، ولاسـلام في المنطقـة إلا بعـد الخلاص من هذا النظام المجـرم ... فهـل أدركـت دول المنطقـة ذلك !!!؟ وهل تعاونـت من أجل إسـقاط هذا النظام المجـرم ، والمعارضـة السـورية الداخلية والخارجيـة تنتـظر اليـوم الذي تـرفع الدول العربيـة غطـاءها عن النظام السـوري ، كما تسـاعد الشعب السوري في دفـع الدول العالمية المؤثـرة لـرفع غطـائها عن النظام السـوري ، وإسقاطه لتقوم مكانـه حكومـة سـورية ديموقراطية تمثـل كافة أطياف الشعب السوري ، وتعمل على نشـر السلام في سوريا ولبنان وسائر دول المنطقة ...

2

كي لاتخدعنا الأحداث الجاريـة في لبنان ، لابد من التذكير بالتاريخ ، لأن العاقل من اتعظ بالماضي ، والهدف من دراسة التاريخ أخـذ العبـرة والعظـة للحاضـر ، وفتح الإسلام ( اليوم ) ماهي إلا ( شـعار ) من شعارات النظام الأسدي التي تعودنا عليها ، يهدف منها إلى عكـس مايقول تماماً ، أي يهدف إلى ذبـح الفلسطينيين خاصة والعرب عامة  :

قام النظام الأسدي منذ (8/3/1963م) على الدبابة والمدفع ، وتأكد هذا المبدأ في (23/2/1966) ، وفي (16/11/1970) عندما تخلـص حافظ الأسـد من رفاقه البعثييـن ، وانفـرد بالسـلطة ، ومن أجل الحفاظ على السـلطة ضـرب الشـعب العـربي السوري في حماة وجسر الشغور وادلب وحلب بالدبابات وراجمات الصواريخ ، وقتل السـجناء السياسيين في سـجن تدمـر ، وراح ضحيـة مجـازره أكثر من ثمانيـن ألف مواطن معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ ... ثم التفـت إلى لبنـان ليفعل فيـه كما فعل في سـوريا ...

وتمـيز النظام السـوري الأسـدي بالنهب والسـلب ، جهـاراً نهاراً علنـاً من المواطنين في سـوريا ولبنـان ، ودول الخليج العربـي ، وصـار أزلامـه من كبـار تجـار المخدرات في العالم ، ومن أثـرى أغنيـاء العالم ، وعشـرات الضباط السـوريين يملكون بـواخـر تمخـر عباب البحر الأبيض المتوسـط ، تنقـل البضائـع المهـربـة من وإلى سـوريا ولبنـان ....

الحرب السادسـة على لبنـان :

هذه الحـرب تبين أنها مبرمجـة لـهدف أو أهداف منذ مـدة ، وليست بسبب عملية ( الوعد الصادق ) أو ( أسر الجنديين الصهيونيين ) ... وبالتأكيد للعصابات الصهيونية أهدافها ، ولحزب الله أهدافه ، ولإيران أهدافها كذلك ، ولسوريا أهدافها أيضاً ... وقد تلتقي بعض الأهداف مع بعضها ...

أهداف النظام السـوري :

ثبت أن ( اللواء آصف شوكت ) مدير المخابرات العسكرية السورية كان على دراية بعملية ( الوعد الصادق ) مسبقاً ... وهذا يؤكد مشاركة النظام السوري في أهداف هذه الحرب التي دمرت لبنان ...

كما يؤكد ذلك ماقاله بشار الأسد للرئيس الحريري : سوف أقلب وأهدم لبنان كله فوق رأسك ...واستشف بعضهم اسم ( الوعد الصادق ) من هذا التهديد ...

وهذه قراءة في الأحداث نحاول من خلالها معرفة بعض أهداف سوريا :

1-       طمس جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ، بعد أن وصلت لجنة التحقيق إلى نقاط تؤكد ضلوع النظام السوري فيها ، بل ضلوع كبار شخصيات النظام الأسدي بمافيه بشار الأسد بالذات ...ويدل على ذلك محاولة بقايا أزلام النظام السوري إطلاق سراح الضباط اللبنانيين الأربعة الموقوفين على ذمـة التحقيق في القضية ...

وكذلك ترحيل رئيس لجنة التحقيق أوراق وملفات القضية إلى قبرص ، بعد أن شـم رائحة نوايا النظام السوري ....

2-       الإدعاء بأن الجيش السوري كان في لبنان لحماية الشعب اللبناني من الصهاينة ، وهو إدعاء غبي جداً ، ويوجد ألف دليل على بطلانه ، وقد فصلت ذلك في مقالتي وقفة مع الدكتور حبش ... فقد قال حبش : لوكانت القوات السورية موجودة في لبنان لما حصل هذا كله ... وهذا يعني طلب سوريا عودة جيشها وأجهزتها الأمنية وكبار لصوصها إلى لبنان لينهبوا مافيه من بنوك كما نهبوا بنك المدينـة ...

3-       أهم من ذلك كلـه لفت انتبـاه الإدارة الأمريكية إلى ضرورة إشراك النظام السوري في الأمن الإقليمي في المنطقة ...وبذلك يحافظ النظام السوري على كرسي الحكم ، بعد أن يحوز رضـا الإدارة الأمريكية عنـه ... وهذا هو الهدف الاستراتيجي  عند النظام السوري ، وهو مقدم على أي هدف وطني أو  قومي أو إسلامي أو إنساني ... ويتضح هذا من أقوال السفير السوري في واشنطن الدكتور عماد مصطفى ، حيث قال لصحيفة ( يديعوت أحرنوت ) مانشرته صحيفة الحياة اللندنية في (5/8/2006) : ( إن حزب الله هو حليفنا وصديقنا ، وإذا أراد أحد أمراً مـا منـه فعليه أن يأتينا بطلب منطقي أو باقتراح .....لتحقيق سلام حقيقي في الشرق الأوسط ) .

ويؤكد السفير السـوري الذي وصفته الصحفية الصهيونية ( أورلي ازولاي ) من صحيفة ( يديعوت أحرنوت ) بأنه أمين سـر الرئيس السوري بشار الأسد بأن نظام دمشق يطمح إلى السلام قال : ( إن سوريا تعترف بحق إسرائيل في الوجود والعيش بأمان ، وقد دعوناها ثلاث مرات في السنوات الأخيرة لمفاوضات سلمية ولم نتلق أي رد ) ..

ويتابع السفير السوري فيقول ( منذ بدء الحرب على لبنان لم تتلق دمشق أي رسالة من واشنطن ، كما أن الإدارة الأميركية تقاطعه منذ عام ونصف ) ..

-    السبب الأهم هو تحالف النظام السوري مع إيـران :

 إيـران التي تعمل على تصدير الثورة الخمينيـة منذ عام (1980) وبدأت حربها على العراق من أجل تصدير الثورة ، ووقف العراق البطل في وجـه تصدير الثورة الايرانية الصفوية ، ووقفت المملكة ودول الخليج تدعـم العراق بأموالها ومواقفها السياسية الدولية ، حتى تمكن العراق بعد حرب دامت ثمان سنوات ، تمكن من إفشال مخطط تصدير الثورة الخمينيـة ...

وامتلأ ت صدور الإيرانيين ألمـاً وحقداً على العراق والمملكة ودول الخليج ، أما العراق فقد وقفت إيران مع الصهيوينة الأمريكية للقضاء عليه ، وتمزيقـه كما ترون هذه الأيام ... وأما المملكة ودول الخليج فقد سـعت إيران لتصدير الثورة الخمينية مرة أخرى بواسطة الهلال الشيعي الممتد من إيران وحتى لبنان مروراً بالعراق وسوريا ، وذلك لتطويق المملكة ودول الخليج ، وزرع الفتـن والفوضى والموت والدمار فيها كما يفعل في العراق ـ لاسمح الله ـ وقد وقف النظام السوري شريكاً أساسياً في هذا الهلال الشيعي ، وليست الحرب السادسة إلا عملية تهدف إلى تمتيـن الهلال الشيعي بعد سيطرتـه على لبنـان ...

النظـام السـوري يهـرب أسـلحة إلى الأردن :

صرحت مصادر سياسية موثوقـة لموقع سوريا الحـرة   أن المخابرات السورية نسقت مع عناصر من "حزب الله" الشيعي اللبناني وحركة "الجهاد الاسلامي" في فلسطين عملية تهريب كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر الى الاردن بتمويل واشراف مباشرين من الحرس الثوري الايراني, على الرغم من الاجراءات المشددة التي تتخذها القوات الاردنية لمواجهة عمليات من هذا النوع بعد اكتشاف محاولات مماثلة قامت بها حركة "المقاومة الاسلامية في فلسطين" (حماس) في شهر أبريل (2006) الماضي .

وكشفت المصادر أن عملية التهريب تمت الاسبوع الماضي وتحديداً يوم السبت الموافق 23 سبتمبر وشارك فيها عدد من عناصر المخابرات العسكرية السورية من خلال عملية تمويه ولفت نظر الجيش الاردني عن طريق اطلاق النار باتجاه الاراضي الاردنية في منطقة بعيدة عن منطقة التهريب بغية شد انتباه الاردنيين إلى تلك المنطقة واتاحة الفرصة لاتمام عملية التهريب مجهولة الاهداف حتى الآن.

وأكدت المصادر ذاتها أن الترتيب لهذه العملية التي اتسمت بالسرية الشديدة تم بين رئيس الاستخبارات العسكرية السورية اللواء آصـف شـوكت والمسـؤول في "حزب الله" طلال حميـة والمسؤول في حركة "الجهاد الاسلامي" زيـاد نـخالة وباشراف مباشر من قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال رحيم صفـوي الذي مول جميع نفقات هذه العملية.

هذا غيـض من فيـض ، يذكـرنا بأن النظـام السـوري الأسـدي نظام إرهـابي ، ونظـام إجـرامي ، ولاسـلام في المنطقـة إلا بعـد الخلاص من هذا النظام المجـرم ... فهـل أدركـت دول المنطقـة ذلك !!!؟ وهل تعاونـت من أجل إسـقاط هذا النظام المجـرم ، والمعارضـة السـورية الداخلية والخارجيـة تنتـظر اليـوم الذي تـرفع الدول العربيـة غطـاءها عن النظام السـوري ، كما تسـاعد الشعب السوري في دفـع الدول العالمية المؤثـرة لـرفع غطـائها عن النظام السـوري ، وإسقاطه لتقوم مكانـه حكومـة سـورية ديموقراطية تمثـل كافة أطياف الشعب السوري ، وتعمل على نشـر السلام في سوريا ولبنان وسائر دول المنطقة ...

3

كي لاتخدعنا الأحداث الجاريـة في لبنان ، لابد من التذكير بالتاريخ ، لأن العاقل من اتعظ بالماضي ، والهدف من دراسة التاريخ أخـذ العبـرة والعظـة للحاضـر ، وفتح الإسلام ( اليوم ) ماهي إلا ( شـعار ) من شعارات النظام الأسدي التي تعودنا عليها ، يهدف منها إلى عكـس مايقول تماماً ، أي يهدف إلى ذبـح الفلسطينيين خاصة والعرب عامة  :

كثـر الحديث في وسـائل الإعلام ، وخاصة مواقع الانترنت ، والصحف ، عن تصدير النظام السوري للإرهاب ، وخاصة في لبنان والعراق ، فالأسـد يريـد إغـراق لبنـان بفتنـة طائفيـة ، تقضي على الأخضر واليابس ، وعلى البنيـة التحتيـة والفوقيـة ، المهم أن ينجـو الأسـد عندما يشغل لبنان عن تشكيل المحمكة الدولية ... وهذه عدة لقطات إخباريـة عن إرهـاب النظام السـوري الأسـدي :

1- أكــد الرائد محمد زهيرالصديق  ضابط المخابرات السورية في لبنان سابقاً لـصحيفة "السياسة"  الكويتية أن فكرة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولدت لدى القيادة السورية بعدما أيقنت أن الحريري اكتشف مبكراً الاهداف والغايات من الاصرار على التمديد للرئيس اللبناني أميل لحود لولاية جديدة رغم الضغوط اللبنانية والاقليمية والدولية على دمشق للتخلي عن لحود مشيراً إلى أن غاية الرئيس السوري بشار الأسـد من وراء التمديد كانت تنفيذ مخطط يقضي بتحويل لبنان الى "معسـكر تدريب ارهابي" لإعـداد مجموعات انتحارية من تنظيم "القاعدة" وحركتي المقاومة الاسـلامية في فلسطين "حمـاس" و"الجهاد الاسلامي" بهدف ضرب الاستقرار الامني في المملكة العربية السـعودية ومصر والاردن بالاضافة الى العراق والاراضي الفلسطينية وكل من يعارض سـياسة سورية ودولة عربية أخرى (رفض الافصاح عن اسمها) [ وظني أنها إيـران وليست عربية ] ، على أن يقوم بتدريب هذه المجموعـات الانتحارية ضباط لبنانيون وسوريون وإيرانيون (الحرس الثوري).
واستطرد الصديق قائلاً "بالفعل تم اختيار أماكن معسكرات التدريب والتطويع على الأراضي اللبنانية فيما تولت المخابرات السورية دراسة سبل نقل الانتحاريين إلى الدول المستهدفة وتأمين أماكن تمركزها لتكون خلايا ارهابية نائمة بانتظار أوامر التحرك من دمشق".

وأوضح الشاهد الملك أن الرئيس الحريري أبلغ عدداً من الزعماء العرب والغربيين بتفاصيل المخطط السوري الخطير الذي يتم الإعداد له وأن التمديد للحود سيكون الغطاء .  لكن بعض الأشخاص "المفروضين" على الرئيـس الحـريري ومنهم النائب السابق ناصر قنديـل وأحد نواب "تيار المستقبل" الســابقين الدكتور باسـم يـموت "سـارعوا إلى إبلاغ رئيس جهاز الامن والاستطلاع ¯ المخابرات ¯ في القوات السوريـة في لبنان سابقاً العميد رسم غزالي بتحذير الحريري أصدقاءه من القادة العرب والأجانب من المؤامرة السورية التي تحاك ضد المنطقة".
ونقل العميد رستم غزالي هذه المعلومات بصورة عاجلة إلى الأسـد الذي عقد اجتماعاً استثنائياً لقادته الأمنيين فاقترحـوا عليه اسـتدعاء الرئيس الحريري إلى دمشق" وتهديده وهو ما حصل فعلاً وفق شهادة الشهود وأبرزهم نائب الرئيس السوري المنشق عبد الحليم خدام.

[ تعليق هام : أرى أن المحرك الأصلي هو النظـام الإيـراني الذي أراد من بشار أن يشكل هذه المجموعات لضرب أماكن في السعودية والأردن ومصر ، من الدول العربية التي وقفت سـداً منيعاً أمام تصدير الثورة الخمينية في الثمانينات ، ومازالت تشكل حاجزاً دون تصدير التشـيع للعالم العربي ] ...

2- النظام الأسدي سبب في الحرب الأخيرة على لبنان :

    يقول وليـم هاريس، أستاذ الدراسات السياسية في جامعة أوتاغو - نيوزيلاند: «أولوية سورية الأهم هي الإفلات من وزر الاغتيال بأي طريقة». ويضيف هاريس: «من المهم جداً بالتأكيد، النظر لحرب حزب الله مع إسرائيل من هذا المنظار. نصرالله لم يكن يحارب في سبيل البرنامج النووي الإيراني إنما في سبيل دفع التحقيق في اغتيال الحريري ليصبح الأخير على جدول الأعمال الدولية». ويقول هاريس: «من المنظور الإيراني، لعل استعمال حزب الله للأسلحة كان سابقاً لأوانه فالمسألة النووية أمامها فترة زمنية أطول بحيث أن هذه الأشهر القليلة ليست حاسمة، غير أنها أشهر حاسمة بالنسبة لمصير سورية».

3- النظام السـوري يـورط المسلمين السـنة :

  كشفت مصادر إسلامية عربية واسعة الاطلاع عن استراتيجية جديدة وضعها النظام السوري، تستهدف الإبقاء عليه ضمن مواصفات يضعها لنفسه، تجاه المجتمع الدولي، وأهمها أنه عنصر الضبط الأساس لموجات العنف في المنطقة، وأن أي محاولة لإسقاطه سـتعني تلقائيـاً فتح أبواب الجحيم على الدول المـجاورة وعلى المصالح الأميركية والأوروبية في العالم العربي .

وعلى الرغم من ما تحمله هذه الرسائل من اعترافات ضمنية بالمسؤولية عن الكثير من عمليات العنف، كما كان الحال في لبنان، بعيد موجة التفجيرات عندما وضع النظام السوري شرط إسـكات الإعـلام اللبناني مقابل وقف التفجيرات.. إلا أن مواقع القـرار في دمشـق لا تزال تعتبر أن أسـلوب المقايضات لا يزال مجدياً.

وفي هذا السياق، فإن الاستراتيجية الجديدة تقوم على قاعدة "إغراق المسلمين السنة في مغاطس الإرهاب"، خصوصاً في سوريا ولبنان وبدرجة تالية في العراق، وذلك لتوجيه رسالة واضحة، مفادها أن السنة لا يصلحون للحكم وأن النظام القائم في سوريا، هو النموذج الصالح للمنطقـة، محاولاً الضرب على الأوتـار الحساسة لمجموعة المسيحيين "الجدد" المهيمنة في واشنطن الداعية إلى تفتيت المنطقة وإلى تظهير الحالات الطائفية والمذهبية والعرقية لتأخذ دورها في صراعات قد لا يكون العراق نموذجها الوحيد.

عناصر الحملة الأمنية :

ولإتمام خطة توريط المسلمين السنة في الإرهاب، وضع النظام السوري جملة خطوات، بعضها وجد طريقه للتنفيذ وبعضها الآخر في الطريق، وأبرزها:

أ ـ تفجـير التنـاقضـات داخـل ســوريـا:

ـ المحور الأول: تأزيم الوضع الداخلي في سوريا، وتحضيره كمسرح لمواجهات محتملة حول قضايا حساسة يتولى النظام السوري إثارتها، مثل ملف التعليم الديني، والتغلغل الإيراني ومحاولة فرضه على مناطق إسلامية، مثل دمشق والرقة وغيرها.. بالتوازي مع إفساح المجال لنشوء حالات متطرفة، تحت وطأة خطاب تحريضي، يسـتغل الجهاد والمقاومـة، والممارسات الصهيونية والأميركية تجاه قضايا المسلمين، لشحن النفوس وتحويل بعض الشباب إلى قنابل بشرية متنقلة.. كما كان الحال لدى محاولة مجموعة مسلحة مهاجمة التلفزيون السوري، والمواجهات التي جرت في محيط السفارة الأميركية مؤخراً..

وهنا يبرز الدور المثير للاستفهام والتعجب للدكتور محمود قول أغاسي (أبو القعقاع) الذي يقوم به في خطبه النارية الملتهبة، ودعوته للحفاظ على النظام و"مواقفه المشرفة".
فتـح الحـدود أمـام "القـاعـدة":

ـ المحور الثالث: دفع عناصر لتعمل باسم تنظيم "القاعدة" في لبنان [ وهي قاعدة من تصنيع سوريا ]، مسـتغلـة بعض الثغرات الأمنية، ومستعملاً تقاطعات عمل "أبو القعقاع" على إقامتها خلال تدفق المئات من اللبنانيين إلى الأراضي السورية محاولين الوصول إلى العراق، منذ بدء الغزو الأميركي وحتى أشهر قليلة..

وقد وضعت الأوساط الإسلامية مواقف النائب وليد جنبلاط الأخيرة، التي تحدث فيها عن تواطؤ النظام السوري في أعمال العنف داخل العراق، عبر مجموعات تعبر الحدود السورية وتعيث قتلاً بين السنّة والشيعة والأكراد والمسيحيين.. كما وضعت هذه الأوساط كلام جنبلاط عن الربط بين وعد الرئيس الأسد ووليد المعلم بتحويل لبنان الى عراق ثان وبين استقبالاته في الشام لبعض الرموز التي تسمى بالرموز الأصولية، وإيراده معلومات وصلته بأن هناك مالاً وسلاحاً أعطي لهؤلاء لافتعال مشاكل في الشارع السني في مواجهة 14 آذار ومواجهة سعد الحريري، كما تحدث جنبلاط عن دخول أعداد كبيرة من الجنود السوريين إلى لبنان بصفة عمال، في تجسـيد لمشكلة الحدود والصراع على ضبطها وضبط الأجهزة المعنية بها..

هذه لقطات من وكالات الأنبـاء تؤكـد أن النظام الأسـدي نظام إرهـابي ، قام على الدبابـة والمدفع منذ يومـه الأول ، وذبـح من شـعبه السوري عشرات الألوف ، وذبح من اللبنانيين والفلسطينيين أضعاف ماذبحـه الصهاينـة ...ويسـتعد لـزرع الذبـح والقتـل في السعودية ومصر والأردن تنفيـذاً لأوامر النظام الإيراني الصفوي الحاقد على العرب والمسلمين ....

فهـل أيقـن الأخـوة العرب ذلك !!؟ وهل اتحـدوا مع المعارضة السـورية للخلاص من هذا الكابوس الجاثم على صـدر المنطقـة كلها ....

وإن غـداً لناظـره قريب  ....

4

كي لاتخدعنا الأحداث الجاريـة في لبنان ، لابد من التذكير بالتاريخ ، لأن العاقل من اتعظ بالماضي ، والهدف من دراسة التاريخ أخـذ العبـرة والعظـة للحاضـر ، وفتح الإسلام ( اليوم ) ماهي إلا ( شـعار ) من شعارات النظام الأسدي التي تعودنا عليها ، يهدف منها إلى عكـس مايقول تماماً ، أي يهدف إلى ذبـح الفلسطينيين خاصة والعـرب عـامـة  :

كثـر الحديث في وسـائل الإعلام ، وخاصة مواقع الانترنت ، والصحف ، عن تصدير النظام السوري للإرهاب ، وخاصة في لبنان والعراق ، فالأسـد يريـد إغـراق لبنـان بفتنـة طائفيـة ، تقضي على الأخضر واليابس ، وعلى البنيـة التحتيـة والفوقيـة ، المهم أن ينجـو الأسـد عندما يشغل لبنان عن تشكيل المحمكة الدولية ... وهذه عدة لقطات إخباريـة عن إرهـاب النظام السـوري الأسـدي :

 1-   كان العميد رستم غزالة مسؤولاً في قسم الاستطلاع أي المخابرات السورية في عنجر والتي نفّذت كل عمليات الاغتيال والنهب والسلب في لبنان والتحكم في سياستة الداخلية والخارجية من رئاسة الجمهورية إلى اغتيال الشهيد رفيق الحريري إلى بنك المدينة لغسل الأموال وتمويل عمليات الإغتيال, وبعد رجوع رستم غزالة إلى سورية وقع في حيرة لأن عمله مع جهـازه مصصم أسـاسـا ً على القتل والإعتقال والسمسرة والبيع والشراء وفي سورية وفرة من هذه الأجهزة اللعينة.

ويقال أنه أقنع بشار أسد بإبقاء هذه القوات بعهدته وتحويل اسمها إلى جهاز مكافحة الإرهاب الذي استلم رئاسته وبهذا الشكل يكون قد ضرب أكثر من عصفور في طلقة واحدة على حد ظنه...

الأول هو ربط الرئيس بشار في دائرة الإرهاب من خلاله وإغراقه فيها, والثاني ضمان وجوده الفاعل بين رؤساء أجهزة القمع في سورية, والثالث بقاء شكل العلاقة مع الوضع اللبناني الداخلي بنفس مستواها التخريبي السابق لضمان التدخل في الشأن اللبناني وتجييره لمصلحة علاقاته الدولية وخاصة ًمع إيران وإسرائيل وأمريكا.

وجهاز مكافحة الإرهاب هذا لابد له من إثبات وجوده على الخريطة الإرهابية التي تعيشها المنطقة, وفي جلسات مطولة مع الرئيس بشار تم وضع فلسفة خطط العمليات العبقرية وشـكل تنفيذهـا ووقتها وطريقة إخراجها وتحديد مكانها وضحاياها, وأعطى صلاحية مطلقة بتنفيذها على أن تكون متناغمة مع شدة الأزمات التي يمر بها الرئيس وبشكل خاص مسـيرة التحقيق في عملية اغتيال الشهيد رفيق الحريري والآخرين ووصولها إلى الأدلة الثابتة بالمخططين والمنفذين والتي تبدأ من بشار أسد وتتسلسل إلى كافة المشتركين فيها, والواضح أن لجنة التحقيق الدولية وضعت يديها على كافة المراحل وكافة المشتركين وهذا يعرفه بشار الأسد وهو سبب وكعته الصحية الأخيرة, والمحكمـة في طور التأسيس لمحاكمة المجرمين وعلى رأسهم بشار الأسد نفسه.

ميدانيا ً بدأ جهاز مكافحة الإرهاب برئاسة رستم غزالة ممارسة عمله وفبرك العديد من العمليات الإرهابية وحصر عمله في الدائرة التي يتحكم فيها في سورية ولبنان ليرسل من خلالها الرسائل الغبية إلى كل الأطراف غير المهتمة والعارفة بالطبخة والطباخ ومحترفي القتل والأفخاخ, فمن ريف دمشق إلى حلب إلى قاسيون إلى ريف حماة إلى إدلب إلى الحدود اللبنانية إلى العملية الأخيرة في المالكي بدمشق تتلخص عبقرية الرئيس بشار الأسد وأجهزته التي تدفع بعض المغفلين أو المجبرين وتنفق الملايين من ثروة البلاد على إثبات وجود الإرهاب في سورية وأن جند الشام قد بدأت عملها الجهادي وهي في طريقها إلى توسيعه خارج سورية.

وذكر الكثير من خبراء الإرهاب والعمليات التفجيرية أن كل العمليات تتم في نسق واحد وبميكانيكية واحدة يغلب عليها الطابع الروسي القديم الذي تخرج منه كل ضباط المخابرات السورية, والمشترك في كل العمليات هو تنفيذها في أماكن معزولة باستثناء الأخيرة التي حدثت في قلب دمشق وهذا له دلالاته السياسية والإرهابية الواضحة حتى على العميان, ويقول الخبراء (باستثناء خبير النظام السيد أيمن عبد النور الذي كان مكلفا ً بالتواجد هناك لتقديم التحليلات المحلولة للصحفيين) بأن تحليل الصور وهي الشيء الوحيد الذي عرضه الإعلام السوري ولم يعرض من مصدر مستقل, بأنه رغم الصعوبات الفنية الكبيرة في عملية إختراق الدوائر الأمنية المتعددة التي تحيط المنطقة وأن السيارتين وكما عرضتهما الصور هو انفجار من النوع البسيط وأقرب إلى عملية إشعال السيارتين من قبل فاعل وأن الرماد الذي شوهد في الصور تحت وبقرب السيارتين هو ناتج عن كمية كبيرة من المحروقات وضعت فيهما.

اكتسبت زيارة يكن ولقاؤه الأسد دلالة بالغة لاعتباريْن:

 [ لابد من التنويـه بأن فتحي يكـن لايمثل الجماعة الاسلامية في لبنان ]

• الاول يتمثل في أن الزيـارة تأتي بعد غياب «شحّ» اللقاءات اللبنانية للرئيس السوري.

• والثاني مردّه الى التصريحات التي كان أدلى بها فتحـي يكن يوم إطلاقه «جبهة العمل الاسلامي في لبنان» في الثاني من اغسطس الماضي وتأكيده «المنحى الجهادي» للجبهة.

وقال يكن يومها تعليقاً على تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلّم عن احتمال مجيء تنظيم «القاعدة» الى لبنان في حال تطوّرت الحرب: «أعـلن تنظيم القاعـدة الاسبوع الماضي مواقف سياسية وجهادية متقدّمة، وأكد الدكتور أيمن الظواهـري (الرجل الثاني في القاعدة مشاركة القاعدة في المعركة في لبنان وفلسطين، ونحن نأمل ألا يبقى هذا الكلام نظرياً، ونعوّل على العمل الميداني الذي قد يقوم به تنظيم القاعدة في المنطقة كلها وليس في لبنان، وننتظر حصول عملية كبرى كعملية تفجير مركز التجارة العالمي».

 الأسـد يصدر الإرهاب إلى الأردن :

  صرحت مصادر موثوقة أن المخابرات السورية نسقت مع عناصر من "حزب الله" الشيعي اللبناني وحركة "الجهاد الاسلامي" في فلسطين عملية تهريب كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر الى الاردن بتمويل واشراف مباشرين من الحرس الثوري الايراني, على الرغم من الاجراءات المشددة التي تتخذها القوات الاردنية لمواجهة عمليات من هذا النوع بعد اكتشاف محاولات مماثلة قامت بها حركة "المقاومة الاسلامية في فلسطين" (حماس) في شهر ابريل الماضي.

وكشفت المصادر أن عملية التهريب تمت الاسبوع الماضي وتحديداً يوم السبت الموافق 23 سبتمبر وشـارك فيها عدد من عناصر المخابرات العسكرية السورية من خلال عملية تمويه ولفت نظر الجيش الاردني عن طريق اطلاق النار باتجاه الاراضي الاردنية في منطقة بعيدة عن منطقة التهريب بغية شد انتباه الاردنيين الى تلك المنطقة واتاحة الفرصة لاتمام عملية التهريب مجهولة الاهداف حتى الآن.

وأكدت المصادر ذاتها أن الترتيب لهذه العملية التي اتسمت بالسرية الشديدة تم بين رئيس الاستخبارات العسكرية السورية اللواء آصف شوكت والمسؤول في "حزب الله" طلال حمية والمسؤول في حركة "الجهاد الاسلامي" زياد نخالة وباشراف مباشر من قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال رحيم صفوي الذي مول جميع نفقات هذه العملية.

 هذه لقطات من وكالات الأنبـاء تؤكـد أن النظام الأسـدي نظام إرهـابي ، قام على الدبابـة والمدفع منذ يومـه الأول ، وذبـح من شـعبه السوري عشرات الألوف ، وذبح من اللبنانيين والفلسطينيين أضعاف ماذبحـه الصهاينـة ...ويسـتعد لـزرع الذبـح والقتـل في السعودية ومصر والأردن تنفيـذاً لأوامر النظام الإيراني الصفوي الحاقد على العرب والمسلمين ....

 فهـل أيقـن الأخـوة العرب ذلك !!؟ وهل اتحـدوا مع المعارضة السـورية للخلاص من هذا الكابوس الجاثم على صـدر المنطقـة كلها ....

 وإن غـداً لناظـره قريب  ....

              

    * كاتب سوري في المنفى باحث في التربية السياسية