قالوا عن فتح الإسلام

د.خالد الأحمد *

تركزت الأضواء بشـدة حول ظاهرة فتح الإسـلام ، عدة مئات من الشباب المسلم المسلح والمدرب والمعبأ للقتال ، يتمركزون في مخيم نهـر البـارد ...شدوا أنظار وسائل الإعلام العالمية بقـوة ... وقمت بقراءات صحفية لهذه الظاهرة ألخصها للقـراء فيما يلي :

  قالت صحيفة الحياة ماخلاصته : انتهت  المشاورات الى التفاهم على تشكيل لواء فلسطيني من الفصائل الرئيسة في ساحة لبنان . وقد أوفدت فصائل منظمة التحرير مصطفى خليل «أبو طعان» القائد السابق للكفاح المسلح الفلسطيني في لبنان، الى المخيم وطلبت منه التعاون مع القوى الفلسطينية لتطويق ظاهرة «فتح الإسلام» .وانصرف «أبو طعان» الى ترتيب لقاءات مع الشباب الفلسطيني في المخيم وأخذ يؤم المصلين في المساجد ويدعوهم الى الاعتدال ونبذ التطرف وعدم الإساءة الى العلاقات اللبنانية الفلسطينية.

1- لكن «أبو طعان» اصطدم في مهمته الإرشادية والتبشيرية في المخيم بعوائق حالت دون نجاحه في فرض حصار سياسي وإسلامي على «فتح الإسلام» ...

2- ومن أبرز العوائق التي اصطدم بها «أبو طعان» هي ان «فتح الإسلام» ليس تنظيماً فلسطينياً بل خليط يجمع بين فلسطينيين وآخرين من جنسيات عربية متعددة .

 كما انه اصطدم بالمال المتوافر لدى «فتح الإسلام» الذي أتاح لهذا التنظيم استغلال تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية لسكان المخيم عبر توزيع مساعدات مالية وعبر اعتماد سياسة التزاوج من فتيات المخيم.

وقدِّرت المصادر الفلسطينية عدد الذين ينتمون الآن الى «فتح الإسلام» بأكثر من 500 عنصر عازياً سبب ارتفاع عددهم الى المصاهرة والى تدفق اعداد المتسللين من الحدود السورية الى داخل الأراضي اللبنانية.

وأوضحت المصادر ان عدد الفلسطينيين في «فتح الإسلام» يبقى في حدود الثلاثين في المئة وان البقية من المتسللين والقيادة الفعلية منوطة بضابط سوري ملقب بـ «بو مدين» وأن شاكر العبسي وهو أردني – فلسطيني ونصّب زعيماً للتنظيم، يتلقى أوامر من الاول، الذي يساعده سوري آخر ملقب بـ «أبو ليث» تزوج أخيراً من ابنة العبسي.

ولفتت المصادر الى ان الشق العسكري في «فتح الإسلام» يقوده سوري ثالث يعرف باسم «أبو مزين» وتردد انه العقل المدبر لجريمة عين علق وقيل أنه قتل في شارع المئتين في طرابلس في الاشتباكات التي دارت أمس.

3- وتقول صحيفة السياسية الكويتيـة ماخلاصته : كشفت المصادر ان ضابط المخابرات السوري العميد منير جلعود الذي زار شمال لبنان أخيراً واجتمع فعلاً مع قادة الحزب القومي السوري في منزل النائب والوزير السابق سليمان فرنجية في منطقة زغرتا شمال لبنان بعدما تم التخطيط لهذه الاحداث الارهابية.

   وأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعطى موافقته على تدخل حركة فتح في لبنان لحسم المعركة مع ارهابيي فتح الاسلام بدلاً من الجيش اللبناني .

وإن امين سر حركة فتح في لبنان اللواء سلطان ابوالعينين باشر- بالفعل- في تنفيذ اوامر عباس, حيث عمد الى نقل نحو 300 مسلح من مخيمي الرشيدية وعين الحلوة في جنوب لبنان الى مخيم البداوي شمالاً مساء امس بمساعدة الاجهزة الامنية اللبنانية, مشيراً الى ان المسلحين على أهبة الاستعداد لاقتحام المخيم بعد التأكد من مغادرة القسم الاكبر من لاجئيه.

وتقول السياسة أيضاً :

كشفت مصادر موثوقة لـ»السياسة« امس عن ان زعيم عصابة »فتح الاسلام« الارهابية المدعو شاكر العبسي طلب من المخابرات السورية معونات لوجستية عاجلة لعناصره المحاصرين داخل مخيم نهر البارد في شمال لبنان، مشيرة الى ان ضباطا قياديين في المخابرات السورية طلبوا من قائد سلاح البحرية تجهيز قوارب مموهة وتحميلها أسلحة وذخائر ومتفجرات تناسب حرب شوارع والاستعانة بالضفادع البشرية التابعين للقوات البحرية في نقل هذه الاسلحة الى المخيم وذلك بعد اقفال الحدود البرية الشمالية للبنان.

واكدت المصادر ذاتها ان سورية طلبت من العبسي التراجع فورا عن مسؤولية »فتح الاسلام« عن تفجيري الاشرفية وفردان في بيروت لما في ذلك من اساءة لدمشق وللجماعة ولحلفاء سورية في لبنان.

وكانت عصابة »فتح الاسلام« تراجعت بالفعل عن تبنيها مسؤولية الاعتداءين، وزعمت ان البيان الصادر باسمها مدسوس وغير صحيح.

الى ذلك علمت »السياسة« ان وحدة من الجيش اللبناني تمكنت مساء امس من إلقاء القبض على 12 شخصا من التابعية العراقية والسودانية بعيد وصولهم الى مفترق جب جنين - كفريا - جبل الباروك ناحية البقاع الغربي.

وقال مصدر امني رفيع المستوى ان المجموعة المتسللة لم يكن افرادها يحملون اي اوراق ثبوتية.  واشار الى تسهيلات قدمت لهؤلاء من عناصر استخبارية سورية مكنتهم من اجتياز الحدود السورية الى داخل الاراضي اللبنانية، معتبرا ان توقيت دخول هذه المجموعة مريب جداً في هذه الفترة التي تشن فيها عصابة »فتح الاسلام« هجمات ارهابية ضد الجيش اللبناني.

الجدير ذكره ان هذه الشبكة التي ألقي القبض عليها هي الثانية خلال الساعات الماضية، اذ تمكنت قوة من الجيش اللبناني من توقيف خمسة متسللين عراقيين عبر الممر ذاته اول من امس.

 3- وتقول صحيفة المستقبل اللبنانية ماخلاصته :  للنظام السوري باعٌ طويل في الإرهاب. بيدَ انّه أراد تغليفه سياسياً. كيف؟.

في الثمانينات من القرن الماضي، وبعدَ "الخروج الكبير" لقوات "الثورة الفلسطينية" من لبنان في أعقاب الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982 الذي وصل الى العاصمة بيروت، اعتبر النظام السوريّ آنذاك انّ فرصته "التاريخيّة" للانتقام من الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة المستقلّة بزعامة مؤسّس "حركة فتح" الرئيس الراحل ياسر عرفات، قد حانَت. نظّمت المخابرات السوريّة انشقاقاً في "فتح" صار يُعرف في وقت لاحق تحت عنوان "فتح الإنتفاضة". واخضعت المخيّمات الفلسطينيّة في البقاع، وأدارت حرباً حاقدة اشتركت فيها "فتح الانتفاضة" و"القيادة العامّة" (أحمد جبريل) ضد مخيّمَي البارد والبدّاوي.. وضدّ الحاضنة طرابلس، لاقتلاع "فتح" ومنظمة التحرير من هذه المنطقة.

صارت مخيّمات منطقَتَي البقاع والشمال تحتَ النفوذ المخابراتيّ السوريّ منذ العام 1983. وأُخضعت مخيّمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة لحصار دامَ يومَها نحوَ ثلاثة أعوام، بعدَ أن أُغرقت هذه المخيّمات بالدماء.. إلى أن جرى تفريغها من "فتح" والمنظّمة. وضاقت السجون السوريّة بمناضلي "فتح" فماتَ منهم من مات، ومَن خرجَ حيّاً بقي سنوات غيرُ مصدّق أنه على قيد الحياة لما رأى من أهوال العذاب .

واستكمل النظام السوري ما لم تنجزه إسرائيل في العام 1982،. وكانَ قد استعان بـ"فرع إرهابيّ" من جماعة صبري البنّا "أبو نضال" لتصفية كادرات "فتح" ومناضليها.

وما تمّ ذكرُه آنفاً هو ملخّص مختصر جداً جداً من التاريخ. وفي هذا التاريخ أن لا مرجعيّة "وطنيّة فلسطينيّة" على المخيّمات طيلةَ ربع قرن. وهذا واقعٌ فرضه النظام السوريّ ومخابراته بالحروب والتدمير.. بالحصار والقمع والتنكيل.. ودائماً بالدماء الفلسطينيّة.

4- وفي صحيفة الخليج ماخلاصته : ... يقر أمين سر “حركة فتح  الانتفاضة” ابو موسى أن “هؤلاء ( فتح الإسلام ) تمت تغطيتهم سابقاً بهويات حركته (في إشارة الى دور أبو خالد العملة في هذه القضية)، وقال سلحوا من سلاحنا، ودربوا عندنا وهناك مصيبة كبيرة حصلت أمنياً وتنظيمياً، تتمثل في أنه كيف يجري هذا العمل الكبير من غير ان يطرح هذا الأمر على الأطر المسؤولة وإخفائه بطريقة أخرى بالتوافق مع شخص آخر اسمه يوسف شديد ابو العبد، وهو معتقل الآن عند السوريين، ، والسؤال الذي طرحناه على أنفسنا هو أن أبو خالد العملة ليس سلفياً، وهو يساري تقدمي وعلماني، ولدى السلفيين أهداف غير أهدافنا، فما الجامع المشترك؟ فتشنا لنجد المال هو أساس العلة... وبالتدقيق المالي، وجدنا لأبي خالد العملة (12) عقاراً في حي المزة الراقي في دمشق وعقارات لا يقلّ ثمنها عن (100) مليون ليرة سورية في منطقة عرطوز الجديدة القريبة من دمشق”.

وأضاف أبوموسى “قرارنا كان أن يفصل أبو خالد من هذه الحركة، حماية لسمعتها وتاريخها ومستقبلها ورفع الأذى عنها، وقد عرفنا بهذه الجماعة منذ ثمانية أشهر، وجرت محاولات جادة للخلاص منهم وسحب السلاح منهم والخلاص منهم، لكن العملة هو من كان يعطل كل هذه الإجراءات”.

5- عنونت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية اليوم "سورية تستخدم الإسلاميين لزعزعة استقرار لبنان"، وفي متن الخبر ذكرت الصحيفة، أن السلطات اللبنانية "قلقة" من علاقات مجموعة فتح الإسلام مع سورية. ثم نشرت في الصفحة الثانية تقول "فتح الإسلام مجموعة إسلامية قد تكون تحت سيطرة سورية"، وفي العنوان الثاني للتقرير، "سلطات دمشق تسعى لزعزعة استقرار السلطة اللبنانية، التي تريد اتهامها باغتيال رفيق الحريري 2005". ونقلت الصحيفة عن محلل لم تذكر اسمه قوله "إن حزب الله رفض إتباع دمشق في إستراتيجيتها، لإثارة الفوضى في لبنان عبر توتر طائفي بين الشيعة والسنة، فاستخدمت سورية ورقة أخرى، هي ورقة المجموعات الجهادية السنية". ونوهت بأن قوى الأكثرية النيابية اللبنانية (14 آذار)، ترى أن هذه "العصابة الإرهابية" من فبركة المخابرات السورية، المكلفة بتطبيق مشروع زعزعة استقرار لبنان، أوضحت الصحيفة بأن قوى الأكثرية تنسب هذا المشروع، إلى الرئيس السوري بشار الأسد الذي يسعى لعرقلة الإجراءات القانونية الدولية، في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، والتي يرى فيها محاولة لقلب نظامه. ورأت الصحيفة بأن هوية شاكر العبسي (رئيس فتح الإسلام)، هي التي عززت نظرية وقوف سورية وراء المجموعة، مذكرة بأنه كان موقوفا في سورية وأن السجون السورية مشهورة بفبركة العملاء، وقالت "تم تفسير ظهوره (العبسي) في مخيم نهر البارد قرب طرابلس وكأنه أمر للقيام بمهمة، خاصة وانه حصل على أسلحة (فتح الانتفاضة) القريبة من سورية"

خلاصـة الخلاصات :

يبدو لي أن الحقيقة تكمن في خبر نقلته وسائل إعلام المعارضة السورية ، مثل موقع أخبار الشرق ، وسوريا الحرة ، وغيرها ، قبل بضعة شهور خلاصته أن العميد رستم الغزالي بعد خروجه من لبنان يتلمظ طعم ملايين الدولارات التي نهبها من بنك المدينة ...قام بتشكيل مجموعات من الشباب المسلم الذين تواردوا إلى سوريا للوصول إلى العراق والمساهمة في الجهاد ضد المحتل الأمريكي ، قام رستم غزالي بجمع هؤلاء وتدريبهم وتعبئتهم لمقاتلة أمريكا وأعوان أمريكا في العراق ولبنان وفلسطين ، ومن ثم مقاتلة الصهاينة في فلسطين المحتلة ، واستطاع إقناع بعضهم ممن غـرر بهم ، واعتقل من لم يمش معه في هذا المخطط وأودعه في فرع فلسطين للمخابرات السورية ...

ومن أكبر الأدلـة قائد تنظيم فتح الإسلام شاكر العبسي الذي مكث في السجون السورية أربع سنوات على الأكثر ، ثم أفرج عنه ، وسهل وصوله إلى لبنان ، مع العلم أن المخابرات السورية اعتقلت رهائن عن أقاربهم في عام (1982) من حماة وإدلب وحلب وغيرها مكثوا عشر سنوات وخرجوا عام (1992) ، وكثير منهم أخذوا من المدرسة الثانوية ... فكيف تعتقل المخابرات السورية إسلامياً مسلحاً وتفرج عنه بعد أربع سنوات !!!؟

ومن الأدلـة كذلك تهديد بشـار للأمين العام للأمم المتحدة بأن بشار قادر أن يشعلها من بحر قزوين إلى كذا ...

ومن الأدلـة كذلك أن الاشتباكات بدأت من فتح الإسلام ، في اليوم الذي ناقش فيه مجلس الأمن قضية المحكمة الدولية ...

نظام القتل والإرهاب الأسدي :

 وهذا يؤكد للعرب والعالم كافة أن النظام الأسدي نظام القتل والإرهاب ، قتل السوريين ،والفلسطينيين ،واللبنانيين  ، ولن يتورع عن قتل كل من يقف في طريقه الذي يمكنه من السلب والنهب من خيرات العالم العربي ، وتكديس المليارات في مصارف الصهيونية العالمية ، الذي زرعته في بلاد الشام ، ومازالت تدعمه وتثبت حكمه ، ولاترض عنه بديلاً ....

              

    * كاتب سوري في المنفى باحث في التربية السياسية