هل نحن معادون للسامية

دعايات صهيونية جديدة ضد المسلمين

محمد هيثم عياش

[email protected]

يعود نجاح اقناع  الحركة الصهيونية لبعض الشعوب الاوروبية والعربية أيضا بأن اليهودية اضافة الى انها ديانة  قومية أيضا ، أما سبب نجاحها فيعود الى عاملين هامين جهل الكثير بالتاريخ الانساني وبالتالي الى العاطفة تجاه اليهود جراء الكراهية التي تعرضوا لها في  أوروبا منذ أواسط القرن الثامن عشر ، فالمعروف بأن الملك هنري السابع الملقب بـ/ السمين / كان قد اصدر قرارا بمنع  اليهود من السكن في لندن بل بذل جهوده لاخراجهم من الجزر البريطانية وقام بمطاردتهم ، كما أن الكراهية لليهود كانت موجودة في اوروبا قبل ذلك الزمان فعندما سقطت الاندلس وغادرها آخر ملوك بني الاحمر وقامت محاكم التفتيش بقتل كل من هو ليس بكاثوليكي غادر اليهود اسبانيا مع المسلمين وسكنوا في المغرب وتركيا عندما  قام  الخليفة العثماني بيازيد الثاني بنجدة المسلمين من المجازر الاسبانية ومعهم اليهود ايضا ، ثم توالت الحملات الاوروبية ضد اليهود الى أن كان آخر ماساتهم على يد الزعيم النازي ادولف هتلر الذي كان عميلا للصهيونية الدولية من أجل إرعام اليهود بالذهاب الى فلسطين بعد أن رفض زعماء اليهود الالمان  فكرة الحركة الصهيونية الدولية التي كان النمساويان ناتاهان بيرنباوم 1864 – 1936 وتيودور هرتزل 1860- 1906  أحد دعاتها  بأن تكون  فلسطين  دولة قومية لليهود / فقد أعلن مجلس اليهود الالماني في عام 1899 هذه الفكرة وأكدوا انتمائهم للقومية الالمانية واليهودية دينا ثم عادوا وأكد رفضهم عام 1914  عندما اندلعت الحرب العالمية الاولى وبدء ظاهرة هجرة اليهود الى  فلسطين مؤكدين بأن الحركة الصهيونية تعتبر  مرحلة اولية لابادة اليهود اذ لا يوجد دولة قومية لهم في الدولة  المذكورة . أما جهل الكثير بالتاريخ الانساني فان علماء التاريخ أجمعوا بأن الروم والفرس والعرب أبناء سام بن نوح ، فأكثر الشعوب الاوربية تعتبر من بقايا الروم . هذا الجهل أدى الى إعلان الزعيم معمر القذافي مؤخرا  بأنه له اقتراحا لإنهاء النزاع العربي  مع الكيان الصهيوني  يكمن تسمية فلسطين / اسراطين / بدل / اسرائيل – استغفر الله / تكون دولة ثنائية القومية تستطيع المحافظة على العرق اليهودي من الابادة على حد راي هذا العبقري الذي لم يعرف العالم أحمق منه .

وتعود سبب كتابة هذه المقالة الى ندوة عقدت في برلين يوم الاربعاء من 23 أيار/مايو الحالي ناقشت فيه ظاهرة العداء لليهود والسامية من قبل المسلمين ، فقد استطاع الرئيس الايرااني محمود أحمدي نجاد بقصد او بدون قصد كسب الكيان الصهيوني واليهود في العالم دعم العالم لهم وذلك جراء تصريحاته المتكررة بدحر الكيان الصهيوني ومحوه من الارض أو نقله الى مناطق في اوروبا بالتحديد الى المانيا والنمسا لأنهما كانا وراء  قيام هذا الكيان جراء ماساة اليهود أثناء الحرب العالمية الثانية كما كانت تصريحاته باحتمال  وقوع مجازر الهولوكست التي ارتكبها النازيون  في بولندا والمانيا وغيرها في اوروبا موضع تساؤل أحد الاسباب الكبيرة لدعم اليهود والكيان الصهيوني في العالم في مقدمتهم المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل التي أكدت غير مرة دعمها للكيان الصهيوني وحمايتها لليهود قاطبة وتهديدها ايران بالويل والثبور ، هذه السياسة كانت وراء عقد مؤتمرات وندوات تحذر من ازدياد المعاداة للسامية في اوروبا والعالم الاسلامي وانتقال العدوى للسامية بشكل خاص من قبل المسلمين وفي مقدمتهم العرب  وذلك بتأكيد ذلك خلال ندوة عن السامية ومعاداتها دعا اليها معهد فريدريش ايبرت للدراسات والمساعدات الدولية في برلين  بدأت يوم الأربعاء 23 ايار/مايو  وانتهت يوم امس الخميس  .

فقد أكد مدير قسم علاقات المعهد مع المسلمين يوهانس كانديل  بأن العداء للسامية أصبحت واضحة بشكل ملموس لدى المسلمين في المانيا وغيرها من الدول الاوروبية اضافة الى العالم الاسلامي مشيرا بأن حزب التحرير الذي دعا الى ندوة حول  قضية فلسطين والقدس الشريف في جامعة برلين التقنية عام 2002 كان للنازية حضور كبير فيها الأمر الذي أصدر وزير الداخلية الالماني السابق اوتو شيلي قرارا بمنع نشاط هذا الحزب لمعاداته الكيان الصهيوني وتعاونه مع الحركات النازية في المانيا واوروبا ضد الوجود اليهودي مؤكدا خطر الحركات الاسلامية على اليهود في العالم وانهم ومنظمات النازية وراء ازدياد المعاداة للسامية مطالبا حماية اليهود وضرورة الحوار الثقافي بين الاسلام واليهودية ومعهما المسيحية  لوقف جماح المعاداة لشعب الله المختار على حد ادعائه  بذلك .

ويعتقد مدير معهد بحوث المعادة للسامية في جامعة برلين التقنية فولفجانغ بينتس  ان القرآن الكريم هو وراء معادة المسلمين للسامية ولا يمكن ان يتم القضاء على معاداة المسلمين للسامية وطالما في القرآن الكريم الآيات التي تتحدث عن اليهود وأفعالهم التي ارتكبوها  مع الرسل والانبياء اذ ان القرآن الكريم  وعلى حد رايه لا توجد به آية تدل على ان اليهود كانوا يتمتعون ايضا بخلق جيد مشيرا الى ضرورة قيام الدول الاسلامية بتصحيح مفاهيم القرآن حول اليهود من اجل التعايش السلمي معهم مؤكدا بأن هجرة الكثيرين من المسلمين الى أووربا خلال السنوات الماضية  كان وراء  ازدياد  المعادة للسامية في اووربا  بعد ان تراجعت حدتها بعيد الحرب العالمية الثانية والقضاء على الانظمة النازية والقومية في هذه القارة متهما الشباب المسلم  بأنهم وراء ازدياد هذه المعاداة  جراء دعاياتهم المعادية   للكيان الصهيوني  مؤكدا أن الاعلام العربي له دور كبير من خلال برامجه التلفزيونية ببث روح المعادة معلنا الى ضرورة مواجهة الاعلام العربي الاسلامي المعادي للصهيوني بإعلام مضاد له على حد قوله .

كما أكد الباحث التركي دينيتس ديميريل الذي يعمل في معهد بحوث الماداة للسامية في مدينة دوسلدورف ان ظاهرة العدء للسامية قد ازدادت في تركيا بتأثير من المسلمين العرب مشيرا بأن الحكومة التركية الحالية تضمن للهيود الكراهية بسبب فلسطين اذ ان وزير الخارجية التركي عبد الله جول رفض وضع العلم الصهيوني على سيارته اثناء زيارته المسجد الاقتصى في وقت سابق من العام الماضي بالرغم من العلاقات القوية بين تركيا وذلك الكيان  كما أن أكثر اعضاء حزب التنمية والعدالة التركي متأثرا بما وصفهم ديميريل بـ /الوهابية / لعلاقات الحزب مع السعودية والاخوان المسلمين مشيرا الى أن وقف جماح المعاداة للسامية  يكمن في الحوار وتبيين خطر المعاداة التي ستؤدي الى حرب عالمية تأكل الاخضر واليابس وربما تقضي على الوجود اليهودي في العالم وحتى ايضا على المسيحية والاسلام على حد رايه .

ومن أجل تفنيد ادعاءات الخبراء هؤلاء أكد صحافي مسلم يعمل لإحدى وكالات أنباء عربية اسلامية  بأن الحركة الصهيونية استطاعت اقناع العالم بأن اليهودية جنس ودين موضحا بأن علماء التاريخ والنسب وحتى الانجيل / في العهد القديم /  والتوراة تؤكد بأن العرب والروم والفرس هم أولاد سام الامر الذي يعني بأن الاوربيين من أبناء سام الا أن السامية تحمل معنى آخر لدى الحركة الصهيونية وهي العلو اذ تعتقد الحركة الصهيونية بأن اليهود يعتبرون أفضل من جميع الاديان وبالتالي فكل من ينتسب الى اليهودية اصبح ساميا مترفعا عن بقية الامم مشيرا بأن الاسلام لم يحارب اليهودية كدين بل يحارب الصهيونية التي كانت الى عام 1991 حركة عنصرية  استطاع الرئيس الامريكي السابق جورج بوش / الاب / إقناع منظمة الامم المتحدة بمحو صفة العنصرية عن الصهيونية كما أن الكيان الصهيوني يتحمل مسئولية  كبيرة لازدياد المعادة لليهودية جراء سياسته التعسفية بالفلسطينيين وغيرهم  مضيفا انه يجب التفريق بين اليهودية كدين والصهيونية كحركة عنصرية عالمية تريد اقناع العالم بأن اليهودية جنس مضيفا بن أكثر المسلمين في العالم لا يؤيدون تهديدات الرئيس الايراني بمحو الكيان الصهيوني من خارطة العالم كما ان  معاناة الشعب الفلسطيني وغيرهم من شعو ب الدول العربية  من سياسة البطش التي يمارسها الصهاينة انما جاءت نتيجة مذابح اليهودية في اوروبا قبل وأثناء الحرب العالميتين الاولة والثانية  .

والجدير بالذكر الى أن اليهود الالمان كانوا أول من رفض مبادئ الحركة الصهيونية  التي دعت في عام 1899 الى إنشاء دولة قومية لليهود في فلسطين فقد أكد حاخاميو المانيا في عام 1899 رفضهم هذه الفكرة مؤكدين انتمائهم لليهودية كدين وللالمانية كقومية وجنس ,اعلنوا تأكيدهم رفضهم هذه الفكرة في عام 1914 . وتنظم جامعة برلين التقنية ومعاهد أخرى خلال هذا العام ندوات حول المعاة للسامية  . وقد نجحت الحركة الصهيونية جراء فشل زعماء الدول العربية اعلاميا كما فشلوا عسكريا بتأليب اصحاب الفكر الجاهل ضد المسلمين حتى يستطيع اليهود العيش بسلام ، ولا عجب في ذلك فاليهود قوم بهت كما وصفهم سيدنا عبد الله بن سلام رضي الله عنه كما أكد الله تعالى حرصهم على الحياة الا انه جل جلاله أورد كلمة الحياة بالنكرة / حياة / ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ، أي حياة حياة الذل ، الا أن مكرهم الذي تزول منه الجبال  لا محالة زائل ، وان تجمعهم في فلسطين معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم فقد أخبرنا بأننا سنقاتلهم حتى ان الشجر والحجر ليخبرنا نحن المسلمن بأن يهوديا وراءه ويستغيث بنا لنقتله.