وقفة مع خدام

وقفة مع خدام

د.خالد الأحمد *

جاء في موقع اسلام أون لاين اليوم الأحد (1/1/2006) :

 [ زلزال قوي يمكن أن يعجل بتفسخ وانهيار النظام السوري ويفتح الباب أمام مزيد من الشهادات التي تدين دمشق، هكذا قرأ محللون وشخصيات سياسية ما اعتبروه تأثير "القنبلة" التي فجرها عبد الحليم خدام، نائب الرئيس السوري السابق، من خلال تصريحاته التي حمل فيها دمشق ضمنيا مسئولية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

كما رأى المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بسوريا في هذه الشهادة دفعة قوية لحركة قوى المعارضة نحو تغيير نظام الحكم بسوريا سلميا، وإنقاذ البلاد من الانزلاق نحو أوضاع خطيرة.

وفي تصريحات ل"إسلام أون لاين.نت" السبت 31-12-2005 قال أكرم البني المحلل والكاتب السوري المعارض: إن "شهادة خدام في هذا التوقيت وهذا الظرف بمثابة قنبلة يمكن أن تحدث زلزالا سياسيا في سوريا لا يقل في تداعياته بحال من الأحول عن زلزال مقتل الحريري".

وأوضح قائلا: "ستعجل الشهادة من تفكك النظام وانهياره من الداخل بالنظر إلى أنها صادرة عن أحد أركان النظام السابقين لأكثر من 30 عاما وأحد أبرز المقربين من الرئيس الراحل حافظ الأسد، كما ستؤدي كذلك لمزيد من تسليط الضوء على سياسات المسئولين السوريين الخاطئة بلبنان؛ وربما تفتح هذه الشهادة الباب أمام مزيد من الإفادات من داخل النظام التي تورطه أكثر فيما يحدث في لبنان".

وحول تأثير شهادة خدام على مسار التحقيق الدولي في مقتل الحريري رأى البني أنها "ستعزز من دور لجنة التحقيق الدولي، وستعطي قوة دفع معنوية كبيرة له".

وأردف قائلا: "الشهادة ستدحض شهادات الشهود التي تبرئ سوريا من دم الحريري".

وفي هذا السياق، قال الزعيم الدرزي اللبناني النائب "وليد جنبلاط " لصحيفة "المستقبل" اللبنانية السبت: إن شهادة النائب السابق لرئيس الجمهورية السوري "تدحض كل محاولات النظام السوري للحديث عن شهود مزورين ضد سوريا (في إطار التحقيق الدولي في اغتيال الحريري)، وهي شهادة لصالح صدقية التحقيق الدولي ولجنته".

 من هو عبد الحليم خدام ؟

 من أبناء الساحل السوري ، ومن أصدقاء حافظ الأسد القدامى ، ومن القلائل الذين استمروا معه حتى مماته ، استلم المناصب التالية :

 1  محافظ حماة عام (1964) حيث دم البعثيون مسجد السلطان ، وكان أول صدام بين السلطة والاسلاميين ، وارتكبت فيه السلطة أكبر حماقة في التاريخ عندما هدمت مسجد السلطان ، وهدمت أطول مئذنة في حماة ، وفعلت مالم يفعله المستعمر الفرنسي الذي كان يحترم المساجد ، ولايسمح لجنوده دخولها .

محافظ القنيطرة عام الهزيمة النكراء (1967 ) عندما سلم البعثيون وأولهم وزير الدفاع حافظ الاسد الجولان وعاصمته القنيطرة سلموها للصهاينة دون قتال ...

وزير خارجية حافظ الأسد بعد (1970) ، واستمر في هذا المنصب مدة طويلة .

نائب الرئيس السوري حافظ الأسد للشئون الخارجية ، بعد أن استلم وزارة الخارجية فاروق الشرع ، وتسلم عبدالحليم خدام عندها الملف اللبناني . وبقي في منصبه هذا حتى حزيران (2005) حيث استقال منه بعد المؤتمر القطري العاشر .

 يؤكد خدام :

ومن الأهمية ما يقوله نائب الرئيس السوري ، ومايؤكده ومنه ماقاله أمس في الفضائية مثل :

 1 استمرار الفساد والتسيب في الدولة  :

ويضرب خدام المثل بموظف كان راتبه (200) ل .س . عام (1970) ، ثم يتوفى قريباً عن ثروة بلغت ( 4 ) مليارات دولار . وموظف آخر يعمل في الخطوط الجوية ، تصل ثروته إلى (8) مليار دولار .

ويقول خدام : الدخل الصافي السنوي لهذين الرصيدين (700) مليون دولار ، أي سدس ميزانية سوريا ... فمن هم هذين !!!؟ وكم موظف سوري مثلهم !!!؟

 2  يؤكد خدام أن عملية التطوير والاصلاح لن تسير ، وستبقى حبيسة الأدراج ، لأن الطبقة المحيطة بالرئيس تريد بقاء الحال كما هو ، كي لاتتأثر مصالحها من التغيير أو الإصلاح . ويقول جاء وفد فرنسي لتطوير الادارة في سوريا ، وبعد الدراسة قدم تقريره للحكومة ، التي وضعته في الأدراج ، وحبسته في ظلامها .

كما يقول : اتخذنا قرارات في تشرين (2000) للاصلاح السياسي  والتطوير الاقتصادي ، ولكنها حبست هي الأخرى في الأدراج .

 3  يقول خدام لقد ناقشت نفسي : هل أقف مع النظام أم أقف مع الوطن !!!؟ ووقفت مع الوطن ، لأن الأنظمة حالات عابرة والوطن دائم ...

وهذا يعني أن النظام السوري الحالي يقف ضد الوطن ، لذلك تخلى خدام عنه ووقف مع الوطن ضد النظام ...

أتفق مع خدام في هذا الموقف ، وأشد على يديه ، وأرحب به في صفوف المعارضة ، وكم تمنيت لو لم يتأخر هذا الموقف حتى هذا الوقت ، كنت أتمنى أن يقف خدام هذا الموقف قبل عشرين سنة ، بعدما تبين أن حافظ الاسد يقف ضد الوطن ، لمصلحة أسياده الذين وظفوه لتحقيق مصالحهم في تمزيق المنطقة وإنهاكها ، لتكون لقمة سائغة في فم العصابات الصهيونية .

4 – ويشخص خدام مرض النظام السوري في التفرد بالسلطة ، وتمركز غابت عنه المؤسسات الدستورية ، والمنظمات الشعبية ، مثل قيادة الحزب ، وحتى القيادة القطرية لادور لها ، ومما أذكره من لقائي مع أحد البعثيين قال لي :

في المؤتمر العاشر أعطي الرفيق بشار صلاحية انتقاء القيادة القطرية ، واللجنة المركزية كما يريد ، ولم يتم انتخابهما من قبل أعضاء المؤتمر . وأضاف بأن منصب عضو قيادة قطرية كان بكذا مليون تستلمه لجنة اللوبي المحيط ببشار ، وعضو اللجنة المركزية أقل بقليل .

 5 – يقول خدام : كيف نواجه الضغوط الخارجية ، ونصف الشعب تحت خط الفقر ، وقد سلطت عليه الأجهزة الأمنية ، وكتمت أنفاسه ، وحرمته من الهواء النقي ، والخبز النظيف ... ومثل هذا الشعب لايقدر أبداً على مواجهة الضغوط الخارجية .

 6  أما في قضية الحريري فكانت الضربة القاضية للنظام السوري ، عندما يؤكد خدام أن الرئيس بشار ، ورستم غزالي ، وغيره هددوا الرئيس الحريري .

 ويقول خدام بالحرف كما نشر في موقع العربية :

 -- نعم، جرى توجيه تهديدات كثيرة للمرحوم الرئيس رفيق الحريري.

تهديدات بالقتل؟

-- يعني عندما يقول رئيس جهاز الامن لزواره وهو يلعب بمسدسه...

تتحدث عن رستم غزالي؟

n   نعم. سأعمل وأترك كذا وكذا، يعني هناك تهديدات كثيرة، سواء في دمشق أو في... هناك كلام خطير قيل عن الرئيس الحريري. في احدى المرات استدعي الى دمشق، وهذا الكلام سمعته مباشرة من ثلاثة مصادر، من الرئيس الاسد ومن الرئيس الحريري ومن غازي كنعان، أُسمع الرئيس الحريري كلاماً قاسياً جداً جداً..

 8 – وأخطر من ذلك كله أن عبد الحليم خدام يهدد ، ويقول عندي أشياء خطيرة جداً ، أمسك عنها لمصلحة سوريا !!!؟  ونحن نتمنى أن يقولها خدام ، وعندما يعرف الشعب الحقيقة نقطع نصف الطريق إلى سوريا الحرة الديموقراطية .

              

* كاتب سوري في المنفى