عندما تحدث الدكتور عماد فوزي الشعيبي
عن الديمقراطية
مازن كم الماز
ما يريد الدكتور شعيبي أن يقوله* هو باختصار أنه لا خلاص , و أن الديمقراطية ليست إلا نتاجا للوثة إيديولوجية حلت بالمحافظين الجدد , أن الانعتاق وهم و بالتأكيد أن الحرية وهم , لكن الدكتور شعيبي لا يتحدث عن الاستبداد أبدا , ما يريده هو أن يدافع عنه بطريقة غير مباشرة , تجعل منه قدرا لا فكاك منه . قد يكون الكثير مما قاله الدكتور شعيبي صحيحا , لكن الحرية ليست بنتا شرعية للمحافظين الجدد , فسبارتاكوس مثلا لم يكن من المحافظين الجدد , بل لو أنه كان يحيا اليوم لكان من ألد أعدائهم , بينما كان أولئك الرومان , حكام الإمبراطورية يومها هم من سيشكلون جماعة المحافظين الجدد اليوم , لكن هذا لم يمنع سبارتاكوس من القتال ضدهم في سبيل حريته حتى الموت . خلافا للانطباع الذي يتفق عليه الليبراليون الجدد و منظرو الاستبداد , فإن المحافظين الجدد جاؤوا كرد فعل شديد المحافظة ضد "الخطر" الشيوعي و الليبرالي , أما أحاديثهم المتكررة عن الديمقراطية في الشرق فقد كانت أشبه بتهديد رئيس أعلى لبعض الرؤساء الأتباع له عندما يترددون في إبداء أقصى درجات السمع و الطاعة له . لا يستطيع الدكتور الشعيبي أن يثبت أن الحرية أو الخلاص من الاستبداد وهم , إن كل ما يفعله هو في أحسن الأحوال أن ينبه السوريين التواقين للحرية لكي يكونون حذرين جدا من أن يستبدلوا استبدادا بآخر...........
* مقال الدكتور الشعيبي "مأساة الديمقراطية في سقوط إيديولوجية الديمقراطية" .