القمة السعودية السورية
استطلاع :
47.7 % القمة السعودية السورية
سوف تنعكس ايجابيا على الملف اللبناني
عادل محمود
طرح مركز الدراسات العربي – الأوروبي من 4/10/2009 الى11/10/2009 سؤالاً فحواه : " ما هي انعكاسات لقاء القمة المرتقب بين العاهل السعودي والرئيس السوري على الأوضاع في فلسطين والعراق ولبنان ، وعلى العلاقة مع ايران ؟
ساهم في الرد على هذا السؤال من جنسيات مختلفة من العالم العربي والغربي ، وممن ينتمون الى شرائح اجتماعية متنوعة.
وبنتيجة الأراء التي ابدوها تبين ان هناك عدة وجهات نظر يمكن الإشارة اليها وفق التالي :
1 - ما نسبتهم 47.7 % اعتبروا ان من اهم انعكاس للقاء القمة بين العاهل السعودي والرئيس السوري انه سوف يعيد الإعتبار للتوافق العربي من خلال التقارب وتضييق الفجوة بين القيادتين السعودية والسورية . وتوقعوا ان يكون للقمة ايضا إنعكاسات إيجابية على مستوى الساحة العربية وبالتحديد على محورين: المحور الأول: الملف اللبناني حيث ان بيروت انتظرت بفارغ الصبر زيارة عاهل السعودية لسوريا وذلك لتحقيق إنفراج في تشكيل الحكومة الجديدة. والمحور الثاني له علاقة بالساحة الفلسطينية حيث بدأت تنضج ثمار التقارب السوري السعودي من خلال قرب توقيع اتفاقية الصلح بين حماس والسلطة الوطنية الفلسطينية . واعتبروا ان التوافق السعودي السوري وتقاسم المسؤوليات بينهم سيؤدي بالضرورة الى حل كثير من الاشكالات في العراق وايضا سيؤثر على مستقبل العلاقات العربية مع ايران .
2 – ما نسبتهم 29.3 % استبعدوا حصول انعكاسات هامة لزيارة العاهل السعودي الى دمشق وأن ما سيتحقق هو القدر اليسير وعلى وجه الخصوص في موضوع تشكيل الحكومه اللبنانيه . وأعتبروا ان لقاء القمة لن يترك اثراً على العلاقات السوريه الايرانيه او على الموقف السوري من الملف النووي الايراني . وتوقعوا انعكاساً ايجابياً على مستوى العلاقات الثنائية . ورأوا أن التقارب السوري السعودي لم يرتق بعد إلى مستوى تحكمه الثقة والتنسيق الإقليمي والعربي وان موقفي الزعيمين مختلفان تماما على صعيد قضايا المنطقة .
3 - ما نسبتهم 23 % اعتبروا ان هذه القمة بين العاهل السعودي والرئيس السوري تأتي في اطار القمم التي يتم فيها التقاط الصور وتبادل القبل والتحيات فقط . واعتبروا انها لن تقدم او تؤخر أي شيء وهي بمثابة لقاء عادي وليس نوعي اي انها تزيد من عدد القمم التي يجريها القادة العرب .
رأي مركز الدراسات العربي – الأوروبي :
بعد قطيعة شبه تامة استمرت نحو 4 سنوات - ما عدا اللقاءات التي فرضتها المناسبات العربية – انعقدت القمة السعودية السورية في دمشق لمدة يومين تم خلالها التباحث بالعلاقات الثنائية وبملفات المنطقة بدءاً من لبنان مروراً بالعراق واليمن وصولاً الى ملف السلام مع اسرائيل . وتبين من خلال البيان الذي صدر عن الجانب السوري ومن خلال البيان الذي صدر عن الجانب السعودي ان وجهات النظر كانت متقاربة بخصوص الكثير من الملفات حيث ابدى الزعيمان العاهل السعودي والرئيس السوري رغبتهما الصادقة بمواصلة الحوار وإبقاء باب التواصل مفتوحاً لما فيه خير البلدين ولما لهذا من انعكاس ايجابي على المستوى العربي والإقليمي والدولي . اما فيما يخص الملفين الإيراني والمصري فمعلوم ان العلاقات السعودية – الإيرانية تمر بمرحلة توتر كبيرة ، وينطبق نفس الحال على مستوى العلاقات المصرية – السورية ولهذا تجنب قادة السعودية وسورية الكشف امام وسائل الإعلام حقيقة ما جرى في الكواليس من مباحثات على امل ان تتضح معالم ذلك في الأيام المقبلة . وفي شتى الأحوال فإن مجرد اللقاء هو انجاز كبير بحد ذاته لأن الدولتين تتمتعان بمواقع هامة على الساحة العربية كما ان لدى الدولتين ادوار مهمة جداً في الكثير من ملفات المنطقة بحيث لا يتمكن أي طرف سواء السوري او السعودي من البت بها لوحده دون ان يتعاون بصدق وشفافية مع الطرف الأخر. فأوضاع العراق تشكل تهديداً مشتركاً لسورية والسعودية ، وأوضاع لبنان اذا لم يتم تداركها سيكون لها انعكاسات سلبية على المنطقة برمتها ، وملف السلام يخص كل العرب وبنفس الأهمية دون استثناء ، وكذلك الحال بالنسبة للملف اليمني الذي كلما زاد تعقيداً كلما ترك اثار سلبية اضافية على العرب اجمع . اما عن الملف النووي الإيراني فلم يعد خافياً على احد انه يعرض امن الخليج بأكمله للخطر وأن دول الخليج بحاجة الى الكثير من الضمانات لكي تهضم ابعاد وأهداف هذا المشروع الذي لم يتضح بعد اذا كان مشروعاً سلمياً فقط ام عسكري ايضاً في نفس الوقت . وختاماً يمكن اعتبار اللقاء انه فاتحة صفحة جديدة من تاريخ العلاقات العربية – العربية بعيداً عن دائرة اصطفافات المحاور التي اهلكت العرب وأضعفتهم وزادت من اطماع اسرائيل بهم كما اتاحت للكثير من القوى الإقليمية والدولية بأن تفرض ما تشاء من شروط على العرب مستفيدة من انقساماتهم وتمزقهم وخلافاتهم .