كلنا إرهابيون.. لكن بتعديل طفيف
كلنا إرهابيون.. لكن بتعديل طفيف.!
محمد حسن العمري
كاتب أردني مقيم بصنعاء
في الجمعة الاخيرة شهدتها في احدى مساجد صنعاء ، وكان خطيب الجمعة فيها
الداعية الاسلامي وجدي غنيم ، والذي عاش قسطا طويلا من حياته في امريكا ولمّا غادرها صار بعرف الغرب ارهابي ترفضه معظم العواصم العربية ،
واستمعت مليا لما ورد في كلام الشيخ جيدا ، كان يتحدث بالعامية المصرية
وبتهكم بشدة حول اللغط الذي تثيره الولايات المتحدة ومجلس الامن بخصوص البرنامج النووي الايراني وتوقع امتلاك ايران لسلاح نووي في يوم ما، وقال بالحرف : والذي يمتلك هذا السلاح قبل ان تقوم لايران قائمة ، ماذا فعلتم به..!
يقصد بالطبع اسرائيل ، ايران تحاكم لانها تفكر ببرنامج نووي سلمي وامريكا تخشاه ان يصير غير سلمي ، واسرائلي تمتلكه وتعلن انه غير سلمي..!
شيئ من هذا القبيل سمعناه منذ اسابيع ايضا في خطاب رئيس دولة عربية امام الجمعية العامة للامم المتحدة ، قال فيه العقيد القذافي :
ان دولة تحتل دولة وتعلن رئيسها اسير حرب ، ثم تقرر اعدامه مخالفة القوانيين الدولية ، فيما قال رئيس مسلم شئيا اخر، قال الرئيس نجاد ان الدول التي استخدمت السلام النووي هي التي جاءت لتحاكم العالم على استخدامه ، و صبيحة ما تلى القمة الاممية تلك راى الكاتب الاردني المسيحي طارق مصاروة في جريدة الراي في تعقيبه على خطابي القذافي ونجاد ان جميع ما ورد في خطاب نجاد كان صحيحا..!
ويبدو ان العالم العربي والاسلامي كله يفكر اليوم بهذا المنطق و الناتج عن الغبن الذي تلى احتلال فلسطين بمباركة
دول العالم النظامي والمحمي بالامم المتحدة وعصبتها التي بدأت الدمار ، فصار كل من يفكر بالانحراف قيد وهم عن منطق العالم ، هو ارهابي ، صار كل من يفكر العالم بان بدايات العهد الاممي – المنسوب للامم المتحدة- وهئياتها العاملة لم تكن عادلة ، وهي اليوم اكثر جورا وتغولا مع شفافية الاعلام العالمي الذي يفضحها من سلاح اسرائيل النووي الى ( ابو غريب) و ( غوانتناما ) اللذان لم ينتهيا الى اليوم..!
تريد الدول المهينة على –العصبية- وعلى – الامم- ان تقول للعالم ان كل العرب والمسلمين ارهابيين مع تعديل طفيف ، فما يراه داعية مسلم موسوم بالارهاب يراه رئيس عربي واخر مسلم ، ويراه كاتب مسيحي من الشرق المسلم..!
لا اعرف ان كان مهمة العالمين العربي والاسلامي اليوم ستتلخص في رد الارهاب عنهما ، ام ان امامها التنمية والتعليم ومسايرة العالم غير الابه بالسياسة الدولية كاليابان والصين ، ام ان امامها اقناع العالم اكثر باننا شعوب تريد ان تعيش وتتطور واننا كبقية البشر ، وان قضية فلسطين قضية عادلة وان الحجارة التي كان يستخدمها اطفال فلسطين عام 1987 ليست وجها للارهاب واننا كائ شعب اخر مطلوب منا ان نبرئ انفسنا من الارهاب، بان نقول للعالم كله ان اسرائيل لم تفعل بنا اي شيئ وانها فقط كانت تدافع عن نفسها ، في فترة جهلنا وارهابننا واننا تبنا من كل ذلك اليوم ،
ونتجه صوب العالم ، وما يراه العالم وليس ما نراه نحن الخارجيين من الارهاب..!
لو فعلنا ذلك من قادتنا وشيوخنا وكتابنا وموسيقينا وفنانينا ورجال المطافئ فينا واصحاب البنوك العربية في الغرب وسياح الخليج في اسيا و المهاجرين المغاربة غير الشرعيين في فرنسا و العرب الواقفين بطوابير السفارات الفربية ،
ومثلهم من الواقفين في الترحيل ، و اصحاب المطاعم –الحلال- في انحاء العالم ، و النساء اللواتي يرتدين الحجاب في دول الغرب حتى زوج الدكتور المقتولة مروة الشربيني ، و كل الشباب العرب الذين يدرسون في جامعات بريطانيا ويعملون كاشيرات في محلات السوبرماركت ، و احمد زويل ومحمد البرادعي و سامي يوسف و محمد اركون و زين الدين زيدان و عمر الشريف ويوسف القرضاوي و حياة الحويك عطية ، لو اعلن كل هؤلاء من العرب والمسلمين باطيافهم غير المتجانسة اننا كنا نرى ما نراه من ظلم واقع بنا ، هو محض خطئية نتوب منها اليوم، هل لو صرنا الى ذلك نتحرر من الارهاب الذي يرانا فيه العالم –الاممي – اليوم ام اننا سخطنا على غرار قصيدة مظفر النواب :
<على التأشيرة.. تذكرة الرحلة
وجهك انت ومنذ ولدت تسمى عبدالله الارهابي
وبناتك عبدالله العربي الارهابي
وصوتك عبدالله الارهابي>