عادت حوادث 11 أيلول/ سبتمبر

محمد هيثم عياش

[email protected]

التاريخ يعيد نفسه ومهما مرت أيام وأسابيع وأشهر وسنوات على حادثة وقعت في تاريخنا الانساني الا وتعود أسبابا مشابهة لها مرة أخرى ان لم نقل انها عادت بحذافيرها مرة أخرى .

ففي يوم الثلاثاء من الحادي عشر من أيلول / سبتمبر عام 2001  وكان ذلك اليوم يوما هادئا في المانيا وبعض دول العالم ايضا وقبله بيوم تم اجتماع بين المستشار السابق جيرهارد شرودر والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك لإعادة حبل الوصل بين برلين وباريس اذ كانت علافتهما فاترة بعض الشيء بسبب خلاف بوجهات النظر حول السياسة الاوروبية بينهما وتصالحت العاصمتان . وفي الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الثلاثاء من التاريخ المذكور تم الاعلان بشكل  مفاجئ عن ضرب مركز التجارة الدولي بنيويورك بواسطة طائرتين على متن احداهما تسعة عشر شخصا أكدت وثائق دامعة ان أفواههم مكمومة وأيديهم وأرجلهم مربوطة . وأعلنت مستشارة الرئيس الامريكي جورج بوش / وزيرة الخارجية فيما بعد / كونتسيلا رايس انه عندما صدمت الطائرة الاولى المركز المذكور قالت لاعضاء مكتبها انه حادث عابر فطائرات صغيرة كثيرة صدمت المركز ولكن عندما صدمت الطائرة الثانية المركز  قالت من يكون ذلك وأعلنت انه تنظيم القاعدة وذلك بعد الهجوم على وزارة الدفاع / البنتاجون / وسقوط طائرة ركاب مخطوفة ، وأعلن الرئيس الامريكي بوش الحرب ضد الارهاب وهدد بحروب صليبية جديدة تكون اول طلائعها بكابول  واخرها في واشنطن ذلك الرئيس السيء الصيت الذي وصفته وزيرة الخارجية الامريكية السابقة مادلين اولبرايت بأنه صليبي متعصب يكره الاسلام كما يكره اليهود .

لقد سبق اعلان الحرب على ما يُطلق عليه الارهاب والتدخل في افغانستان لانهاء حكم الطالبان حوادث كثيرة الا ان أهمها والتي كانت السبب الرئيسي لانهاء حكومة الطالبان التي أعادت أفغانستان الى القرون الوسطى احتجاز ممرضات اوروبيات وامريكيات كن ينشرن النصرانية تحت غطاء العمل الانساني ، لقد ضجت الكنيسة وقتها جراء الاحتجاز وطالبت الرئيس الامريكي بوش باتخاذ جميع الاجراءات اللازمة من اجل الافراج عنهن وتم الافراج عندما غادر عناصر الطالبان كابول ، ومن أسبابها ايضا قيام عناصر من حكومة الطالبان بهدم تمثال لبوذا موضوع تحت ارث الانسانية الدولي ـ وتوسعت رقعة الحرب ضد الارهاب لتشمل العراق  الذي وقع تحت الاحتلال الامريكي عام 2003 .

 جميع اسباب الحرب ضد الارهاب وحوادث 11 أيلول/ سبتمبر 2001  قد عادت الآن تحت غطاء محاربة  الارهاب الذي هو صنيعة امريكية ، فواشنطن واوروبا تقاعستا عن نصرة الشعب السوري ولم تنفذا وعودهما بتأديب نظام بشار اسد  المسئول الوحيد هو وايران عن جرائم ما يُطلق عليه تنظيم / الدولة الاسلامية – داعش / التي خرجت من عباءتهما وها هو وزير الخارجية الامريكي كون كيري يسعى بحشد الدول الاسلامية لمواجهة / داعش / ليس من اجل القضاء على جرائمهم بل من اجل حماية النصارى واليزيديين  في العراق وسوريا . كما أظهر الغرب الذي أبدى بخله مساعدة المعارضة السورية بالسلاح ، كرمه تجاه الاكراد بتسليحهم لمواجهة / داعش / وانما الحقيقة هي ضرب الاكراد مع بعضهم البعض وتقسيم منطقة الشرق الاوسط الى دويلات جديدة من خلال مساعدة الاكراد قيام دولة مستقلة لهم تشمل تلك المناطق الواقعة بين تركيا وسوريا والعراق وايران امتدادا الى أذربيجان .

لقد استطاع تنظيم / داعش / ونظام سوريا وملالي ايران إثارة الغرب من جديد وحثه على المشاركة عسكريا في العراق وربما في سوريا من خلال تصريح الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي وصفه يورجين تودينهوف مسئول شئون السياسة الامنية في حكومة سابقة للمستشار السابق هلموت كول بأنه مجرم يتستر بثياب المسالم ، الذي اعلن يوم أمس الاربعاء ان محاربة واشنطن لـ / داعش / ستشمل ايضا مناطقهم في سوريا اما تدخلهم الى جانب الشعب السوري ضد اسد لانهاء ماساة اكثر من سبعة مليون لاجئ  فبعيدة المحال .

الحرب ضد الارهاب ومن أجل إنهاء ماساة شعوب   ضرورة وفرض ومسئولية دولية فهي آخر المداواة على حسب رأي الرئيس الالماني يوئاخيم جاوك .

العالم يعيش حاليا عودة أجواء 11 أيلول/ سبتمبر من عام 2001 ، ولكن بنغم آخر ، كما ويعيش حاليا أجواء الحرب العالميتين الاولى التي مر عليها مائة عام والثانية التي مر على اندلاعها خمسو سبعون عاما وعودة الحرب البادرة بعد خمس وعشرين عاما من وضع أوزارها وذلك بسبب الازمة الاوكارنية  ومخاوف من احتلال روسيا لدول بحر البلطيق الثالثة / ليتوانيا وليتالند واستونيا / وبولندا ايضا.