طالب ومطلوب .. وفهم مقلوب
طالب ومطلوب .. وفهم مقلوب
جاسم الرصيف
[email protected]
أولا : ( 14 ) وزيرا و ( 50 ) نائبا من حملة الجنسيات المتعددة، خلافا لكل
الأعراف والقيم الوطنية في كل دول العالم ، أكثر ما يثير القرف منها أنها قدّمت
للعالم على أنها ( نموذج ) للشرق الأوسط ، والأكثر إقرافا أن مامن دولة شرق أوسطية
قد تعاطت أو تفكر بتعاطي إزدواجية الولاء الرسمية هذه ، ومايوصل المرء الى قمّة
القرف أن دولنا العربية تتلقى ( المسؤولين ) العراقيين ، مزدوجي الجنسيات ،
بالإحضان والقبل الساخنة ، وكأنها تقول ضمن لشعوبها أنها لاتستحي من إستقبال جواسيس
علنيين قاموا بإحتلال بلدهم بالتواطئ مع أجنبي .
ثانيا : بوصفها الحكومة الأبشع من بين حكومات العالم تبنّت فرق الموت ،
محلية وأجنبية ، حتى صار قتل المواطن العراقي ، على الهوية ، أو على شبهة ( الإرهاب
) ،والمقصود المقاومة المشروعة ، صار ممارسة يومية تتمتع ب ( حصانة ) سنّتها
وشرعنتها قوى الإحتلال الأمريكية الأيرانية الكردية ، نسخا عمّا إستنبطته إسرائيل
ضد الفلسطينيين ، فنجحت في قتل أكثر من مليون ، وتشريد أكثر من ستة ملايين داخل
وخارج العراق ، من مجموع ( 30 ) مليونا .
ثالثا : واذا كانت حكومة مصدّات الأحذية عمّن نصّبها قد نالت المركز الثالث
لأكثر الحكومات فسادا على وجه الأرض ، حتى لايكاد يمر يوم واحد دون سرقة من أموال
الشعب العراقي ، فقد زادت طينتها بلّة أنها الدولة الوحيدة التي تضم بين مسؤوليها
عشرات الألوف من حملة الشهادات المزوّرة ،ومن بينهم وزراء ومدراء عامين ، ومئات
الألوف من الوظائف الوهمية .
رابعا :الحكومة الحالية تمثل الآن أكبر دولة حاضنة للمرتزقة الأجانب في
العالم ، ويبلغ عديدهم أكثر من ( 150 ) ألفا ، وسيزداد عديدهم بتزايد إنسحاب الجيش
الأمريكي ــ حسب الإدعاءات التي لاتبدو صحيحة ــ وثمة حقيقة في طريقها للبروز تشير
الى أن المضبعة الخضراء ستتولى صرف رواتب لمن يتبقى من هؤلاء ومن الجيش الأمريكي
بعد عام 2011 ومن أموال الشعب العراقي لضمان إستمرار الجواسيس الأجانب في حكم
العراق .
خامسا :أنها الحكومة الوحيدة في العالم التي يزورها المسؤولون الأمريكان
والأوربيين والإسرائيليين وحتى الأيرانيين وغيرهم بدون إذن مسبق منها ، والحكومة
الوحيدة على وجه الأرض مع حكومة كرزاي ، التي تستشير السفارة الأمريكية في كل
مايعنيها داخل وخارج البلد ، ومع ذلك تتشدق بأنها قد نالت ( الإستقلال ) ، مع أن
مسؤوليها ونوابها يتعرضون لتفتيش الكلاب البوليسية وأجهزة السونار في كل مرفق
أمريكي .
سادسا : الحكومة الوحيدة ، بعد لبنان ، التي يحكمها ممثلو طوائف متعاونين
مباشرة مع قوات الإحتلالات المركبة في البلد ، ممّن نالوا تزكيات من أجهزة
المخابرات في أميركا وأيران وعصابات البيش مركة .
ماتقدم يوصّف جهة الطالب في هذه الأيام !.
أما المطلوب فهو :
أولا : إدامة الضغط على سوريا ، وإضافة مشكلة جديدة لها مع العراق فضلا عن
مشاكل قديمة .
ثانيا : الضغط على البعثيين العراقيين في كل مكان للرضوخ للشروط الأمريكية
وأولها إجبارهم على مشاركة الجواسيس متعددي الولاءات في العملية السياسية وتحت
عنوان ( المصالحة الوطنية ) .
ثالثا : خلق توترات أقليمية للتغطية على تزوير حاصل بكل تأكيد في الإنتخابات
( العراقية ) القادمة .
المطلوب ( القديم ) صار طالبا ،
والطالب القديم صار مطلوبا !!
( اليمشي ورا الجحش يتحمّل ضراطه !! ) .