نهاية الطاغوت السوري اقتربت
نهاية الطاغوت السوري اقتربت
محمد هيثم عياش
استطاع حزب البعث العربي الاشتراكي من خلال اهدافه الثلاثة وهي الوحدة والحرية والاشتراكية التي ادعاها عند تأسيسه ان يمزق الامة ويستضعف طائفة على طائفة من الشعب السوري والشعوب العربية الاخرى كما كانت حريته كم الأفواه ومنع الحريات العامة حتى أصبحت سوريا ومنذ استلام البعث في عام 1963 بيتا مغلقة نوافذه عن العالم وأضحى الشعب السوري سجينا لنظام عاث في الارض فسادا كما كانت من نتائج اشتراكيته ازدياد ظاهرة الفقر وتدفق العلماء السوريين الى دول في العالم طلبا للعيش والحياة الكريمة . ومنذ الاحتلال الامريكي للعراق ووضع الادارة الامريكية سوريا في قائمة الدول الحليفة للشر مثل ايران وكوريا الشمالية ومطالبة الادارة الامريكية النظام السوري باصلاحات وغير ذلك ازدادت المطالبة بالحريات العامة وارساء الديموقراطية كما عملت هذه الضغوط على تأسيس أحزاب سورية جديدة هدفها الديموقراطية مثل حزب الاصلاح السوري الذي قابل مؤسسيه نائبة وزيرة الخارجية الامريكية ابنة نائب الرئيس الامريكي تشيني اليهودي المتعصب للصهيونية هذا الحزب الذي تأسس في الولايات المتحدة الامريكية الى جانب حزب آخر تأسس في تلك الدولة يطلق على نفسه منبر التضامن للحريات والاصلاح الذي أكد أحد أعضائه لمسئول الماني بأن منبرهم يضم جميع فئات الشعب السوري ويرفضون وصول الاخوان المسلمين الى حكم بلادهم .
وبالرغم من إعلان النظام السوري مؤخرا معاضدته الولايات المتحدة الامريكية في حربها ضد الارهاب واصلاحات سينتهجها في سوريا الا ان إقدام النظام السوري على تصفية الصحافي اللبناني سمير قصير وتوجيه أصابع الاتهام الى سوريا بأنها وراء قتل رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري لم تشفع اعلانها الاصلاحات ومحاربة الارهاب الا أن أحداث القامشلي مؤخرا ازدادت الضغوط على النظام السوري ومطالبته بتحقيق العدالة للأكراد في سوريا كما عملت على تغذية أحزاب جديدة تدعي بعلاقتها مع جميع الاحزاب السورية وخاصة جماعة الاخوان المسلمين التي عانت الأمرين من النظام العلوي القائم هناك .
وبينما كنت أقود دراجتي خارجا من عملي في الحي الحكومي من العاصمة برلين متجها الى بيتي وقعت عيناي على علم سوري منصوب على قارعة الطريق وقرأت منشورا يطالب بالحريات العامة واطلاق المساجين وسوريا لجميع طوائقها اكرادا وعربا وعجما بتوقيع حزب /الحداثة والديموقراطية / وهو حزب سوري جديد ايضا على غرار الاصلاح والمنبر وسألت المعتصمين على قارعة هذا الطريق فاذا بهم لا يستطيعون التعبير عن ما بأنفسهم غمرتهم العاطفة عما يجري للأكراد في بلد لم يعرف في الماضي كراهية لعرق او أقلية دينية فمرحى للنظام السوري الذي استطاع أن يزرع الكراهية ويفرق الشعب السوري وذلك من أجل بقائه في الحكم .
ان سوريا كانت أول دولة من بين الدول العربية التي انتهجت الديموقراطية في بلادها ودافعت عن الحريات العامة التي تعتبر أساسا من أسس الاسلام التي نادى بها وقد حفل سجل التاريخ الاسلامي بحرية الرأي التي لم تكن تبالي بجبروت الحاكم ان كان التاريخ الاسلامي قد شهد حاكما متجبرا بالرغم من أن التاريخ يذكر جبروت الحجاج بن يوسف الثقفي الا انه وعلى الرغم من جبروته كان يصغي للشرع ويبطل حكمه الا ترى الى قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرعيته رحم الله امرءا أهدى الي عيوبي ورد أعرابي عليه بأنه لو رأى اعوجاجا لقوَّمه بحد السيف وقوله متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا وغيرها من الاقاويل والحوادث التي وقعت في صدر الاسلام وفي وقت متأخر منه الا أن النظام السوري الذي يحكمه جهلة أصحوا مع الايام عملاء للطاغوت جعلوا من الاسلام وكأنه دين يحارب الحرية ويرفض النظام البرلماني علما الى أن نظام البرلمان الحالي هو من تأسيس المسلمين اذ تعود فكرة تأسيسه الى المعتمد بن عباد زمن ملوك الطوائف في الاندلس .
ان النظام السوري الذي ارتكب مذابح حماه وتدمر بدأ يدق آخر مسمار في نعشه لأن الظلم عاقبته لا تحمد ، كما ان جميع الاحزاب الجديدة التي ظهرت على الساحة وتنادي بالديموقراطية وتؤكد على نبذها ما يقربها الى الاسلام وادعائاتها بأنها لكل جميع طوائف الشعب السوري وتأكيدها لمسئولي الغرب برائتهم من الاخوان المسلمين سينتهي بها المطاف الى الفشل اذ ان جماعة الاخوان المسلمين هي الام الرؤم والموجه الناصح الشفوق .