في ظهر أم القرى!!!
في ظهر أم القرى!!!
أبو شاكر الاحوازى
اندلعت المرحلة الثانية في الحرب السادسة في صعدة اليمن بعد ما اعلن عن وقف اطلاق النار من كلا الطرفين و لم يستمر السلام الا لساعات معدودة حيث انخرط الاطراف بالمعارك مجددا و حتى الان لم يخرج احدا منتصرا من هذا الصراع بعد ما حصدت مئات الارواح من كلا الطرفين فالخاسر اولا و اخيرا هو اليمن الذى يعرف باليمن السعيد و كيف يصبح سعيدا و قد دخلته الطائفية معززة بالدعم الفكري مشحونتا بافكار و روئا لا تنسجم مع الواقع اليمني و الاقليمي المحيط.
ان المواجهات العسكرية التى جرت فى صعدة اليمنية بين الحكومة اليمنية و انصار الحوثي لم تكن هي الاولى بل سبقتها خمس حروب خلفت الاف القتلى و الجرحى و قد تضرر الاقتصاد اليمنى المبني على تصدير النفط كثيرا جراء تلك المواجهات في بلد يعاني من قلة المياه و ازدياد الجمعية السكانية التي ستكون مشكلة اخرى مع المشاكل المتفاقمة على كاهل الحكومة في افقر بلد ذات حدود مشتركه مع المملكة العربية السعودية .
واذا رجعنا فى التاريخ قليلا الى الوراء نرى ان الازمة لها جذور معقدة تعود الى عام 1962حيث الاطاحة بحكم الامامة كما هو معروف باليمن (الامامة الزيدية)التى حكمت 1064 سنة و الزيديون كانوا اقلية قبلية يتعايشون بسهولة بتوجههم الديني مع الاغلبية من السنة و قد اندلعت التوترات الطائفية الاخيرة بعد ما ظهرت افكار من يريد احياء تراث الحكم في العقيدة الزيدية بالامامة كشيعة ردا على انتشار السلفية المتزايدة في اليمن .
و كما هو واضح من الافلام التى شاهدناها على شاشات التلفزة شعارا يردده الحوثيون و هو (الموت لامريكا و الموت لاسرائيل) يا ترى لماذا يرددون هذا الشعار الذي يخدم امريكا و اسرائيل ؟ فهل ماتت امريكا و اسرائيل من تلك الشعارات؟ بل وجدت دليل و برهان حتى تتدخل فى شؤون باقى البلدان خاصة الضعيفة منها بحجة الدفاع عن مصالحها الاستراتيجيه لانها دولة القطب الواحد (امريكا) في العالم و راعيته .
و اذا تمعنا في الشعار نفسه نعرف من اين جاء و كيف يستعمل و من الذى يسوقه و في اى مكان و اي زمان يكون نفعه و لاننا (كاحوازيين) تعايشنا مجبرين و تحت سياط الاحتلال في نظام سمي نفسه اسلامي فاطلق هذا الشعارلاول مرة و في بدايات ثورة الشعوب المضطهدة فكان اولا الموت لامريكا و اسرائيل و الاتحاد السوفيتي و الصين و لما جرت الطامة الكبرى في الحرب الثماني سنوات بين العراق و ايران التي كنا لها حجارة للوقود تم حذف الاتحاد السوفيتي و الصين من شعار الموت و لاسباب من باب المصلحة (الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين) و ليس الحقيقة و بقي الاثنان الاخران و هذه المرة يطلق فى ظهر ام القرى كما اطلقوه الايرانيين الفرس فى احداث الحج فى بيت الله الحرام عامى 1987 و 1989 فهو يطلق تارة فى لبنان و تاره اخرى في طهران و الان في صعدة و لا اقول ان التمرد الحوثي هو ايراني الاصل و من صنيعة ايران لكن تم استخدام الحركة المقربة الان من الامامية و دعمها ماديا من خلال الولي الفقيه (الحوزة) و اعلاميا من خلال قناة العالم لتطويق دار الاسلام (السعودية) بعد ما تطوقت من قبل العراق و من داخل البلدان الخليجية ايضا (بجماعات عربية لكن توالي المرجعية في خارج جغرافية العرب) و كلها لصالح ايران التي لم تقف يوما من ابتداع الفتن بما فيها الفتنه الحوثية .