اشهد يا زمان
'الدستور':
الحكومة سرقت اللحمة من الإخوان
طبعا. طبعا. والدليل على ان الدولة تساعد الاخوان بإزاحة أي منافس من أمامها كما فعلت باعتراضها على حزب الوسط، انها سمحت لهم في المنصورة بمحافظة الدقهلية بإقامة حفل الافطار السنوي في مقر نقابتي الأطباء والصيادلة وان حاولت افساده واثبت الطرفان الأمن والاخوان توافر قدر كبير من الطرافة وخفة الظل في المعركة التي دارت بينهما وقد نقل زميلنا في 'الدستور' صالح رمضان بعض ما دار بين الطرفين بقوله: 'نجحت جماعة الاخوان المسلمين بالدقهلية مساء أمس الاول في اقامة حفل إفطارها السنوي وسط العديد من المضايقات الأمنية لمنع اقامته حيث قامت قوة من مديرية التموين ومديرية الصحة قبل الإفطار بساعات بشن حملة على نقابة الاطباء المقام بها الافطار ونقابة الصيادلة المجاورة لها وحجزت جميع اللحوم الحمراء والبيضاء الموجودة بهما وبلغت ثلاثمائة وستين كيلوجراما في محاولة لإفشال الافطار دون تدخل أمني لكن الاخوان قاموا بشراء لحوم بديلة وقامت قوات الأمن بمحاصرة نقابة الاطباء فظن الاخوان انها ستدخل لمنع ضيوف الافطار من دخول نقابة الاطباء ولكن هذا لم يحدث وتم الافطار وردد الحضور (أشهد يا زمان أشهد يا زمان سرقوا اللحمة من الاخوان) وقامت جماعة الاخوان بإعداد مسرح ضخم لعرض السيرة الذاتية لمعتقلي الاخوان والمحبوسين عسكريا وكتبوا عليها لماذا تحارب الافكار بالسجن؟!
وتم كتابتها باللغتين العربية والانكليزية وكرموا خلال الحفل أسر المعتقلين من أبناء محافظة الدقهلية وعلى رأسهم أسرة المهندس خيرت الشاطر والدكتور ضياء فرحات والدكتور صلاح الدسوقي'.
قوات الامن تداهم نقابتي الصيادلة والاطباء
أيضا قدمت 'المصري اليوم' عرضا لهذا الموقف الطريف في تحقيق زميلتنا غادة عبد الحافظ قالت فيه:'أوضح الدكتور مصطفى جمجوم أمين عام نقابة الصيادلة ان قوات الامن داهمت نقابتي الصيادلة والاطباء في وقت واحد وصادرت نحو ستين فخدة لحمة وثلاثمائة فرخة من نقابة الاطباء كانت معقدة للافطار السنوي للاخوان كما صادرت ستين كيلو لحمة وثلاثين فرخة واربعة عشر كيلو كبدة وكيلو لحمة مفرومة من نقابة الصيادلة كانت معدة لإقامة عقيقة. وقال ان الأمن كان يخشى استخدامها في الافطار السنوي بحجة عدم صلاحية كل هذه الكميات. وأكد طارق قطب نائب مجلس الشعب ان الامن لجأ الى تلك الحركات الخايبة ومع ذلك لم يفلح وتبرع عدد كبير من الاخوان بايجاد بدائل سريعة لاقامة الافطار بالشكل اللائق كالعادة ولم يشعر احد من الحضور بما حدث وتم الافطار رغم محاولات الامن افساده.'
وهكذا شهدنا فصلا اخر من الصراع الطريف بدلا من الاعتقالات والمحاكمات يذكرنا بالصراع بين توم وجيري ونتمنى ان تكون العلاقة بين الامن والاخوان من هذا النوع المسلي والمفيد لجميع الاطراف. فالأمن حصل على اللحوم والدواجن. والمدعوون أكلوا وشربوا ايضا في مكانين. نقابة الاطباء ونقابة الصيادلة وان كانت هناك مشكلة اثارها في نفس اليوم الجمعة زميلنا الرسام مصطفى الشيخ في كاريكاتير له ب'الوفد' عن اثنين يقول احدهما للآخر: بيقولوا ان قانون العمل بيمنع الموظف من الجمع بين مائدتي رحمن.
معركة الضبعة تتسع وانتقادات لصمت النظام
والى واحدة من المعارك التي تكشف الى اي مدى وصلنا بأن يسعى رجال اعمال النظام والحزب الحاكم. لا الى إجهاض حلم مصر في انشاء أول محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية وانما تحدي الرئيس مبارك نفسه لأنه الذي يتبنى الدعوة ويعملون علنا دون ان يقيموا وزنا لنظام الدولة للاستيلاء على الموقع الذي تم تحديده والصرف عليه وتجهيزه لاقامة مشاريع سياحية مملوكة لهم. وقد ازدادت هذه المعركة عنفا هذه الايام وقال عنها يوم الاربعاء في 'الاهرام' زميلنا وصديقنا ونقيب الصحافيين مكرم محمد أحمد: 'لا أعرف إن كان ضروريا أن أذكر البعض بأنه قبل أكثر من عامين، كان لي شرف أن أكون أول من ينبه إلى الأطماع المتزايدة من بعض رجال الأعمال المصريين في الاستيلاء على موقع الضبعة، تمكنت هذه الجماعة من رجال الأعمال أصحاب النفوذ من اختلاق قضية وهمية حول الجدوى الاقتصادية لاستخدام المكان لإنشاء عدد من الفنادق والقرى السياحية مقارنة بالجدوى الاقتصادية لاختياره موقعا لإنشاء أول محطة نووية مصرية، وكأن الأمر مجرد مقاصة مالية بين مشروعين تجاريين، استثمار الجهل بحقائق العلم لكي يروجوا لخطر وجود محطات نووية في منطقة الضبعة لأسباب حافزها الوحيد المصلحة الشخصية!، برغم أن مصر تكاد تكون أحوج الجميع لبناء هذه المحطات في ظل مخزونها جد المحدود من البترول وأسعاره المتزايدة التي تفوق قدرة مصر المالية!'.