المخابرات العامة تنهي المسح التقويمي الشامل للبعثيين المدنيين

المجلس الوطني للحقيقة والعدالة

المخابرات العامة تنهي المسح التقويمي الشامل للبعثيين المدنيين :

77 % يؤدون واجباً دينياً واحداً على الأقل ،

و 53 % يذهبون إلى الجامع بشكل منتظم !!

أنهى فرع الكومبيوتر في مبنى قيادة إدارة المخابرات العامة ( أمن الدولة ( قبل حوالي أسبوعين تحميل المعطيات المسحية الخاصة بأعضاء حزب البعث " الحاكم " من غير العسكريين واستخلاص النتائج الإحصائية التقويمية التي ستقدم للرئيس السوري بشار الأسد قريبا . وقال مصدر مقرب من أحد مهندسي المعلوماتية الذين تولوا عملية تحميل هذه المعطيات " إن عملية المسح التقويمي ـ الإحصائي كانت بناء على طلب الرئيس بشار الأسد الذي أوعز لإدارة المخابرات العامة القيام بها قبل حوالي عام من اليوم . وذلك بهدف معرفة التركيب الحقيقي الشامل لحزب البعث من مختلف النواحي ، ليصار بعد ذلك ( وهو ما تم فعلا الأسبوع الماضي ) إلى تحليلها وفق برنامج صمم بمساعدة تقنية يابانية . وأشار المصدر إلى أن إدارة المخابرات العامة أوفدت ثلاثة من ضباطها المهندسين إلى اليابان من أجل اكتساب المعرفة التقنية الخاصة بهذا المشروع من خلال دورة استغرفت ثلاثة أسابيع ، وبموجب اتفاق مغطى بوثائق أصدرتها وزارة التعليم العالي ، باعتبار أن المهندسين الثلاثة " يعملون في كلية المعلوماتية التابعة لجامعة دمشق " !! وطبقا للمصدر فإن " عملية المسح هذه تعتبر الأولى من نوعها في سورية وربما في العالم العربي كله .

وقد شكلت نتيجتها صدمة حقيقية للمعنيين رغم أنها كانت متوقعة بالنظر لمعرفتهم أن الحزب لم يكن له من ذلك إلا الاسم ، وأنه تحول إلى تجمع هيولي مائع منذ أواسط السبعينيات الماضية حين اتخذ الرئيس الراحل قرارا بإنهاء سلطة الحزب على أرض الواقع وتحويله إلى مجرد ماشطة ( وصيفة ) مهمتها رش المساحيق على وجه السلطة ونتف الشعر الزائد في حاجبيها " حسب تعبير المصدر . وفيما يلي ملخص إجمالي لهذه العملية وفق ما ذكره المصدر لـ " المجلس " .قامت عملية المسح على أساس نموذج استبياني تولت فروع إدارة المخابرات العامة في المحافظات تعبئته ، سواء مباشرة أو بالتعاون مع شخصيات علمية وثقافية حزبية تجيد هذا النوع من العمل وتتعاون مع إدارة المخابرات . وقد ضم النموذج أكثر من أربعين سؤالا أو " مفردة استبيانية " ، بالإضافة للمعطيات الشخصية الأخرى ( معطيات الهوية الشخصية كالعمر والمهنة .. إلخ ) . ومن بين هذه الأسئلة / المفردات : الأصول القومية والدينية والمذهبية ( عربي / كردي / أشوري / شركسي / مسلم سني / مسلم علوي / مسلم درزي / مسلم اسماعيلي / مسيحي /.... ) ؛ هل يؤدي الفرائض الدينية ( صلاة في الجامع ، الصيام ، الحج ، الذهاب إلى الكنيسة .. . ) ؛ هل يميل إلى دمج الفكر القومي بتوجهات إسلامية ؛ هل سبق له أن اعتقل لسبب سياسي ، وعلى أي خلفية ( يسارية ، ماركسية ، قومية ، إسلامية ) ؛ هل سبق له أن انتمى لحزب آخر قبل عضويته في حزب البعث ؛ إذا جرت انتخابات برلمانية حرة ، لصالح أي اتجاه سيصوت ( قائمة / مرشح شيوعي ، قائمة / مرشح اسلامي ، قائمة / مرشح بعثي .. ) ؛ هل يقبل بمبدأ فصل الدين عن الدولة ( أن يكون رئيس البلاد غير مسلم ) ؛ هل يقبل بمبدأ زوجة واحدة ( يرفض مبدأ تعدد الزوجات ) ؛ هل يقبل بالزواج المدني ( زواج مختلط الطوائف ) ؛ هل يقبل بقيام سلام طبيعي مع إسرائيل وفق قرارات الأمم المتحدة ؛ هل هو مع مبدأ إلغاء التأميمات التي قام بها الحزب (في الستينيات ) ؛ هل يملك مصدر رزقه الأساسي ( موظف ، تاجر ، محامي ، طبيب .. ) ؛ إذا كان موظفا حكوميا ، هل يملك مصدرا آخر للرزق ، وهما هو إن وجد ... إلخ .

وطبقا للمصدر ، فإن عملية المسح شملت مليون ومئة ألف عضو في الحزب . ومن بين النتائج التي توصل إليها المسح ، والتي أمكن معرفتها ، ما يلي :

ـ 64.3 بالمئة من أعضاء الحزب هم من المسلمين السنة ؛

ـ 19.7 بالمئة من المسلمين العلويين ؛

ـ 9.8 بالمئة من المسيحيين ؛

ـ 7 بالمئة من باقي الأقليات القومية والدينية .

ـ 77 بالمئة من البعثيين يؤدون واجبا دينيا واحدا على الأقل ( صلاة ، صيام ..

ـ 53 بالمئة يذهبون إلى الجامع بشكل منتظم ؛

ـ 63.2 بالمئة يرفضون مبدأ فصل الدين عن الدولة ( أن يكون رئيس الدولة مسيحيا)؛

ـ 6.7 بالمئة من أعضاء الحزب ينتمون إلى التيار اليساري ( ماركسي ، صلاح جديد( ؛

ـ 53.4 بالمئة سيصوتون لقوائم أو مرشحين ذوي اتجاه قومي ـ إسلامي ؛

ـ 24.3 بالمئة سيصوتون لقائمة جماعة الإخوان المسلمين أو لمرشحين مدعومين من قبل الجماعة في أي انتخابات ديمقراطية ؛

ـ 9 بالمئة سيصوتون لقوائم يسارية أو مرشحين يساريين وشيوعيين ؛

ـ 71.5 بالمئة مع إبرام اتفاقية سلام مع إسرائيل على أساس قرارات الأمم المتحدة ؛

ـ 28.5 بالمئة ضد السلام مع إسرائيل بأي شكل من الأشكال ؛

ـ 83 بالمئة من الموظفين لهم مصدر دخل واحد على الأقل عدا مرتبهم الوظيفي ؛

ـ 57 بالمئة يؤيدون إلغاء التأميمات التي تمت خلال السبعينيات ؛

ـ 9 بالمئة سيصوتون لقوائم يسارية أو مرشحين يساريين وشيوعيين .

هذا وقد أشار الباحثون " المخابراتيون " إلى أن نسبة الارتياب ( هامش الخطأ ) تتراوح بين 1.5 و 2.2 بالمئة ، وذلك تبعا لكل مفردة استبيانية من المفردات المشار إليها .

وإذا أخذنا بعين الاعتبار الدقة العلمية لهذا المسح ، يمكننا أن نتوصل إلى النتائج الأولية التالية :

أولا ـ إن البنية العامة للحزب هي بنية محافظة .

ثانيا ـ إن الحزب ، وفي حال فصله عن السلطة ( أي إلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تكرسه حزبا قائدا للدولة والمجتمع ، وتشريع التعددية الحزبية والسياسية وسن قانون أحزاب )، سيتشظى إلى أربعة تيارات / أحزاب أساسية ( أو تلتحق بأحزاب تحاكي هذه الاتجاهات ) ، وهي حسب حجمها :

التيار القومي ـ الإسلامي ؛ التيار الإسلامي ؛ التيار الليبرالي ؛ التيار اليساري . ويمكن ، تقديريا ومن خلال عملة إزاحة معينة فيما بين هذه التيارات ، أن نستخلص تيارا خامسا هو التيار " القومي الصرف " ، الذي ـ مع الاحتفاظ بنسبة معينة من هامش الخطأ ـ من الصعب أن يتجاوز 15 بالمئة في أحسن حالاته.

المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية

[email protected]