وجهان لعملة واحدة

د.محمد إياد العكاري

وجهان لعملة واحدة

د.محمد إياد العكاري

[email protected]

تلقف العالم بذهول ناهيك عن السوريين أنفسهم خبر عودة الدكتور رفعت الأسد شقيق الرئيس السابق حافظ الأسد إلى سورية بعد أكثر من عقدين قضاها في المنفى بعدما كان ماكان بينه وبين أخيه حينما مرض الرئيس حافظ الأسد في عام 1984م مرضا ًأقعده لفترةٍ  بغيبوبةٍ على فراش المرض فحاول الدكتور رفعت الأسد الاستئثار بالسلطة بمفرده ولم لا فهو يدها الباطشة وصاحب الحظوة والنفوذ ورئيس سرايا الدفاع  أجل حاول الاستئثار بها  بمفرده  دون أساطينها والحاشية المحيطة بالرئيس من رجال الاستخبارات  ورموز السلطة آنذاك فكان أن أبعده أخوه الرئيس السابق حافظ الأسد قسراً منذ ذلك التاريخ  وحتى اليوم بعد أن كاد يطيح بالجميع ويستأثر لوحده بالسلطة ويتربع على عرشها.

هذا الخبر الذي طارت به وكالات الأنباء والفضائيات العربية والعالمية وكان وقعه كالصاعقة على المواطن السوري الذي كان يتأمل خيراً لمستقبل سورية ويتطلع نحو الأفضل وإذ بما يحصل يذكره بمثل شائعٍ  يقول " صبرنا صبرنا وفطرنا على بصلة"ووجه العجب ومردُّ الذُّهول في ذلك عند السوريين ليس فقط الصورة المترسخة حول الدكتور رفعت الأسد والماضي البغيض والتاريخ الأسود الذي يحمله عندما كان في سورية منذ تسلم أخيه حافظ الأسد على السلطة (في الحركة التصحيحية ) عام 1970وانقلاب الأخير على زملائه وأصحابه كصلاح جديد وغيره الذين أودعهم السجن ولم يخرجوا إلا إلى قبورهم أجل منذ الحركة التصحيحية عام 1970م وحتى مغادرة الدكتور رفعت الأسد سورية قسراً بقرارٍ من أخيه عام1984م وقصقصة أجنحته المتبقية ففي تلك الفترة كان يمثل السلطة بجورها وعنفوانها، وظلمها، وطغيانها حيث كان يرأس سرايا الدفاع  والمذابح المتتالية التي حصلت للشعب السوري من مختلف توجهاتهم الفكرية على أيدي النظام  في كلٍ من حماة  وحلب  والجسر وتدمر وغيرها وكل ماحصل من انتهاكاتٍ لحقوق الإنسان وحل النقابات وإهدار الكرامات  بله عن المجازرالتي  يندى لها جبين البشرية بله عن وجه الانسانية كلُّ ذلك الذي حصل يحقُّ للشعب السوري وأبناء الوطن أن يتساءل عن دوره فيها وأين كان موقعه منها؟؟!

ليس هذا فحسب بل من حق الشعب السوري أن يسأل عن مئات الملايين من الدولارات

والمؤسسات الضخمة التي يمتلكها وأولاده يحقُّ له أن يسأله من أين لك هذا؟؟!

وهل هي أمواله الخاصة أم ماذا بكل موضوعية وشفافية؟؟

أما أدهى مافي الأمر وأشدُّه فجاجةً فهو ذلك الوجه الجديد الَّذي يحاول أن يلبسه ويعود به إلى سورية ويبثه من قناته الفضائية الخاصAnn من أنه المخلَّص والمنقذ والمناضل الشَّريف العفيف  الذي يطالب بالديمقراطية وينادي بحقوق الإنسان ويؤيدالاصلاح  واطلاق الحريات العامة ويرفع شعارالتحرير من الطغيان كأن الناس قد فقدت الذاكرة أوأصبحت ترضى بالشيطان لانقاذها من حالها الذي تعيشه في سورية في ظلِّ إرهاب الدَّولة وهنا أريد أن أتساءل:

هل أجرى الدكتور رفعت الأسد عملية جراحية لتغيير لون جلده وسحنة وجهه وبرمجة

مبادئه وأفكاره لتتوافق حسب الدور والمرحلة وتتقلب حسب الأطوار والأدوار؟!

أم أنَّ هناك قوى اقليمية وعالمية وأجهزةً استخباراتية غربية و عربية تدفعه ليلعب دوراً ما من جديد في مصير سورية ومستقبلها لتعبث من خلاله بالمقدرات السورية وطموحات الشعب السوري في الديمقراطية والتعددية والكرامة والحرية بعد أن آل الحال إلى مايرثى إليه بعد عقودٍ من الظُّلم والظَّلام والبطش والديكتاتورية كان هو بنفسه أحد رموزها!!

لنترك الأيام تكشف مكنوناتها وتعرِّف بجديدها وتأتينا بمولودها الذي أدعو الله أن يكون سليماً معافى مع أمه سورية  وسنرى...